الفرق بين العلاقات العاطفية الصحية وغير الصحية
الأكثر مشاهدة
العلاقات الإنسانية والعاطفية تحديدا بين الرجل والمرأة تُعتبر علاقات مُعقدة ليس لها مفهوم مُعين نستطيع أن نحكم عليها من خلاله. حيث تختلف القصة باختلاف أبطالها. ولكن أحيانا نجد أنفسنا في علاقة عاطفية مع شخص نُحبه ولكننا نشعر بأن شىء ما ليس على ما يُرام. لذلك ظهر مصطلح العلاقات العاطفية الصحية والذي يدل على وجود تفاهم واحترام بين الطرفين. فما الفرق بين العلاقات العاطفية الصحية وغير الصحية؟ إليكِ الآتي…
العطاء Vs انتظار المقابل
في العلاقات العاطفية الصحية يعطي كل طرف بدون انتظار مُقابلمن الآخر أو بمعنى أصح كل شخص لا يُفكر في الأساس في ما الذي سيحصل عليه عندما يفعل ذلك أو تلك. فالعطاء بدون مقابل وبدون انتظار شىء هو الأساس. والثقة هى التي تتوج مثل هذه العلاقات.
أما العلاقات غير الصحية أو غير السوية، فهى تلك التي يعطي فيها طرف وينتظر أن تُرد له من الطرف الآخر. هذه العلاقات غالبا ما تنتهي بالفشل لأن كل طرف فيها يحسب ويُفكر فيما يفعله للآخر.
القبول Vs تغيير الآخر
في فيلم The Vow وهو أحد الأفلام الرومانسية الشهيرة، تقول البطلة للبطل في نهاية الفيلم "شكرا لأنك تقبلتني كما أنا وليس كما وددت أنت أن أكون" وربما تُخلص هذه الجملة فكرة أساسية في قوانين العلاقات العاطفية وهى القبول. ففي العلاقات الصحية يُحب كل طرف الآخر ويقبله كما هو بعيوبه قبل مُميزاته، ولا يرغب في تغيير أي شىء فيه. وبالرغم من أن ليس كل الأشخاص تستطيع أن تفعل ذلك إلا أن قبول الشريك كما هو يُعتبر من أسمى معاني الحب.
أما في العلاقات العاطفية غير الصحية، يُحاول كل شخص تغيير الآخر. فمثلا نجد أن الرجل يُحاول أن يُملي شروطه على المرأة، أو تُحاول المرأة تغيير صفات الرجل وطباعه، ويظن كل منهما أنه يستطيع أن يجعل الشخص الذي يُحبه تماما وفقا لما يُناسبه ويُناسب آرائه. ومن هنا تفشل كل العلاقات من هذا النوع.
الرغبة في الفعل Vs الإحساس بالذنب
تتميز العلاقات العاطفية الصحية بأن كل طرف فيها يفعل ما يفعله من حب واهتمام بالعلاقة فقط لأنه يُريد ذلك وأن هذا نابع من الحب. فالرجل والمرأة في العلاقات السوية كل منهما يُقدم ما يستطيع لنجاح العلاقة بينهما بدون ضغط من طرف على الطرف الآخر.
أما في العلاقات غير الصحية، فقد يفعل طرف أشياء فقط إرضاءا للطرف الآخر. وأحيانا يُمكن لأحد الطرفين أن يُشعر الآخر بالذنب فقط لأنه لم يفعل ما يُريد. هذه العلاقات يصل طرفيها لحالة من الإجهاد النفسي بعد فترة للدرجة التي تجعلهم لا يستطيعون البقاء في هذه العلاقة.
حماية الخصوصية Vs التحدث عن العيوب
العلاقات العاطفية السوية هى التي يكون كل طرف فيها مصدر الأمان والحماية للطرف الآخر. فعيوب كل طرف وأسراره ونقاط ضعفه تكون في عهدة الطرف الآخر، ليس فقط من باب الأخلاق ولكن من باب حماية خصوصية الشريك والحب المتبادل. كما أن التحدث فيها أمر ممنوع خاصةً إذا كانت بعض الأسرار تجرح الطرف الآخر.
التفاهم لحل المشكلة واستعادة العلاقة Vs الانتقام
المشاكل والأزمات ربما تكون نقاط قوة في العلاقات العاطفية الصحية، فمن خلالها يُحاول الطرفين التفاهم والنقاش للوصول لحل يُرضي الطرفين. كما يستغل كل طرف المشكلة أو الأزمة لمعرفة الآخر بعُمق، لذلك تُقوي المشاكل والأزمات والمواقف الصعبة العلاقات الجيدة التي يرغب الطرفين في استمرارها باحترام وحُب.
ولكن في العلاقات العاطفية غير السوية، يختلف الأمر! فقد يرغب كل طرف في الانتقام من الآخر وإثبات صحة موقفه بدون النظر للخسائر المشتركة في العلاقة بينهما. ويلوم كل طرف على الآخر ويُحمله مسئولية ما يحدث، والنتيجة أنهما لا يصلان لحل مشترك وتتراكم المشاكل بعد ذلك لتجعل العلاقة أسوأ.
الأحلام والأهداف المشتركة Vs التمركز حول الذات
يُسمى الحبيب كثيرا "الشريك" فالعلاقة العاطفية شراكة قائمة على الحب بين اثنين، وتُتوج العلاقة الأشياء المشتركة بين الطرفين. فعندما تكون أحلام الطرفين وأهدافهم واضحة ومشتركة بالنسبة لعلاقتهما يكون الأمر أسهل كثيرا.
أما في العلاقات غير السوية تغلب فكرة التمركز حول الذات بحيث يُحاول كل طرف تحقيق أهدافه ومتطلباته هو بدون الاهتمام بأهداف الآخر أو محاول النقاش للوصول لأفكار مشتركة. هذه العلاقات لا تصمد كثيرا لأن مبدأ الشراكة لا يتحقق فيها.
الثقة المتبادلة Vs الشك
الثقة في الطرف الآخر أساس أي علاقة عاطفية ناجحة، فكيف ينجح الحب بدون الأمان لهذا الشخص والثقة فيه؟ وتشمل الثقة كل شىء بدايةً من عدم الخيانة وحتى الإئتمان على الأسرار والحماية.
أما الشك فهو أساس أي علاقة عاطفية غير سوية وينتهي بالعلاقة لطريق مسدود حيث لا يجد الطرفان أي طريقة للرجوع مرة أخرى.
اقرئي أيضا:
الكاتب
احكي
الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا