الأميرة فوزية فؤاد.. الجميلة التي خسرت تاجها مرتين
الأكثر مشاهدة
تعتبر الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول واحدة من أجمل نساء الأرض، والتي يقولون عنها "وضع الرب توقيعه عليها" بسبب شدة جمالها الذي كان يقارن بجمال نجمات السينما العالميات وقتها مثل هيدي لامار وغيرها.. لكن هذا الجمال لم يحميها من الحزن والتجارب القاسية التي مرت بها في حياتها. كانت أميرة غير عادية وفي فترة من عمرها أصبحت ملكة في دولة أخرى، لكن ذلك لم يدم طويلًا وتبدلت الأحوال بشكل صعب.. دعونا نتعرف على الأميرة فوزية عن قرب من خلال تلك السطور.
الأميرة فوزية فؤاد
هي الإبنة الكبرى للملك فؤاد الأول، سابع أبناء الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا الذي حكم مصر بين عامي 1805 و1848، وشقيقة الملك فاروق الأول، ولدت الأميرة فوزية يوم 5 نوفمبر 1921 في قصر رأس التين بالإسكندرية وهي ثاني أبناء الملك فؤاد والملكة نازلي بعد الابن الأكبر فاروق.
كان أحد أجدادها لأمها الملكة نازلي ضابطًا فرنسيًا، هو سليمان باشا الفرنساوي، خدم في صفوف الجيش مع نابليون بونابرت، بالإضافة إلى نسلها الذي يرجع إلى ألبانيا وتركيا ولذلك ورثت فوزية الملامح الأوروبية بدرجة كبيرة.
تلقت الأميرة فوزية تعليمها في سويسرا، وأتقنت اللغتين الفرنسية والإنجليزية بجانب العربية. وحين أنهت دراستها عادت إلى القاهرة، وظلت حبيسة القصر الملكي وملتزمة بقواعد البروتوكول في حياة اختلفت عن نظيرتها الحرة التي حظت بها في أوروبا من قبل.
زواج الأميرة فوزية
كانت فوزية أشهر أميرات القصر الملكي بسبب جمالها الآخاذ، وهناك روايات تقول أن هذا الجمال جعل نجل شاه إيران محمد رضا بهلوي يقع في حبها فور أن رأى صورتها، لكن الروايات الأكثر شهرة تؤكد أنه كان زواجًا سياسيًا في المقام الأول وقد دعمته إنجلترا ليقوي العلاقة بين مصر وإيران، ويجمع شخصية سنية بشخصية شيعية في نسب مما يقرب العلاقات أكثر، كما أن رضا بهلوي حاول بهذا النسب توطيد حكمه لأنه لم يكن من نسل الملوك كما كان الملك فاروق، بل كان والده أحد الفلاحين البسطاء وقد ترقى في الجيش حتى تولى السلطة في انقلاب عام 1921.
وبذلك أرسل رضا بهلوي إلى الملك فاروق بالهدايا ليطلب يد أخته ويقنعه بقبول ابنه محمد رضا كزوج لها، لكن الهدايا لم تبهر الأسرة الملكية في مصر، وكان فاروق أميل إلى رفض النسب، ورغم ذلك وافق بعد إقناعه من قبل علي باشا ماهر مستشاره السياسي، فتمت خطبة الأميرة لابن الملك في مايو 1938 بعدما تقابلا لمرة واحدة فقط.
أما رحلة الزواج التي قطعها الوفد الإيراني فقد كانت صعبة، لأنه لم يكن هناك خطوط جوية بين البلدين وقتها، فسافروا إلى بغداد وأقاموا بقصر الأمير فيصل، ومنها إلى دمشق فبيروت ومن هناك أخذوا سفينة إلى ميناء الإسكندرية ثم إلى القاهرة عبر البر.. ووصل الوفد أخيرًا وجهز لهم الملك فاروق برنامج لزيارة الأزهر والقصور العلوية والمواقع الأثرية المصرية.
زفاف الأميرة فوزية ومحمد رضا بهلوي
كان حفل زفاف الأميرة فوزية على ولي العهد الإيراني من أكبر حفلات الزفاف التي شهدتها القاهرة في الثلاثينيات بعد حفل زفاف الملك فاروق على فريدة، وأقيم الحفل في 16 مارس 1939 وحضره كبار القوم ثم أقامت الملكة نازلي حفل كبير في قصر القبة مساء الأربعاء 29 مارس 1939 وكانت الدعوة مقتصرة على السيدات أعضاء البيت المالك وقرينات الوزراء وبنات العائلات الكريمة، وقد تبارت المجلات والصحف الصادرة في ذلك الوقت في وصف الحفل مثل صحيفة الصباح التي كتبت: "ما كاد صاحب السمو الامبراطوري محمد رضا يصل إلى القصر حتى صدحت الموسيقى بالسلام الامبراطوري الإيراني، ووصل بعد لحظات صاحبا الجلالة الملك المفدى والملكة المفداة ، فحيتهما الموسيقى بالسلام الملكي المصري ونزلت الأسرة المالكة: جلالة الملك المفدى وجلالة الملكة فريدة وجلالة الملكة نازلي والعروسان الكريمان من القصر الى السرادق وسارت إلى "الكوشة " بين تحيات المدعوات وبسماتهن وتهانئهن." وقد أحيت الحفل كوكب الشرق أم كلثوم وغنت أناشيد وأغنيات أعدت خصيصًا لهذه المناسبة مثل أغنية مبروك على سموك وسموه، وكذلك غنت على بلد المحبوب. كما تواجدت فرقة بديعة مصابني والتي قدمت عرضًا راقصًا، وكذلك قدم المطرب اللبناني محمد البكار بعض الأغنيات التقليدية وصحبه أعضاء النادي اللبناني.
وتجهز الأميرة إلى الرحيل لبلادها الجديدة، وذهبت معها الملكة نازلي لتوصلها إلى بيتها في طهران، وهناك وجدوا اللافتات والزينة في انتظار موكب العروسين، وأقيم احتفال آخر كبير في طهران في الاستاد وحضره أكثر من 25 ألف شخص من النخبة الإيرانية، وبعد الزواج حصلت الأميرة فوزية على الجنسية الإيرانية. وبعد عامين تولى محمد رضا الحكم عقب تنحي والده، وأصبحت فوزية ملكة على إيران.
أنجبت فوزية لمحمد رضا، ابنتهما الأميرة شاهيناز في أكتوبر عام 1940، وقد مارست حياتها كملكة وشاركت في تأسيس جمعيات تخص الأمومة والطفولة في إيران، وظهرت على أغلفة المجلات العالمية التي أطلقت عليها "فينوس الآسيوية" لكن على المستوى الشخصي لم تكن سعيدة على الإطلاق، فقد كانت علاقاتها بعائلة زوجها سيئة للغاية، كما انتشرت شائعات عن العلاقات الغرامية المتعددة لمحمد رضا بهلوي أثناء ارتباطه بفوزية، وهو ما جعل حياتها أصعب وبداية من عام 1944 بدأت في تلقي علاج نفسي من قبل طبيب أمريكي.
وفي مايو عام 1945 تركت الملكة طهران وغادرت إلى القاهرة، ورفضت العودة مرة أخرى رغم محاولات الشاه، وطلبت الطلاق، لكن قوبل الطلب بالرفض وظل الأمر معلقًا حتى وقع رسميًا في أكتوبر 1948. وقد تسبب الطلاق بأزمة سياسية بين القاهرة وطهران، وصلت إلى حد قطع جميع العلاقات المصرية الإيرانية، وقد أعلنت مصر أن سبب الطلاق هو "المخاطر الصحية التى تهدد الأميرة المصرية بسبب المناخ الفارسي"
.
وعندما عادت إلى مصر واستقرت، دخلت في علاقة عاطفية مع العقيد إسماعيل شيرين بك، آخر وزير للحربية والبحرية في مصر قبل ثورة يوليو 1952، وتزوجا في مارس 1948 ورزقا بنادية وحسين.
وعلى عكس أخواتها لم تترك الأميرة فوزية مصر بعد ثورة 1952، واستقرت مع أسرتها في الإسكندرية وتحديدًا بمنطقة سموحة وعاشت بعيدًا عن الأضواء كما حلمت دائمًا، وظلت في موطنها لم تغادره أبدًا رغم تجريدها من كل ألقابها الملكية، حتى توفاها الله في الثالث من يوليو عام 2013، وشيعت جنازتها البسيطة من مسجد السيدة نفسية بالقاهرة ولم تعيرها وسائل الإعلام أي انتباه، ودفنت بجوار زوجها إسماعيل شيرين بالإسكندرية.
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا