ملاك باحشوان درست السينما وأشرفت على نص ”شمس المعارف”
الأكثر مشاهدة
لسنوات ظلت تجارب صناعة السينما في المملكة العربية السعودية تحدث على استحياء وعلى هامش المهرجانات العربية والتجارب الفردية، لكن ذلك لم يمنع الشباب هناك من التأثر بهذا الفن ومتابعة جديده على الصعيد المحلي والعالمي وحتى دراسته في بلد لم يكن بها أي دار سينما حتى عام 2018.. ملاك باحشوان كانت واحدة من أولئك الذين وقعوا في غرام السينما منذ الطفولة، ولم تمنعها التحفظات المجتمعية من السعي نحو حلمها، فدرستها ثم شاءت الأقدار أن تكون ضمن فريق عمل فيلم شمس المعارف الذي يُعرض حاليًا على شبكة نتفليكس والذي حقق نجاحًا في دور العرض قبل تجربة المشاهدة الرقمية.
ملاك باحشوان ودراسة السينما
تربت ملاك باحشوان في بيت متذوق للفن، فوالدها كاتب قدم عددًا من الأعمال المسرحية في نطاق عمله في التعليم، وقد تعرفت الابنة على السينما من خلال أفلام ديزني ككل الأطفال، وكانت تنبهر بقدرة تلك الرسوم المتحركة على صياغة وتقديم مشاعرها في صور محكية، واختبار تجارب مختلفة في كل فيلم. لكن حبها للفن ظل في إطاره العادي حتى المرحلة المتوسطة (الإعدادية) حين اكتشفت هواية كتابة القصص، فشاركتها مع صديقاتها ومع جمهور المنتديات على الإنترنت، هنا عرفت شغفها بالكتابة وقررت دراسة الإعلام في الجامعة، تقول: "ما انقبلت في جامعة الملك عبد العزيز، وماما أخذت بيدي نحو جامعة عفت."، انضمت لجامعة عفت في مدينة جدة لتدرس علم النفس في السنة التمهيدية، وفي نفس الوقت تم افتتاح قسم الإنتاج السينمائي في الجامعة، "أول ما عرفت حولت أوراقي بدون ما أرجع لأهلي لأني أبغى أسوي الشي اللي بحبه."، استوفت ملاك الشروط وانضمت للقسم الوليد لدراسة صناعة الأفلام بكافة مراحلها وتخصصت تحديدًا في الكتابة.
رد الفعل الأولي من عائلتها لم يكن مرحبًا لا لشيء إلا خوفًا عليها من أن تسلك طريقًا ليس له مستقبل، تحكي: "قالولي هادي اختياراتك روحي بس تحملي النتائج."، وقتها ارتبكت ملاك قليلًا وانتباتها شكوك حول المستقبل لكنها قررت خوض التجربة واستكمالها حتى النهاية وحصلت على دعم عائلتها بالكامل.
وبعد التخرج ومع عدم وجود فرص واعدة للعمل في هذا المجال، أصيبت الفتاة العشرينية بالإحباط لفترة رغم مشاركتها في بعض الأفلام القصيرة ومشروعات التخرج الجامعية، إلى أن جاءتها فرصة للانضمام لفريق عمل مسلسل الخيال العلمي "كوكب آخر"، الذي عُرضت حلقاته في رمضان ٢٠١٩ على قناة اس بي سي، ومن تلك التجربة التي دخلتها بفعل الصدف الجيدة، اكتسبت ملاك الثقة في حلمها من جديد، وخرجت بالكثير من العلاقات في المجال الفني وكانت هذه بداية تعاونها مع الأخوين قدس، والذي أسفر فيما بعد عن فيلم شمس المعارف.
"الجميل في شغلي إنه يبدأ قبل الـSet (مكان التصوير)، قابلني صهيب قدس واتكلمنا ووقع معايا العقد."، تسلمت ملاك باحشوان نص فيلم شمس المعارف لتبدأ في تفصيل الشخصيات وبث الروح فيها لتُبعث من على الورق، تركز على الملابس والمعدات وتتأكد من (الراكورات)، والتي تعني الثبات والتقييد بحالة مُعينة في زمن معين خلال الفيلم، ويتشابك دورها مع كل طاقم العمل، بداية من المخرج فارس قدس ومرورًا بكل الفنيين.
في اليوم الأول لتصوير فيلم شمس المعارف والذي كان بتاريخ 9 نوفمبر 2019 أحست ملاك بمشاعر متضاربة بين مداعبة الحماس وتوجس القلق ورهبته، تصفها: "الوضع كان كأنك داخلة أول يوم مدرسة.. اليوم ده كان كل اللي حاربت علشانه." لكنه مر بسلام وبكثير من الذكريات الجيدة، تبعه حوالي 34 يومًا من التصوير الشاق الممتع، وتخللهم يوم استمر العمل به لمدة وصلت إلى 23 ساعة متواصلة، ومع ذلك تعتبرها أفضل أوقات حياتها. وعن أصعب مشهد تقول: "المشهد اللي مرة كان صعب مشهد طاولة الطعام، كنت لازم أحسب كل واحد كم ياكل لقمة وفي أي لاين (جملة)، ومتى يوقف، ومتى البيبي يبكي."
تفتخر ملاك بعملها في صناعة السينما، وباختيارها هذا المجال رغم كل العقبات في حينها وحتى من قبل أن تصدر تصاريح إقامة دور العرض السينمائية في المملكة، وترى أن مستقبل السينما السعودية مُبشرة للغاية، وأدوار النساء في الصناعة لن تكن قليلة ولا مهمشة وأن أصوات السعوديات أصبحت مسموعة وعالية. وتحكي عن تأثرها بكتابات نجيب محفوظ، وأفلام يوسف شاهين، وتتطلع إلى لقاء نادين لبكي والعمل معها يومًا ما.
أما عن نصيحتها لكل العاملات في صناعة السينما، فلم تكن إلا أن يكن أنفسن ويخرجن ما يشعرن به حقًا، "ما عندي نصيحة لأن كل شي يعتمد على الإنسان إيش يخرج منه، وفي النهاية كل إنسان يسوي اللي يبغاه." وحاليًا تعكف ملاك باحشوان على كتابة فيلم طويل لا يزال تحت التنفيذ.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١١ يناير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا