الصداع العنقودي أعراضه وأسبابه وكيفية العلاج

الصداع من الحالات المتكررة التي يشعر بها الجميع لأسباب مختلفة وفي أوقات مختلفة أيضا. وينقسم الصداع لثلاثة أنواع، وهم الصداع النصفي الذي يُصيب الجزء الأيمن أو الأيسر من الدماغ، وصداع التوتر الذي يُصيب منطقة الرأس أو خلف العينين، وأخيرا الصداع العنقودي والذي يُصيب منطقة حول العينين أو جزء من الدماغ على مدى فترات متباعدة، وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل فيما يلي…

ما هو الصداع العنقودي

الصداع العنقودي هو صداع يُصيب منطقة العين أو ما حولها في أحد جانبي الرأس، وهو نوع نادر نوعا ما من الصداع ولكنه الأشد ألما. كما أنه يُصيب الإنسان على فترات، فقد يُهاجم الشخص لمدة تبدأ من شهر لثلاثة شهور تقريبا ثُم يُمكن أن يختفي بعد ذلك في فترة تمتد من شهور لسنوات.

عادةً ما يشعر الشخص بالصداع العنقودي فجأة، ويبدأ الألم الشديد بعد 5 أو 10 دقائق من الإحساس بألم الصداع العنقودي، وقد الإحساس بالصداع العنقودي عموما لعدة ساعات. ويشعر الإنسان به تحديدا خلف العين أو حولها، وقد يصل الألم لمقدمة الرأس أو الأكتاف أو الرقبة أو الأنف من نفس الجزء الذي يُصاب بالصداع.

وتنتشر الإصابة بهذا النوع من الصداع بين الأشخاص البالغين وفي منتصف العمر ولكنه قد يُصيب أي شخص آخر أيضا. ويُلاحظ أن الرجال هم الأكثر إصابة بالصداع العنقودي من النساء.

أنواع الصداع العنقودي

ينقسم الصداع العنقودي لنوعين وهما:

الصداع العنقودي العرضي: وهو الذي يُصيب الإنسان باستمرار في فترة من أسبوع لسنة، تتبعها فترة راحة من الشعور بهذا الألم من شهر لأكثر.

الصداع العنقودي المزمن: وهو الذي يُصيب الإنسان على فترات مستمرة لمدة سنة أو أكثر، تتبعها فترة راحة من الألم تمتد لأقل من شهر ثُم يعود الصداع ليُهاجم الشخص مرة أخرى.

أعراض الصداع العنقودي

أعراض الصداع العنقودي هى نفسها العلامات التي تُميزه عن غيره من أنواع الصداع وهى:

1- مكان الألم

كما ذكرنا في تعريف الصداع العنقودي فهو يُصيب تلك المنطقة خلف العين أو حولها في جانب واحد من الرأس. وفي بعض الحالات الألم قد يمتد ليصل للرقبة أو الجبهة أو الأنف أو الشفاه أو الكتف من الجانب الذي أصابه الصداع.

2- مدة الألم

في كثير من الحالات يبدأ الشعور بالألم الشديد بعد مرور 5 أو 10 دقائق من بداية الإحساس بالصداع وقد يستمر الشعور بالصداع لمدة تصل لـ 3 ساعات حسب الحالة. وبشكل عام يزور الصداع العنقودي الأشخاص على فترات متناوبة، فقد يشعرون بالصداع ثُم بمرون بفترات راحة ثُم عودة الصداع مرة أخرى وهكذا.

3- طبيعة الألم

يشعر الأشخاص الذي يتعرضون للإصابة بالصداع العنقودي بألم شديد جدا في جانب واحد من الرأس وخاصةً عند منطقة العين، الأمر الذي يُمكن أن يوقظهم من النوم. كما أنه يُهاجمهم بنوبات متكررة على مدار اليوم وفي مواعيد ثابتة تقريبا، تليها فترات راحة قد تصل لأسبوعين.

هناك بعض الأعراض التي قد تُصاحب أو تدل على الصداع العنقودي عند بعض الأشخاص مثل:

الشعور بالغثيان
الأرق
ظهور تورم أسفل أو حول أحد العينين
احمرار الوجه
احمرار العين
التدميع من أحد العينين
الحساسية للضوء
تدلي الجفن في بعض الأحيان

أسباب الصداع العنقودي

بخلاف أنواع الصداع الأخرى، فليس هناك أسباب واضحة للإصابة بالصداع العنقودي، ولكن يقول العلماء أن هناك مادة كيمائية يتم إفرازها على جدار شرايين المخ، فتتسبب في توسع وتمدد الأوعية الدموية والشرايين التي تمد الدماغ بالأوكسجين. يضغط هذا التمدد على العصب الثلاثي التوائم وهو المسئول عن نقل المعلومات الحسية للوجه والجيوب الأنفية، ويتسبب ذلك في الشعور بالصداع.

وقد لاحظ الباحثون أيضا أن الكثير من الحالات التي تُعاني من الصداع العنقودي قد يكون بسبب اضطراب في الساعة البيولوجية في الجسم. وفي أحيانا أخرى وجدوا أن بعض الحالات أيضا لديها مستويات غير طبيعية من مادتي الميلاتونين والكورتيزول أثناء الشعور بالصداع.

هناك أيضا بعض العوامل التي ربما لا تكون أسباب مباشرة للإصابة بالصداع العنقودي ولكنها بالتأكيد مُحفزات للإصابة به أو عودة النوبات بشدة، ومنها مثلا:

شُرب الكحول: فهذه العادة تُحفز الشعور بالألم أكثر عندما يكون الشخص مُصاب بالصداع العنقودي.
التدخين: صحيح أن الإقلاع عنه لا يجعل الصداع يختفي، كما أن هناك أشخاص غير مُدخنين يُصابون أيضا بهذا النوع من الصداع. إلا أن كثير من مُصابي الصداع العنقودي مُدخنين.
العمر والجنس: صحيح أن هذا النوع من الصداع لا يُحدد من سيُصيب إلا أن الدراسات وجدت أنه أكثر انتشارا بين الرجال وفي الأعمار من 20 لـ 50 عاما.
العوامل الوراثية: من الممكن أن يرث الشخص الإصابة بالصداع العنقودي إذا كان التاريخ العائلي مليىء بالإصابة به.

علاج الصداع العنقودي

ينقسم علاج الصداع العنقودي لجزئين، الأول هو العلاج بالأدوية والحلول الطبية لعلاج أعراض الصداع والشعور بالألم، والثاني هو العلاج بالجراحة وهو اختيار قد يلجأ له الطبيب في الحالات المزمنة عندما يفشل العلاج بالأدوية.

العلاج بالأدوية

يبدأ فورا عندما يبدأ المريض يشعر بنوبات الصداع العنقودي ويشمل:

التنفس بجهاز الأوكسجين، حيث يوضع المريض على هذا الجهاز ليتنفس أوكسجين نقي يُساعد في تخفيف الشعور بالألم والأعراض. بالإضافة لبعض الأدوية الوقائية التي قد تكون أدوية عادية أو حُقن أو كريم موضعي.

العلاج بالجراحة

هذا الاختيار يكون في الحالات الشديدة والمزمنة حيث يُحاول الطبيب حصار العصب الثلاثي التوائم.