الأمم المتحدة: أول يوم دولي للمساواة في الأجر
الأكثر مشاهدة
في نشرة الأمم المتحدة للمرأة هذا الأسبوع، تعلن الهيئة عن أول يوم دولي للمساواة في الأجور أو "اليوم الدولي للأجور المتكافئة"، كما تتطرق لتاثيرات كوفيد-19 على عمل المرأة واقتصاديات الدول، إلى جانب التطرق لما أحدثه تفجير بيروت وآخر التطورات المتعلقة بجعل الوضع الإنساني أفضل.
اليوم الدولي للمساواة في الأجور
كشف انتشار كوفيد-19 عن مشكلات كبيرة تعاني منها النساء، ومن ضمنها اختلال توازن المساواة في الأجور عن نفس العمل، ولذا أعلنت الأمم المتحدة عن تخصيص 18 سبتمبر ليكون اليوم الدولي للمساواة في الأجر، وجاء الاحتفال به هذا العام (2020) لأول مرة، من أجل سد فجوة الأجور بين الجنسين والتي تصل إلى 16%، فالسيدات في وظائف مختلفة يتقاضين 84% مما يتقاضاه الرجل عن نفس العمل، ومحاولة الوصول للمساواة والتكافؤ الاقتصادي بين الجنسين بالوتيرة الحالية يمكنها أن تستغرق 257 سنة
وفي ظل الاحتفال الأول به دعا التحالف الدولي للمساواة في الأجور EPIC وقيادة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة العمل الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة أن تعمل الحكومات وأصحاب العمل من أجل تحقيق تقدم ملموس وحقيقي للمساواة في الأجور مقايل العمل متساوي القيمة، خاصة، بعد أن أظهر كوفيد-19 (فيروس كورونا) مدى تأثر النساء بصورة أكبر من التداعيات الاقتصادية التي أحدثها انتشار الفيروس.
وتم التطرق كذلك إلى الأعمال غير الرسمية التي تكون نسبة النساء بها أكبر من الرجال، كالعمل في وظائف العمالة المنزلية وخدمات البيع بالتجزئة، والأعمال غير مدفوعة الأجر كرعاية الأطفال والمسنين والعمل المنزلي،دون أن يكون هناك حماية اجتماعية أو إجازة مرضية، ولذلك كان هناك دعوة من أجل تغيير التشريعات والعمل على إنفاذها كي تصبح بيئات العمل على مستوى العامل أكثر عدلا وبناء نظام أكثر شمولا، كما وضحت سلفي دورر، مدير المكتب الاتحادي السويسري للمساواة بين الجنسين.
عاد الحديث عن المساواة بين الجنسين، خلال الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تتزامن مع مرور 25 عاما على اعتماد إعلان ومنهاج بكين في 1995، الذي يعد مخطط من أجل حقوق المرأة وتحقيق المساواة. وتم تناول تداعيات كوفيد-19 التي قد تدفع بـ 47 مليون امرأة وفتاة نحو الفقر المدقع، وأهم التغيرات التي شهدها وضع النساء حول العالم، والاحتفال بالحركة النسائية العالمية.
نساء لبنان بعد الانفجار
كتبت راشيل دوري- ويكس، ممثلة هيئة الأمم المتحة للمرأة في لبنان، ولينا عبريفة، المديرة التنفيذية للمعهد العربي للمرأة في الجامعة الأمريكية اللبنانية، عن احتمالات تغير وضع سيدات لبنان بعد انفجار 4 أغسطس/ آب، فتطرقتا إلى وضع لبنان ما قبل الحادث، الذي تسبب في تشريد أكثر من 300 ألف شخص وفتل 180 وإصابة الآلاف، واعتبرتا أنها كانت دولة منهكة بالفعل تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة وفساد حكومي وأزمة بيئية وانقسامات طائفية وفقر وكذلك انتشار جائحة كوفيد-19.
إلى جانب مشكلة انعدام المساواة بين الجنسين، فلبنان تحتل المركز الـ 145 من أصل 153 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين، وهي فجوة يحتاج سدها والتعامل معها 150 عاما، ويزيد الانفجار من سوء الوضع، خاصة، بالنسبة للسيدات المهاجرات واللاجئات وذوات الإعاقة، مع توقعات بزيادة نسب الفقر والعنف ضد النساء وزواج الاطفال والعمل القسري في الجنس.
ودعت الكاتبتان في مقالتهما أن يتم استغلال الفترة الحالية لتحسين الوضع، وجعل بيروت "المدينة النسوية" الأولى في المنطقة العربية، وذلك بسن التشريعات التي تحقق المساواة وتكافؤ الفرص، وضرورة وجود تمثيل أكبر للمرأة في جميع مستويات القيادة وصنع القرار، والعمل على زيادة الاستثمار الاجتماعي في التعليك والصحة، معتبرات ان الدول القوية هي التي مكنت نساءها.
حلول مبتكرة لمواجة الوباء ومساعدة النساء
أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مرفق للابتكار في أوروبا وآسيا الوسطى، من اجل أن يعمل على دعم مكاتب وبرامج الهيئة حتى تتمكن من الاستجابة السريعة للمشكلات التي تواجه النساء والفتيات، خاصة، مع انتشار وباء كوفيد-19، فيتم تقديم حلول تكنولوجية ناتجة عن رؤى إبداعية، فيتم من خلال استحداث التطبيقات والبرامج والأدوات الرقمية التي يسهل استخدامها والوصول إليها.
ففي البوسنة والهرسك، تم تقديم مبادرة للفتيات ليتعلمن البرمجة ويطورن مهاراتهن في تكنولوجيا المعلومات، كما دعمت شراكة في جورجيا بين القطاع العام والخاص تدريب سيدات على مهارات برمجة الويب والتسويق الإلكتروني، وكذلك في قيرغيزستان وكوسوفو وطاجيكستان.
المشاركة لمواجهة كوفيد-19
تطرقت نشرة الأمم المتحدة للمرأة لهذا الأسبوع لأهمية دمج المنظور الاجتماعي من أجل الاستجابة للآثار السلبية التي أحدثها كوفيد-19، خاصة، كون النساء يمثلن 70% من العاملين في الخطوط الأمانية بالقطاع الصحي، غير مساهماتهن في تقديم الرعاية الاجتماعية، وهو ما يجعلهن معرضات أكثر للإصابة.
ومن أجل إبراز أهمية المشاركة المنزلية بين الوالدين في مواجهة كوفيد-19، نتعرف على قصة إلهام عيداس وزوجها عامر الفرارجي، فهي عاملة صحية فلسطينية تعيش في الضقة الغربية، وبسبب ظروف انتشار الفيروس أصبح عملها أكثر صعوبة، كونها تتواجد في عيادة متنقلة من أجل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي تجد انه ليس اقل خطورة عن الفيروس.
يشاركها زوجها عامر الفرارجي مسئوليات المنزل ورعاية الطفل، الأمر الذي لا يعد شائعا في المنطقة العربية، كون الأمور والمهام المنزلية والأسرية يتم التعامل معها على اعتبار أنها مهام النساء قط، ولكن عامر دارس للقانون ومنطوع في منظمة الأفق لتنمية الشباب، وداعم للمساواة بين الجنسين.
يتولى الزوج مهام المنزل وتربية طفلهما مجد صاحب الخمس سنوات، في حال انشغال إلهام بعملها، بعد أن اتفقا منذ سنوات الزواج الأولى على تقسيم المهام، ويحرصان على قضاء الوقت معا كعائلة "نتناوب العمل أنا زوجتي، ويحصل كل منا على قسط من الراحة، فبقينا انا وابني على اتصال أكثر، والأسرة كلها سعيدة"
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا