فوائد الساونا لصحتك النفسية والجسدية.. وأهم أضرارها
الأكثر مشاهدة
البداية كانت الرغبة في التدفئة، ولكن تم اكتشاف فوائد الساونا التي جعلتها واحدة من الطرق التي يعتمدها كثيرون من أجل تعزيز المناعة، ومنح أنفسهم كذلك فرصة الاسترخاء والراحة الجسدية. وكلمة ساونا في الأساس كلمة فنلندية كانت تعني الحمام الفنلندي التقليدي، فالحمامات قديما في فنلندا كانت عبارة عن حفر في منحدر الأرض، كما تم استخدامها من أجل التدفئة بتسخين الحجارة على درجة حرارة عالية، ثم وضعها في الحجرة وإلقاء الماء عليها فتولد البخار وتعطي الشعور بالحرارة.
من الممكن اعتبار السونا شبيهة بحمامات البخار أو الحمامات العامة التي كانت تنتشر في مصر والبلاد العربية في خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ولكنها تعتبر ثقافة فنلندية أصيلة، للدرجة التي جعلت مدينة تامبيري في فنلندا "عاصمة للساونا في العالم"، وانتقلت منها بالفعل إلى كثير من الثقافات المختلفة، على اعتبار أنها تحقق الراحة الجسدية وتعمق تنظيف البشرة والجسم، عن طريق رفع الحرارة لدرجة تصل إلى 100 درجة، مما ينتج عنه التعرق الذي يعد علاج.
طريقة الساونا
في الطبيعي يتم تجهيز الساونا، بتسخين الغرفة (التي غالبا ما تكون غرفة خشبية) لتصل إلى درجات حرارة ما بين 70 إلى 100 درجة مئوية، مع رطوبة نسبتها من 10 إلى 20%، ويمكن تسخين الغرفة باكثر من طريقة:
حرق الأخشاب: والتي تعمل على تسخين غرف الساونا من خلال حرق الأخشاب والصخور (وتلك الطريقة تعتبر شائعة في فنلندا)، وسنتج عنها حرارة عالية ورطوبة منخفضة.
التدفئة الكهربائية: يتم الاعتماد على التسخين الكهربائي المتصل بأرضية الغرفة من أجل تدفئتها، مما يجعل الحرارة عالية والرطوبة منخفضة.
الأشعة تحت الحمراء: تعمل هذه الطريقة على موجات توجهها مصابيح من نوع خاص للشخص داخل غرفة الساونا، فتمنحه التعرق والتدفئة التي يحتاجها بصورة أكثر مثالية، ولكنها بشكل عام تتج حرارة ورطوبة أقل. (ويُعتقد أن 60% من حمامات البخار والساونا تعتمد على هذه الطريقة).
غرف البخار: تعتمد هذه الغرف على البخار كوسيلة للتدفئة، مما يعني حرارة عالية ورطوبة عالية أيضا، وتُعرف غرف البخار بالحمام التركي كذلك.
فوائد الساونا
درجة حرارة الجلد داخل غرف الساونا ترتفع إلى 40 درجة تقريبا، مما ينتج عنه التعرق الشديد، ويعمل على زيادة معدل نبضات القلب واتساع الأوعية الدموية. وانتشار غرف الساونا في جميع أنحاء العالم، وخاصة داخل صالات الألعاب الرياضية وأماكن التجميل، جاء من الاعتقاد الشائع بأنها تعمل على التخلص من الدهون وإنقاص الوزن، ولكننا نتعرض في مجموعة من النقاط للفوائد الفعلية للساونا والتي يمكن الاستفادة بها:
الاسترخاء
أهم ما يمكن الحصول عليه من تجربة الساونا والخضوع لدرجات حرارة عالية، هو الاسترخاء، نتيجة ارتفاع معدل ضربات القلب واتساع الأوعية الدموية الذي يزداد معه تدفق الدم في الجسم بشكل أفضل، مما يساهم في تحسين الدورة الدموية، كما أن يقظة الجسم كي يحافظ على توازن درجة الحرارة، يجعل الشخص أقل إدراكا للألم ويمنحه شعور بالسعادة زيقلل التوتر والانزعاج، غير أن الحرارة تُرخي العضلات مما يساعد في الحصول على مزاج أفضل ونوم أعمق في نهاية اليوم.
فوائد الساونا للعضلات
تحسين الدورة الدموية الذي ينتج من الساونا، يمكنه أن يساعد على تقليل أوجاع آلام العضلات والتهاب المفاصل وتحسين حركة المفاصل، كونه يساعد على استرخائها، ويعمل على تقليل مستوى التوتر في الجسم، وتعتبر الساونا تجربة مثالية للأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن والتهاب المفاصل، والمصابين بامراض الجهاز العضلي، كونها تخفف الألم والتصلب والإرهاق.
صحة القلب والأوعية الدموية
بسبب أن تجربة الساونا تمنح الأشخاص مزاج أفضل، وتقلل من مستويات التوتر، بسبب قدرتها على تعزيز الدورة الدموية، مما يعني أنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقد دراسة تمت في فنلندا على أكثر من ألفي رجل أعمارهم بين 42- 60 عاما، تم اكتشاف أن الممارسين للساونا أقل عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، ورغم عدم دقة الدراسة اعتبر كثيرون أنه من الممكن أن يكون الخضوع للساونا تجربة مساهمة في الحفاظ على الصحة.
فوائد الساونا للبرد
إلى جانب أن هناك من يعتبر الساونا طريقة للتخفيف من أعراض البرد والإنفلونزا والعمل على التخفيف من مشكلات التنفس بفتح المسالك الهوائية وتخفيف البلغم.
نظافة البشرة
تساعد درجة الحرارة المرتفعة في الساونا على تخلص الجسم من الجلد الميت بسهولة، وإمكانية تنظيفه بعمق.
الإصابة بألزهايمر
ربطت بعض الدراسات- التي ما زالت غير مؤكدة كذلك بين المداومة على الخضوع لتجربة الساونا وبين الإصابة بالخرف، ورأت أنها تعمل على تقليل فرص الإصابة بألزهايمر.
فوائد الساونا لحرق الدهون
لم يُثبت أن الساونا تعمل بأي شكل من الأشكال على حرق الدهون، ولكنها بالطبع تتسبب في التعرق الزائد عن الحد، للدرجة التي يفقد معها الجسم كثير من السوائل، مما يوحي أنها تخلص من الوزن، ولكن ما يحدث أنه مجرد نزول مؤقت في الوزن يعود بالبدء في تنالو الطعام والمشروبات.
أضرار الساونا
رغم أن الساونا تعد تجربة مريحة نفسيا وجسديا، ومكن لكثيرين اعتبارها طريقة من أجل الترفيه عن أنفسهم والتخفيف من التوتر، يمكن أن يكون لها آثار جانبية سلبية على صحة البعض، وذلك بسبب عدد من الأمور، هي:
من الممكن أن تكون غير آمنة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الذبحات الصدرية، بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة.
- تعمل الساونا على خفض ضغط الدم، ولذلك تعتبر غير مناسبة بمرضى الضغط المنخفض.
- فقدان السوائل في أثناء الساونا، من الممكن أن يتسبب في مشكلات صحية للبعض ويؤثر على البشرة، ولذلك يجب العمل على تناول كميات كافية وأكثر من السوائل قبل وبعد الساونا، وملاحظة أي شعور بالصداع والدوار وتدارك الأمر فورا.
- لا يوجد تأكيد على أن الساونا تخلص الجسم من السموم، فالكبد والكليتين هم من يقوموا بهذه المهمة.
- حتى لا يكون للساونا تأثير سلبي على الصحة، من المهم عدم البقاء فيالغرفة مدة تزيد على 20 دقيقة، ولمن يقومون بالتجربة للمرة الأولى، عليهم الاكتفاء بمدة ما بين 5 إلى 10 دقائق.
- من يعانون من مشكلات الجهاز التنفسي عليهم استشارة الطبيب قبل أن يقوموا بتجربة الساونا.
- على الحامل والمصابون بالصرع أن يمتنعوا عن الساونا، او يستشيروا الطبيب المتخصص أولا.
تعتبر الساونا من التجارب المميزة التي لها فوائد صحية نفسية وجسدية، لكن يجب مراعاة تأثيراتها السلبية أيضا.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢٥ يناير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا