ما بين التعود والخوف.. هل يمكن أن نقع في حب الشخص مرتين؟
الأكثر مشاهدة
هل فكرت يومًا في الرجوع لشريكك بعد انفصالكما؟ وهل كانت الأسباب كافية لقرارك بالرجوع لعلاقتك القديمة مرة أخرى أم أن التعود كان المحرك الأساسي لك! فالخروج من العلاقات أمر ليس سهلاً والوصول إلى قرار بإنهاء العلاقة قد يتطلب منك وقتًا طويل يسبقه تردد ومخاوف كثيرة، ولكن فترة ما بعد إنهاء العلاقة فترة حاسمة، فهل يمكن أن نقع في حب الشخص مرتين، وهل يمكن أن تكون فترة ما بعد العلاقة كافية لاكتشاف حبك لشريكك السابق!
هل يمكن أن نقع في حب الشخص مرتين؟
الممنوع مرغوب.. جملة اعتدنا على سماعها كثيرًا في مجتمعاتنا، ربما تكون نمطية مكررة في بعض الأوقات، إلا أنها في أوقات أخرى تكون هي التعليق الأمثل على ما يحدث، خاص فيما يخص علاقاتنا، فكثير من الأشخاص يتخذون قرارهم بالانفصال عن الشريك، إلا أنه بمجرد توقف الشريك عن محاولاته بالرجوع تبدأ حالة الندم في السيطرة عليهم، ويحاولون بشكل أو بآخر لفت أنظار الشريك، أو محاولة استعادة جزئية للعلاقة، وهنا ليس للحب دخلاً في هذه المحاولات، وإنما هو التعود وربما تكون في بعض الأوقات الرغبة في شعور شخص بأن الطرف الآخر متمسك به، أو بمعنى أدق محاولة لإرضاء "الإيجو".
ولكن، ما نتحدث عنه هنا ما هو إلا إشارات سلبية لن تضر إلا الطرفين، وبالأخص الطرف الذي يحاول استعادة العلاقة فقط، لمجرد إرضاء غروره، ولكن هل يمكن أن نقع في حب شخص مرتين؟!
الأمر هنا يتعلق بالحسابات المنطقية، والرؤية الواضحة للأمور، فدائمًا ما نجد أن طرفي العلاقة لا يستطيعون رؤية الأمور بوضوح مثلما تراها الدوائر المقربة المحيطة بهم، ورما تتضح الأمور أكثر كلما اتخذ كل من الشريكين خطوة للوراء ووقف للمشاهدة دون أن ينخرطا في العلاقة، بمعنى أدق، بعد العلاقات يجب أن تنتهي- حتى لو كانت لفترة مؤقتة- ليدرك طرفيها حقيقة مشاعره، ويقيم الأمور بشكل أوضح، وهنا ربما يستعيد كل منهما حقيقة مشاعره، وربما يدرك الطرفين حجم حبهما كل واحد للآخر.
العودة للعلاقات المؤذية
قد يحدث- في بعض الاستثناءات- أن يعود بعض الأشخاص لعلاقات سابقة، مرجعين ذلك إلى "الحب"، إلا أنه، في غالبية الأوقات، يكون الأمر راجع للتعود، أو لرهان أشخاص عل تغيير الطرف الآخر، وهو الأمر الذي يكون ظالمًا للطرفين، حيث أن اعتمادنا على تغير شخص يجعلنا نحمله نتيجة توقعاتنا وهو أمر ظالم، بالطبع، له، فليس من العدل أو المنطق أن نحمل الآخرين نتائج توقعاتنا فيهم ثم نلوم عليهم لخذلانهم لنا! ففي حقيقة الأمر لا يجب أن نحمل الآخرين نتيجة توقعاتنا فيهم، فالأمر هنا لن يصبح عادلاً بالمرة.
والعودة هنا، للعلاقة المؤذية، لن يكون إلا بسبب التعود، أو في انتظار تغير الطرف الآخر، وفي الحالتين فسيتحمل الشخص نتيجة قراره بالرجوع للشيك السابق، وهو لقرار الذي سيحاول أن يرجعه "للحب"، ولكنه في حقيقة الأمر بعيد كل البعد عن الحب، فقد يتخلل الحب الكثير من المشاعر السلبية مثل ألم الفراق، أو الغيرة القاتلة، أو أي شيء من قبيل ذلك، إلا أنه بالطبع، لا علاقة للحب بالأذى، فقد يكون الخوف من الوحدة، واعتقاد أنه لا مجال لتكرار نفس المشاعر مرة أخرى سبباً من أسباب العودة إلى نفس الشخص مرتين.
لذلك، فإن قرار العودة لشخص سابق، لن يكون له علاقة بأن هناك كمشاعر حب له حدثت للمرة الثانية، قد تكون هناك استثناءات، ولكن إن كان قرار البعد والانفصال قد حدث بسبب إدراك كل طرف من أطراف العلاقة للحقائق وأنه ليس في المكان المناسب، فلن تعود العلاقة مرة أخرى، فالأشخاص اللذين يتخذون قرار بناء على إدراكهم الأمر بوضوح لا يعودون.
الكاتب
هبة سلامة
السبت ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا