اعرفي الفرق بين البقع البيضاء والبهاق
الأكثر مشاهدة
مع ظهور بقعة بيضاء في أي مكان بأجسادنا، قد نتوهم أننا أصبنا بالبهاق، وقد نكون مصابين الفعل، فنظرا للتشابه بينهما قد يختلط الأمر على كثيرين، ولكن هناك فرق بين البقع البيضاء والبهاق سنعمل على توضيحه، حتى يمكن التعامل مع أي اختلاف في تصبغات لون البشرة وفق ما يتطلبه ودون خلط.
في البداية، علينا أن نفهم طبيعة كل من البهاق أو البقع البيضاء، والأمور التي قد تسبب حدوث أيا منهما، مع التعرف على الاختلافات والفروق فيما بينهما، وكذلك الأعراض وما يمكن أن تشير له البقع البيضاء من أمراض وطريقة علاجها، وذلك حتى نكون على وعي كافي يجنبنا القلق بمجرد تغير لون بشرتنا واتجاهه إلى البياض.
ما هو البهاق؟
معرفة طبيعة مرض البهاق وعلاماته وأعراضه، وكذلك طرق العلاج والوقاية، من الممكن أن تكون دليلنا لاستكشاف حقيقة ما قد يصيب أجسادنا من ظهور للبقع البيضاء.
والبهاق Vitiligo هو مرض طويل الأمد يصيب الجلد، ويغير حالته ولونه فيصبح لون مناطق الجسم، التي تتعرض للشمس بصورة أكبر، أبيض ويظهر في شكل بقع لها حواف محددة، ويكون السبب هو تأثر مادة الميلانين (وهي المادة الصبغية البروتينية التي تفرزها الخلايا الطلائية، والمسئولة عن تحديد لون البشرة)، وهذا التأثر يعني أن نسبتها في الجسم تعاني من النقصان والخلل.
تظهر بقع البهاق البيضاء (التي تشبه لون الحليب) في مناطق مختلفة من الجسم، وتكون أكثر وضوحا عند أصحاب البشرة الداكنة، وتبرز في المناطق المعرضة للشمس من الوجه واليدين والعنق، وأحيانا داخل الفم والأنف، وقد يتطور الأمر إلى وصولها إلى جذور الشعر وفروة الرأس، مما يجعل الشعر في المناطق المصابة يتحول إلى اللون الرمادي أو الأبيض.
نسبة انتشار مرض البهاق على مستوى العالم بلغت 1%، وفي الغالب ما يظهر بين سن 10 إلى 30 عاما، فمن النادر أن يحدث قبل سن الأربعين، ويحدث مع توقف الخلايا الطلائية عن إنتاج الميلانين، ويبدأ في الظهور على شكل رقعة شاحبة في الجلد تتحول إلى اللون الأبيض تدريجيا، وفي حالة وجود أوعية دموية تحت الجلد يصبح اللون ورديا.
أعراض البهاق
ويمكننا التعرف على أن ما ظهر على بشرتنا هو البهاق، من خلال مجموعة من الأعراض:
أن تفقد البشرة لونها، ويتحول إلى الشحوب ثم البياض، ويحدث ذلك في الوجه واليدين والمناطق المحيطة بفتحات الجسم والاعضاء التناسلية.
تحول لون شعر الوجه والرموش والحاجبين إلى الأبيض أو الرمادي في حالة إصابة هذه المناطق بالبهاق.
البقع البيضاء الناتجة عن البهاق في الغالب لا تسبب الشعور بالحكة او تهيج الجلد، ولكنها تبدو عادية.
أنواع اليهاق
ظهور البهاق على الجسم يحمل أكثر من طريقة تحدد نوعه، فهو قد يكون:
البهاق الشامل: وهو الذي يغطي جميع أسطح الجلد تقريبا، فيتغير لون الجسم بالكامل.
البهاق المعمم: يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعا وانتشارا بين أغلب المصابين بالبهاق، وهو ما يصيب أجزاء كبيرة من البشرة.
البهاق المقطعي: يصيب هذا النوع من البهاق أجزاء محددة من الجسم، وقد يصيب جانب واحد أو أكثر، وفي الغالب تحدث الإصابة به في سن صغيرة، ويتكول على مدى عامين تقريبا، ثم يتوقف عن الظهور.
البهاق الموضعي: وهو الذي يصيب منطقة محددة، ولا يتطور.
البهاق الحاد: يظهر على الوجه واليدين وحول فتحات الجسم مثل العينين والأنف والأذن، ومن الممكن ألا يتطور وينتشر عن هذه المناطق.
إمكانية الإصابة بأي نوع من أنواع البهاق، أو حتى تطور حالته لا يمكن التنبؤ به، كونه من الأمراض التي لم يتم التوصل إلى أسباب حدوثها والإصابة، وأن الأمر لا يعدو كونه مجموعة من الاعتقادات، فيقال إنه ناتج عن وجود عوامل بيئية وراثية تساهم في حدوثه وتسبب تدمير الخلايا الصبغية، مثل وجود تاريخ عائلي متعلق بأمراض المناعة الذاتية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو فقر الدم.
يٌرجع كثيرون الإصابة بالبهاق إلى عوامل نفسية والتعرض للضغوط، ولكن لا يوجد دلائل علمية عن وجود ارتباط بالتعرض للصدمات والعوامل النفسية القاسية المؤثرة وبين الإصابة بالبهاق، ولكن الاكيد، أن أغلب من يصابون به يعانون فيما بعد من الاضطرابات المزاجية والاكتئاب، كونه قد يصبب لهم الوصم بسبب جهل المعلومات عنه.
البُهاق لا يمكن الإصابة به عن طريق العدوي، فهو لا يعد فيروس أو ميكروب لحدوث ذلك، ولكنه خلل في الخلايا، وقد ينتج عن اضطراب الجهاز المناعي، والبعض يشير إلى ارتباطه بتعرض الجلد لحروق الشمس الشديدة أو صدمة نتيجة ملامسة مادة كيميائية، وقد يكون المصابون بالبهاق أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية أو ضربة الشمس وتأثر العين، وقد يصل في بعض الحالات إلى فقدان السمع.
علاج البهاق
نظرا لأن البهاق مرض يرتبط انتشاره وحدوثه بوجود اضطراب في المناعة إلى حد كبير، غير أنه في حالات أخرى كثيرة غير معروف السبب، فبالتالي لن يكون هناك علاج محدد للتخلص منه، وحسبما يقال فإن الأمر يتعلق بمحاولة تثبيط المناعة الذاتية عن طريق مجموعة من العلاجات مثل الجلوكوكورتيكويد أو مثبطات الكالسينيورين.
في بعض الأوقات، يمكن العلاج بالضوء، عن طريق تعريض المناطق المصابة لمصابيح الأشعة فوق البنفسجية لمدة من 2 إلى 3 أسابيع، وذلك من أجل تحسين إعادة تصبغ الجلد، مع ضرورة الحفاظ على البشرة من أشعة الشمس القوية وتجنبها ووضع كريم قوي ضد أشعة الشمس، ومن المهم ألا يتم اتباع أي من هذه الخطوات والإجراءات دون استشارة طبيب مختص.
الفرق بين البهاق ونقص التصبغ
في بعض الحالات، من الممكن أن تظهر بقعاء بيضاء في الجلد، ونظن أنها بهاق، ولكنها قد تكون إشارة إلى حالات مرضية أخرى، ومن بين هذه الحالات:
النخالية المبرقشة
ومعروفة أيضا باسم السعفة المبرقشة، وبخلط كثيرون بينها وبين البهاق، غير أنها تعتبر حالة طارئة على الجلد وليست مرضا مزمنا، وبمكن التخلص منها بمرور الوقت ودون وجود علاجات معينة، فهي عبارة عن طفح على الجلد يظهر باللون الأبيض وأحيانا الوردي المائل للأحمر، أو اللون البني، ويظهر نتيجة نمو الفطريات على الجلد بصورة غير مألوفة.
من الممكن أن يشعر المصاب بالنخالية المبرقشة بالحكة في مناطق الإصابة، مع وجود قشور جافة على بعضها، وفي كثير من الحالات تختفي النخالية المبرقشة مع مرور الوقت بعد أن يزول الطفح الجلدي من تلقاء نفسه، ولكنه قد يعود مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
النخالية البيضاء
يطلق عليها أيضا اسم "النخالية ألبا"، ومن الشائع إصابة الأطفال من عمر 3 إلى 16 سنة بها، وهي تعد حالة جلدية أونوع من الإكزيما تظهر في البداية على شكل بقع حمراء مثيرة للحكة ومتقشرة، وبعد أن تزول تترك أثرا بحيث تتكون مكانها بقعة بيضاء شاحبة، وتعتبر النخالية البيضاء من الحالات الجلدية التي قد تختفي تلقائيا دون علاج مع تقدم الطفل في العمر، وتكون ناتجة عن التهاب الجلد التأتبي، وتظهر في الوجه والرقبة والكتفين والذراعين.
الدخينات
وتسمى أيضا الميليا، وهي عبار عن أكياس بيضاء جافة مليئة بالسوائل، وتظهر على البشرة نتيجة تلف الأنسجة وإصابة الجلد بتقرحات أو تعرضه للالتهاب، وقد تكون أثر جانبي لبعض الأدوية، وقد يأتي ظهورها نتيجة سبب غير معروف.
زوال البقع البيضاء والتخلص منها بعد فترة، يجعلها مختلفة عن البهاق الذي يعد مرض مزمن، ويكون لظهوره على الجلد أثر واسع ومنتشر.
الكاتب
احكي
الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا