ندا طلعت تصوغ الثقافات في قطع أثاث مختلفة
الأكثر مشاهدة
الفن ليس حصرًا على المعارض واللوحات الفنية، ويمكنه أن يكون حاضرًا في كل شيء، فقط يحتاج لمتذوق وعين تحب الجمال وتعرف كيف تراه، من هنا انطلقت ندا طلعت، مهندسة الديكور التي بدأت مشروعها الخاص تحت اسم Nada Talaat Designs وفيه تصنع قطع أثاث فنية مستوحاة من ثقافات مختلفة، تقدمها لعملائها ليقتنوا قطعة مختلفة تحمل روح وطابع بلاد وشعوب لتضيف للأماكن لمسة ساحرة وكأن كل بيت أو مكتب معرض فني قائم بذاته.
بداية ندى طلعت
منذ طفولتها أحبت ندا الرسم والألوان ولذلك اختارت دراسة الفنون الجميلة، وتخصصت في الديكور، وبعد تخرجها عام 2011، عملت لفترة في مجال تخصصها لكنها لم تكن مرتاحة، فولت وجهها شطر تصميم وصناعة الأثاث، وهناك وجدت شغفها الحقيقي، ووقعت في غرام القطع، فعملت لمدة 3 سنوات في مصنع أثاث كمصممة، وبعدها فكرت أن يكون لها مكانها الخاص لتقدم رؤيتها وتصميماتها على قطع تسوقها باسمها، ومن هنا كانت بذرة مشروعها Nada Talaat Designs.
عام 2015 بدأت ندا مشروعها وهي محملة بالكثير من الأفكار، ومملوءة بالطاقة والحماس، ولديها رأس مال بسيط مكنها من تحويل تلك الأفكار والتصاميم لمجموعاتها الأولى المكونة من 4 قطع من المرايا والتي كانت تحمل الطابع النوبي، تقول: "في البداية دورت على نجار كويس ينفذلي الشغل ولما لقيته اتعاوننا وعملي المرايات وشغل الدهان"، وكانت الانطلاقة من خلال صفحة على موقع فيسبوك، وبالفعل أعجبت مجموعتها الأولى الجمهور فتحمست ندا لإكمال الطريق الذي لم يكن سهلًا.
"كانت المشكلة في البداية إن الناس ساعات بتشوف السعر غالي وإنهم مش متعودين على النوع ده من الشغل"، تحكي ندا التي لم تيأس واستمرت في تحويل أفكارها المبدعة إلى قطع جديدة بإلهام من ثقافات مختلفة، وعملت على تسويق إنتاجها في المعارض أو "الجاليريهات"، "مع الوقت قدرت أوصل لاتفاق مع أكتر من جاليري وبدأت أعرض شغلي عندهم وده ساعد في التسويق وكمان بشارك في معارض وإيفنتات".
مراحل الإعداد تبدأ بفكرة فتسأل ندا نفسها عن الثقافة التي تريد الاستلهام منها، وما إن تحددها حتى تبدأ في القراءة عن الفن في تلك الثقافة وعادات شعوبها والألوان التي تمثلها، وبعد الكثير من البحث وما إن تجد نفسها متشبعة بعناصرها حتى تبدأ في تفريغ تلك المعلومات على شكل تصاميم و"سكتشات" مبدئية على الورق.
وتوظف أفكارها في إنتاج أكثر من قطعة تتنوع من فواصل الكتب "Bookmarks" وحتى المرايا، ثم تستقر على الأفكار التي تريد تنفيذها، وتبدأ في إدخالها على الكمبيوتر لإعداد الرسم التنفيذي لها والتحقق من مقاساتها بدقة حتى يمكن تنفيذها بالشكل الصحيح، وتحدد العناصر والمواد التي ترغب في الاعتماد عليها عند الصناعة مثل الزجاج والخشب والنحاس وكذلك اختيار نوعية الخشب المستخدمة، ثم تذهب للورش التي تتعامل معها وتبدأ المرحلة النهائية من خلال إعداد أول قطعة للتجربة، وإذا أعجبت بالجودة والتنفيذ تقرر إنتاج أكثر من قطعة. وبعدها تنتقل إلى مرحلة التصوير والتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي. "أكتر مجموعة بحبها هي المجموعة المغربي علشان شغالة عليها بقالي فترة طويلة جدًا وارتبطت بيها أوي" تقول ندا عن أقرب القطع لقلبها.
وعن أسعد لحظاتها تقول: "الحمد لله بسمع تعليقات حلوة جدًا من الناس بس أكتر حاجة بتبسطني لما حد يقولي دي أحلى من الصور أو تعجبهم الكواليتي (الجودة)"، أما الصعوبات التي تواجهها فتذكر أنها تجد بعض المعوقات فيما يتعلق بالتسويق والإدارة المالية لأنها ليست متخصصة في هذا الجانب. وتشجع كل من ترغب في امتلاك مشروعها الخاص على أخذ تلك الخطوة، لكن بعد أن تكون متأكدة من امتلاكها الموهبة والمقومات التي تجعلها تستمر وتنجح في السوق، "ولازم يكون عندها الإرادة علشان ماتستسلمش بسرعة، وكمان تبقى عارفة تغطي كل الجوانب المالية والتسويقية." وتحلم ندا أن تمتلك يومًا ما المحل الخاص بها والذي يحمل اسمها وتصممه على طريقتها.
اقرئي أيضًا:
الكاتب
ندى بديوي
السبت ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا