نشرة الأمم المتحدة للمرأة: إدماج النساء لتحقيق السلام
الأكثر مشاهدة
تناولت نشرة الأمم المتحدة للمرأة هذا الأسبوع الذكرى العشرين لقرار 1325، الذى وصفته بالتاريخي، والتحديات التي تواجه ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون أيامهم في مناطق النزاع المنكوبة، ولماذا يجب إشرك النساء كوسطاء لتحقيق الأمن والسلام.
وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقرير حول "المرأة والسلام والأمن" في ظل الاحتفال بقرار 1325 في ذكراه العشرين، وأشارت من خلاله إلى خمسة أهداف يجب العمل عليها من أجل تحقيق سلام شامل في العقد المقبل، ومن أهمها إدماج المرأة في جميع جهود السلام والدفاع غير المشروط عن حقوقها، حتى يكون ذلك طريقة لتقليل الارتفاع التاريخي في الإنفاق العسكري العالمي، الذي وصل لأعلى مستوياته، في ظل وجود دول تكافح من أجل الحصول على الخدمات الأساسية.
قال أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه في ظل مكافحة الوباء العالمي (كوفيد-19) علينا الاختيار "إما الاستمرار على طريقة زيادة العسكرة والصراع ولخسائر من جيل إلى آخر، أو العمل من أجل مزيد من الإدماج والمساواة ومنع النزاعات والأزمات بجميع أنواعها".
وكان الإنفاق العسكري وصل 1.9 تريليون دولار في عام 2019، وعلقت فومزيل ملامبو- نجوكا، المديرية التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أنه بعد أكبر زيادة سنوية لهذا الإنفاق منذ عقد تقريبا "من المهم أن تدفع الاحتياجات التي كشف عنها الوباء نحو الاستثمار الوطني في بناء السلام والتعليم والصحة.. وإشراك المرأة ووضعها في الاعتبار في جميع هذه الجوانب".
وكانت نسبة المرأة في عمليات صنع السلام، رغم مرور 20 عاما على القرار الذي يعني بإدماجها في جميع جوانب تحقيق السلام، ما زالت منخفضة وتبقي النساء مهمشات وراء السلاح، فهناك 13% فقط من المفاوضين نساء، و6% من الوسطاء، و6% في عمليات السلام الرئيسية بين عامي 1992 و2019.
وكانت المنظمات النسوية كثيرا ما تدعو إلى نزع السلاح والحد من التسليح، مع تحويل الإنفاق العسكري إلى الاستثمار الاجتماعي، وقالت الزرقاء يفتالي، الناشطة الأفغانية والمديرة التنفيذية لمؤسسة البحوث القانونية للمرأة والطفل إن "السلام لا يجب أن يكون على حساب حقوق المرأة"، وأشارت إلى تعليق المفاوضات بين حركة طاليان والحكومة الأفغانية الحالية، كما دعت المجتمع الدولي إلى أن يمارس مسئوليته في ضمان ألا تؤثر هذه المفاوضات على وضع المرأة الأفغانية وتساهم في تقييد حقوقها.
واعتبر التقرير المقدم إلى مجلس الأمن أن المراة تعد محور جهود السلام، ووجودها على طاولة المفاوضات يعزز القبول والمساءلة، وكانت اتفاقيات السلام مع أحكام المساواة بين الجنسين قد زادت من 14% في عام 1995 إلى 22% في عام 2019، وتمت الإشارة إلى أن تحييد دور المراة وعدم إدماجها في جميع جوانب السلام، يعني المخاطرة بحالة مستمرة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار المتزايد والصراعات الممتدة.
مستجدات تأثير كوفيد-19
أما عن تأثيرات انتشار كوفيد-19 كوباء عالمي على أوضاع النساء في بلاد العالم المتفرقة، تطرقت النشرة إلى مسح لتقييم الجنسانية أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة للتعرف على الآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء على النساء والرجال في ألبانيا، وتبين أن 76% من النساء قضين وقت أطول في العمل المنزلي غير مدفوع الأجر، بينما قضى 66% من الرجال وقت أطول خلال فترة الإغلاق، كما تم الكشف عن أن الأعباء والمسئوليات المنزلية لم يتم توزيعها بالتساوي، فـ 46% من النساء فقط تلقين مساعدة من شركائهن.
وكشف المسح أن النساء كن أكثر تأثرا من الرجال بنسبة 69% مقابل 57% على مستوى الصحة النفسية والعقلية، كما بلغت نسبة النساء اللائي صرن يعملن عن بعد- بعد تفشي الوباء وصلت إلى 51% مقارنة بـ 27% من الرجال، ولكن يبدو أن الرجال سيعانون من البطالة بنسبة أكبر (17% مقارنة بالنساء 12%) نظرا لأنهم كانوا يعملون في القطاعات المتضررة بصورة أكبر من الإغلاق.
وتحكي دانييلا فيزاج، 40 عاما، والتي تعمل في مجال تكنولوجيا الكعلومات وأم لطفلين، كيف صار العمل المنزلي أكثر عبئا "أصبحت الأيام أطول، وبدا أنهم لن ينتهوا أبدا" كونها تحولت إلى العمل من المنزلي هي وزوجها لأكثر من شهرين "كان الأمر صعبا لأنني لم أكن أعمل من المنزل وحسب، ولكن علي أن أطبخ وأنظف دون مشاركة من باقي أفراد الأسرة"، فكان يومها يبدأ مع ساعات الصباح الأولى وما بين أعمال المنزل ومساعدة الأطفال في دروس الإنترنت، ومتابعة عملها الذي كانت تنهيه في الثانية صباحا.
الكاتب
احكي
الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا