حب زينة حلمي للحيوانات قادها لتأسيس ARA للتوعية بحقهم
الأكثر مشاهدة
"اهتموا بالبشر الأول"، "حيوانات إيه اللي ليها حقوق"، كلمات كثيرة استمعت لها زينة حلمي منذ اهتمامها بفكرة حقوق الحيوان، ومع كل خطوة إيجابية تأخذها تواجه الكثير من التعليقات السلبية لكنها لم تتوقف أبدًا، وآمنت بحق الحيوانات في الحياة الأمنة لأنها مخلوقات الله التي تحافظ على التوازن في بيئتنا. أسست زينة حلمي نادي للتوعية بحقوق الحيوان في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو الأول من نوعه، بهدف إحداث فرق في المجتمع من خلال زيادة الوعي العام بحقوق الحيوان في مصر وتقليل القسوة تجاههم.
زينة حلمي والوعي بحقوق الحيوانات
منذ طفولتها اهتمت زينة بالحيوانات لدرجة أنها كانت توقف سيارة والدها من أجل إطعام قطة أو اللعب مع كلب، كانت تعيش وقتها بين الإمارات والسعودية، وفي الصف الأول الابتدائي عقدت صداقة مع أول قطة تربيها في بيتها، ولم تكتف بها بل أصبح لديها 24 قطة وهامستر وسلحفاة ومجموعة من العصافير وأرنب، كانوا جميعًا أصدقاء طفولتها الأوائل التي تفتخر بصحبتهم واختلافهم، تقول: "بابا لاحظ حبي للحيوانات فلما كنت أزعل كان بيجيبلي حيوان جديد." هذا الحب تحول إلى شغف فأصبحت تقرأ عن الحيوانات أكثر، وفي المرحلة الإعدادية اهتمت بالبحث عن حقوق الحيوانات وكانت تتسأل دائمًا لماذا لا يوجد منظمة تخصهم يمكنها العمل بها.
بعدما أتمت المرحلة المدرسية، قررت العودة للدراسة في مصر واختارت الانضمام لكلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ومع السنة الدراسية الأولى كانت عضوة في 20 منظمة ونادي داخل الجامعة، تحكي: "اللي بيدخل الجامعة بينضم لنادي أو اتنين، لكن أنا دخلت 20، منهم حاجات عن أطفال الشوارع والمستشفيات"، وحينها لم تجد أي كيان متخصص في الاهتمام بحقوق الحيوان، "كان فيه مشروعات الحيوانات جزء منها، لكن مش هدفها الرئيسي."
لذلك قررت الطالبة في السنة الأولى بكلية الهندسة الذهاب إلى المسئولين في الجامعة لتعرف متطلبات إنشاء نادي مهتم بحق الحيوانات، "عرفت وقتها إن مفيش Freshman (طالب جديد) بيعمل نادي في الجامعة وبيكون رئيسه، دي حاجة ماحصلتش قبل كده، لكن أنا أصريت أدخل المسابقة"، جمعت زينة فريق من 9 أفراد لديهم نفس الاهتمام والحب للحيوانات، وعملت لمدة شهر كامل بشكل متواصل لتفهم كل القوانين المتعلقة بالجامعة وتضع لوائح للنادي، وقد تكللت تلك المجهودات بنجاح حين رأت Animal Rights Association (منطمة حقوق الحيوانات) على أرض الواقع لأول مرة، وكبر عدد أعضائها ليصبح من 10 أشخاص إلى 120 شخص.
ومن المشروعات والفاعليات التي أقامتها المنظمة، الاهتمام بالقطط في الحرم الجامعي، وتواجد عدد من الكلاب البلدي في افتتاحها بعد حصولهم على التطعيمات اللازمة واستيفاء شروط الأمن والسلامة، والمشاركة مع جمعيات حقوق الحيوان الأخرى بالتبرعات أو المجهود البدني من خلال الاعتناء بالحيوانات لبعض الوقت، وتنظيم فاعلية للتوعية مع أطباء بيطريين ومتخصصين، وتعاونوا مع حديقة حيوان الجيزة، و"كنا هنبدأ ندي محاضرات للأطفال في المدارس الحكومية لكن بسبب كورونا الدنيا وقفت."
تعلمت الفتاة العشرينية العديد من الدروس خلال فترة توليها رئاسة تلك المنظمة، منها تخليها عن مقعد القيادة بإرادتها، نظرًا لاهتمامها بالاستمرارية وأن يكون هناك فكرة "جيل بيسلم جيل"، ولأنه باقي على تخرجها فصل دراسي واحد ومن المهم بالنسبة لها أن يكون هناك أشخاص متواجدين وقادرين على الإدارة. "كمان اكتشفت إن التبرعات مش هتحل المشكلة، الوعي هو الأساس.. لو مفيش وعي مفيش أي حاجة هتتغير."
وعن أكثر المواقف التي أثرت فيها خلال سنوات العمل السابقة، ذكرت زينة لقائها بكلب فقد عينيه بعدما فقأها أطفال في الشارع، و"كلب تاني صغير أطفال حطوه في كيسوقفلوا عيه ورموه في الترعة وحد أنقذه."، وتلك التصرفات بالنسبة لزينة تدق ناقوس خطر على مشاكل نفسية أو عنف يعاني منه هؤلاء الأطفال يجعلهم يخرجونه في الكائنات الأضعف منهم.
"بيواجهنا تحدي كبير في إن عددنا قليل ومحتاجين نكبر أكتر وأكتر.." تقول زينة التي ترغب في إدخال المنظمة إلى جامعات أكثر وتصبح مجتمع كبير يضم كل محبي الحيوانات ويعمل على نشر الوعي بحقوقهم لكل الطبقات وكافة الناس.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا