فرح عوض الله عاشقة الخيول تؤسس أول فريق بولو نسائي
الأكثر مشاهدة
لعشرين عاما، أتقنت فرح عوض الله ركوب الخيل وعشقته، خاصة، كونه رياضة عائلية يمارسها والدها وأخواتها، حتى قررت أن تؤسس أول فريق نسائي للعبة "البولو"، وتسعى لأن يكون الفريق قادر على تمثيل مصر في المسابقات الدولية للعبة، ولكن عدم وجود دعم كافي، قد يؤخر تحقيق حلمها.
والد فرح كان وما زال لاعب للبولو، وهي لعبة يتم ممارستها اعتمادا على نوعية معينة من الخيول تسمي "بوني، وتقام على ملعب تصل مساحته لستة ملاعب كرة قدم، يتم تقسيم اللاعبين خلال اللعبة إلى فريقين، كل فريق يتكون من أربعة لاعبين، بإيديهم مضرب ويحاولون تسديد الكرة في الجول، وهم معتلين الأحصنة.
في العادة، تنقسم مبارة البولو إلى أربعة أشواط، يلعب الحصان الواحد شوط واحد فقط خلالها، ويتم تغييره بآخر كل شوط، والذي يمتد إلى 7 دقائق ونصف، ومن الممكن أن يصل عدد الأشواط إلى ثمانية في بعض المباريات، وهي لعبة غير شعبية كونها انتشرت منذ قرون مع طبقة الأمراء والملوك، وبدأت تنتشر في مصر في عهد المماليك.
ركوب الخيل هو أمر اعتادت فرح فعله منذ كانت طفلة، فكانت ممارسة الوالد لـ "البولو" بنادي الجزيرة، تزامن معها تدريبها على نط الحواجز بالخيل، وهو ما أجادته على مدار ما يقرب من 20 عاما، وهي الفتاة التي لا يتجاوز عمرها 24 عاما، فصار ركوب الخيل بالنسبة لها حياة.
تعرفي على: أهم لاعبات التنس اللاتي أمسكن المضرب على مر العصور
"في العادي، أنا بتكعبل وأنا ماشية، لكن على الحصان بحس بالأمان وبكون عارفة أنا بعمل إيه؟" فاعتادت فرح أن تشارك في المسابقات المحلية لنط الحواجز، ولكن مع سفرها لدراسة العلوم السياسية في كندا، حين كانت في السابعة عشر من عمرها، لم تتمكن من الاستمرار في ركوب الخيل كما اعتادت في مصر، ورغم صعوبة الطقس البارد في كندا كانت تسعى للتدريب والاستمرار، وكانت تنتهز فرصة النزول إلى مصر كي تعود لممارسة رياضتها المفضلة بالطريقة التي اعتادت عليها.
"بسبب أني كنت متميزة، وكانت طريقة ركوبي قوية، صديق بابا اقترح ألعب بولو، خاصة أني كنت بدأت أزهق من نظل الحواجز لأنه لعبة فردية" وكانت تلك البداية مع لعبة البولو، التي تتطلب مهارات عالية في ركوب الخيل، والقدرة على التحكم في الحصان، وبالفعل، بدأت تتمرن على اللعبة، وتشارك والدها في مباريات البولو، وتتدرب على يد مروان الأفندي، الحاصل على أعلى تصنيف في مصر، وتعتبر أنه "لولا تشجيع والدي والكابتن مروان، مكنتش هأقدر ألعب"، فكانت الفتاة الأولى في تاريخ نادي الجزيرة التي تلعب البولو.
ومع 2016، بدأت فرح تشترك في مباريات مشتركة للبولو مع والدها، وكان يزعجها أن يقوم المنافسون بالاعتذار لها عند حدوث احتكاك، خاصة، أنه كثيرا ما كان يتم تجنيب الفتيات الاشتراك في اللعبة، لأنها تعتمد على قوة بدنية عالية، وقدرة على تحمل الاحتكاك والإصابات "اللعبة ملهاش سن معين، لكن لازم يكون الخوف مات جواكي عشان تستمري فيها، بس هي ممتعة جدا، وبتخليني أنسى كل حاجة وأنا بلعب".
مع إجادة فرح عوض الله للعبة البولو، وبسبب ندرة مشاركات الفتيات بها، اقترحت عليها والدتها ان تؤسس فريق نسائي للبولو "إحنا معندناش حاجة اسمها انه البنات ممنوع عليها تعمل حاجات معينة، عشان كده والدتي شجعتني"، وبالفعل أطلقت فريق "نفرتيتي" في مارس 2019 بعد أن استطاعت التعرف على فتيات أخريات يمارسن اللعبة في نوادي الشرطة وكينجز بولو، على أن يكون الفريق بمثابة منتخب وطني يمكنه تمثيل مصر في المسابقات الدولية.
اقرئي أيضا: فريدة عثمان فراشة فرعونية حطمت الأرقام القياسية
أول مسابقة دولية اشترك بها الفريق كانت في الهند في يناير 2020، وكان أول فريق نسائي مصري يشارك في هذه المسابقة، وضم اللاعبات (فرح عوض الله 24 عاما، هنا بدر 18 عام، عالية محمد 18 عاما، ميرنا وائل 22 عاما، مارجرينت فيشر 58 عاما) وكان السفر على نفقة وزارة السياحة الهندية، التي تكفلت بمصاريف الفريق كافة "إحنا كنا محتاجين دعم وزارة الشباب والرياضة، لأن الاتحاد مفيهوش فلوس".
بخلاف خطورة اللعبة، وإمكانية التعرض للإصابات والكسور الصعبة، أكثر ما يخيف فرح من عدم قدرة الفريق على الاستمرار هو التكلفة العالية للعبة البولو، كون المباراة الواحدة تحتاج إلى عدد كبير من الخيول من نوع معين، والأدوات والمساحات كذلك، ممتنة للمساعدات التي طالما تلقاها الفريق من مدربين يقومون بتدريبه دون مقابل مادي، مثل المدرب إسلام مندور، وكلنها تتمنى أن يحصلن على الدعم، وتتمكن مصر من تنظيم مسايقة دولية للعبة البولو في السنوات القادمة.
اقرئي أيضا:
ندا الشاذلي والعمل التنموي لتمكين النساء في مطبخ دوار
الكاتب
هدير حسن
السبت ٢٧ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا