متى يصبح الصمت قاتل للعلاقات ومتى يصبح علاجًا لها؟
الأكثر مشاهدة
في العلاقات والبيوت الصامتة يصبح كل شيء أكثر قسوة، الحزن، الوجع، الخذلان، الألم، يشعر كل طرف من الأطراف بأنه يسير حاملًا جبل على كتفيه، يرغب في أن يصرخ مستنجدًا بأحد، يود لو أنه يسير في الشوارع مخاطبًا الناس بهمه، طالًا منهم احتوائه ومواساته، فلا فرصة للحديث مع المحيطين عن هذا، لا يوجد الدفء اللازم في العلاقة الذي يمنحه مساحة آمنة لأن يُخرج ما يشعر به، ويزداد تأثير الصمت ليطول باقي الأطراف في العلاقة خاصة في العلاقة مع الشريك، فهل الصمت قاتل للعلاقات؟
ففي كثير من الأوقات يلجأ أحد الشريكين للصمت كرد فعل على الخلافات، أو موقف ما تسبب في إزعاجه أو أثار غضبه، ظنًا منه أن هذا هو الحل الأمثل، أو أنه يعاقب بذلك الطرف الآخر على ما ارتكبه في حقهن ولكن، في حقيقة الأمر، فإن الصمت، في أغلب الأوقات، لا يكون إلا عقاب للعلاقة بأكملها وللطرفين، وليس لطرف واحد، فلماذا يعتبر الصمت قاتل للعلاقات.
في السطور القادمة سنتناقش معًا حول الآثار السلبية التي تترتب على الصمت في العلاقات، سواء في أوقات الخلاف أو بشكل عام.
هل الصمت قاتل للعلاقات؟
يحتاج كل منا إلى التعبير عن نفسه، وشرح شخصيته، والحديث عن الأشياء التي تسعده والتي تتسبب في إزعاجه أو حزنه، قد نختلف في طريقة التعبير عن هذه الأشياء، ولكن من المؤكد أنه من الضروري توضيح الأمور بالدرجة الكافية التي تضمن الوصول إلى درجة عادلة من التفاهم في تعاملاتنا اليومية بشكل عام، وعلاقتنا مع الشريك بشكل خاص، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على حدث وإحساس الطرف الآخر.
ففي بعض الأوقات، خاصة في وقت المشاكل والخلافات يلجأ الطرفين أو أحدهما للصمت، ظنًا منه أنه الحل الأسلم، ولكن قد يكون الصمت لفترة محددة هو أنسب الحلول لتجاوز المشكلة، ولكن طول مدته قد يجعله سببًا كافيًا لإنهاء العلاقة، فكثير ما يحدث أن يعتبر كل من الطرفين أنه على حق، فيلتزم الصمت وينتظر من الشريك ردة الفعل التي تُرضيه، وفي نفس الوقت يشعر الطرف الآخر بنفس الشعور، فتطول فترة الخلاف وتتزايد معها التراكمات ليزداد الأمر سوءًا، وقد ينسى الطرفين سبب المشكلة الأساسية ولا يتذكران إلا أن هناك شعور سلبي وحاجز نفسي بينه وبين الآخر.
فأسهل طريقة لإنهاء علاقة وبناء حاجز نفسي بين الشريكين هو الصمت، فيرفض كل منهما الحديث إلى الطرف الآخر، أو يعتمد على الصمت كعقاب، ولكن في حقيقة الأمر فالصمت لم يكن يومًا عقاب لطرف واحد، بل هو عقاب للشريكين وللعلاقة كاملة، وقد يصل بها إلى محطاتها الأخيرة.
أضرار الصمت على العلاقة
قد يكون الصمت ليس مجرد رد فعل فقط على الخلافات، وإنما قد يتخلل للعلاقة دون سبب، فيقضي الشريكين طوال الوقت في صمت، وهو ما يطلق عليه في العلاقات الزوجية "الخرس الزوجي"، والصمت هو بوابة للفتور وقد يكون بوابة لإنهاء العلاقة من الأساس، فيشعر كل طرف من أطراف العلاقة بالملل، ومع تزايد فترات الصمت يتزايد الملل ويتكون الحاجز النفسي وتبدأ التراكمات، التي تصل بالعلاقة إلى محطاتها النهائية، فيشعر كل طرف من طرفي العلاقة بأنه لا يستطيع الاستمرار ولكنه لا يستطيع أن يتحدث عن سبب ملموس لشعوره، وهو ما يحدث بسبب الملل والتراكمات التي يرفض كل منهما الحديث عنها.
لذلك، فمن الضروري أن يبدأ طرفي العلاقة في التغلب على الصمت الناتج عن التعود، ويتجنبان الصمت العقابي، أو الذي يلجأ له أحد الطرفين ظنًا منه أنه هو الحل الوحيد لعقاب الشريك، فمن المستحيل أن يكون الصمت عقاب لطرف واحد، بل يدفع الطرفان ثمنه وثمن كل المواقف التي وقفا فيها صامتين في الوقت الذي استوجب الكلام.
الكاتب
احكي
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا