نهى محمد صوت مصري يجمع العرب في إذاعة كندية
الأكثر مشاهدة
في بدايات العام 2011 كانت مصر على صفيح ساخن، المتظاهرين في الشوارع يطالبون برحيل حسني مبارك، اشتباكات مع الأمن ودبابات في كل مكان، وأقسام الشرطة تحترق والخارجين على القانون يروعون الآمنين، وقتها كانت نهى محمد ووالدتها تحاولان تأمين نفسيهما، وتدفعان أثاث البيت نحو الأبواب والشبابيك تحسبًا لأي شيء كان، وهي نفس الفترة التي قررت نهى فيها أنها ستسافر خارج مصر لتعيش حياة أكثر استقرارًا وتدرس، هذا القرار الذي أخذها إلى محل مختلف بعد سنوات، لتصبح صوت مصري يقدم برنامج إذاعي بالعربية في محطة راديو كندية.
نهى محمد في إذاعة كندية
في صيف نفس العام كانت نهى قد خططت بالفعل لدراسة الدعاية والإعلان في جامعة كالجاري بكندا، حيث كانت أختها تسعى للحصول على شهادة في الفنون الجميلة، وقد غادرت مصر في ذلك الصيف بالفعل، وهناك درست وعاشت تجربة مختلفة في بلد بعيدة، وتزوجت أختها وأنجبت، إلا أن كل ذلك لم يحل بين نهى وبين المرور بالتحديات التي تواجه كافة الطلاب المغتربين فوقعت فريسة حالة من الاكتئاب والتوتر بسبب مشاكل التكيف والطقس البارد وعدم وجود أصدقاء وحزنها على وفاة والدها وافتقادها لوجود والدتها.
المرور بتلك الحالة السيئة استمر أثناء دراستها، إلى أن تلقت نهى الدعم من مركز التوظيف الجامعي، وكذلك والدتها التي كانت الوقود الحقيقي لها، فتخطت تلك المرحلة ووجدت وظيفة في قسم التسويق وعملت لمدة 3 سنوات قبل التخرج، لكن البداية الحقيقي كانت من خلال إذاعة Red FM عندما أصبحت مقدمة برنامج Calgary Arabia للمجتمع العربي المحلي في المدينة.
علمت نهى بالصدفة أن الإذاعة الكندية، التي تقدم برامج بأكثر من عشرين لغة، تطلب مذيعين عرب لتقديم برنامج ثقافي فني، فتقدمت لتصبح مستضيفة هذا البرنامج، واعتمدت على حبها للراديو منذ طفولتها، وانتمائها إلى الفن والموسيقى العربية. وبالفعل تم اختيارها لتقديم البرنامج وأذيعت الحلقة الأولى في مارس عام 2015، وقد حقق برنامج كالجاري بالعربية نجاحًا كبيرًا، وأصبح حلقة وصل بين المجتمع العربي في المدينة الكندية، وامتد تأثيره إلى مقاطعات "أونتاريو" و"بريتيش كولومبيا"، حتى وصل إلى مستمعين عرب في الأردن ومصر وماليزيا وأمريكا.
ومنذ حينها وحتى الآن ما تزال نهى، صاحبة الثمانية وعشرين عامًا، تقدم برنامجها على الهواء كل أسبوع لمدة ساعتين على راديو FM 106.7، وقد استطاعت التأثير لتحول المحطة التي كانت تذيع بعض الأغاني العربية بين الحين والآخر، لتصبح منصة لتوحيد العرب في كندا والحديث عن المشكلات والتحديات التي تواجههم، ونجحت في الوصول ببرنامجها إلى أكثر من 1.8 مليون شخص يتابعون المحطة على فيسبوك، ليعرفوا أكثر عن الفنون والثقافة العربية، كما كانت تضع نصب أعينها ألا يكون هناك انقطاع بين العرب وثقافتهم وآخر المستجدات على الساحة الفنية في أوطانهم، وقد استضافت نهى في برنامجها مشاهير من مصر والعالم العربي بما في ذلك آسر ياسين وبسمة وتارا عماد وأحمد الفيشاوي وأحمد مالك وعمرو سلامة وحمزة نمرة ونجوى كرم ومحمد عساف وغالية بنعلي و فرق مشروع ليلى اللبنانية وغيرهم الكثير.
ليس الفن والثقافة فقط هو ما يجمع نهى مع جمهورها في كندا، لكن نهى محمد تهتم أيضًا بقضايا الساعة مثل قضية اللاجئين السوريين وقد استضافت بالفعل بعضًا منهم عندما وصلوا البلاد، وتحدثت معهم عن الرحلة ومخاطرها وصعوبات التكيف والحياة الجديدة وكيف يمكن أن يساعدهم العرب للانخراط في المجتمع.. هذا وتحلم نهى أن يصبح برنامج كالجاري بالعربية أكبر مكان يضم المجتمع العربي في أمريكا الشمالية، ومن خلاله يصبح لكل العرب صوت مسموع.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا