العلاقة بين الغدة الدرقية والسمنة.. والتعامل معها
الأكثر مشاهدة
تأكد وجود ارتباط بين الغدة الدرقية والسمنة، سواء في حالة الخمول أو فرط النشاط، وذلك لكونها من غدد الجسم التي لها علاقة بعملية الأيض (التمثيل الغذائي)، وفي الغالب يكون فقدان الوزن أو اكتسابه بصورة غير طبيعية واحد من أعراض حدوث مشكلة في الغدة الدرقية، وحتى يمكنكم تلافي مضاعفات الإصابة بالغدة الدرقية وتأثيرها على وزن الجسم، من المهم التعرف على أهم أعراضها وكيف يمكن التعامل معها.
الغدة الدرقية هي واحدة من غدد الجسم الصماء، التي تفرز هرموناتها في الدم مباشرة دون حاجة لقنوات، وتبدو على شكل فراشة، كونها تتكون من فصين يربط بينهما برزج (أو جسر)، لونها بني محمر وغنية بالأوعية الدموية، وتتواجد في المنطقة أعلى العنق، وأسفل تفاحة آدم.
وللغدة الدرقية دور مهم في نشاط عملية الأيض الأساسي (التمثيل الغذائي)، وهي العملية التي يتم خلالها تحويل الطعام إلى طاقة، كونها تعمل على إفراز هرمونات لا يمكن للجسم العيش دونها، إلا في حال تناول الأدوية التي تحاول أن تؤدي وظيفتها، والهرمونات الرئيسية التي تفرزها هي هرمونات الغدة الدرقية T4، وثلاثي يودوثيرونين T3، ويمكن اعتبارهم مسئولين عن تنظيم التنفس ومعدل ضربات القلب وقوة العضلات ودرجة حرارة الجسم، ولذلك يعتبر كثيرون أنها المحرك الرئيسي الذي يحافظ على نشاط وحركة الجسم.
اضطرابات الغدة الدرقية
من الممكن في بعض الحالات أن تتعرض الغدة الدرقية إلى اضطرابات تتسبب في فرط نشاطها أو تجعلها في حالة خمول، وفي كلتا الحالتين يكون لذلك تأثير واضح على الصحة العامة للجسم.
فرط نشاط الغدة الدرقية: في حال فرط النشاط تزيد إفرازات هرمونات الغدة الدرقية عن المعدل الطبيعي لها، وتتسارع عملية التمثيل الغذائي، الأمر الذي قد يعتقد البعض أنه إيجابي، ولكنه غير ذلك، وله تأثيرات سلبية على الصحة.
خمول/ قصور الغدة الدرقية: وهو ما يحدث عندما تتوقف الغدة الدرقية عن إفراز الهرمونات، أو تفرزها بكمية ليست كافية لإتمام عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، والتسبب في الإصابة بالعقم أو أمراض القلب وآلام المفاصل
أعراض الغدة الدرقية
تختلف الأعراض التي قد نلاحظها عند الإصابة بالغدة الدرقية، ففي حالة كانت الغدة في حالة خمول تكون الأعراض الظاهرة على الجسم مختلفة عن حالات النشاط.
أعراض خمول الغدة الدرقية:
- جفاف الجلد.
- زيادة غير مبررة في الوزن.
- ضعف العضلات.
- بطءمعدل ضربات القلب.
- تأثر الجهاز العصبي، وضعف الذاكرة.
- تصلب المفاصل.
- الحساسية تجاه البرد.
- الاكتئاب.
- تأثر الصوت، فيصبح أجش نتيجة مرور أحبال الصوت الرئيسية بالغدة الدرقية.
- تورم الوجه.
- الإمساك.
أما أعراض نشاط الغدة الدرقية:
- فقدان الوزن بشكل مفاجيء وغير مبرر (دون فقدان للشهية).
- تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
- شعور بالقلق من حين لآخر.
- العصبية والغضب.
- حدوث رعشة في اليدين والأصابع.
- عدم الانتظام في النوم.
- حدوث تورم في حجم الغدة الدرقية.
- التعرق الشديد.
- الشعور بتغيرات في حركة الأمعاء.
- ترقق الجلد.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
خمول الغدة الدرقية والوزن
بالفعل، يوجد رابط ما بين زيادة الوزن والإصابة بأحد اضطرابات الغدة الدرقية، حسبما تشير بعض الأبحاث السريرية، فمن علامات خمول وقصور الغدة الدرقية هي اكتساب وزن جديد دون وجود أي مبرر لذلك، سواء متعلق بتناول وجبات وطعام زائد عن الحاجة أو لا، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن الأمر لا يمكن أن يصل إلى حد السمنة، وأن تسبب الغدة الدرقية في السمنة هو عرض ثانوي ليس رئيسي لها.
وما بين هذا الرأي وذلك، الأكيد هو أن هناك ارتباط بين تكوين الجسم وهرمونات الغدة الدرقية، كونها مسئولة عن عملية الأيض وتوليد الحرارة في الجسم، والاستفادة من تناول الطعام وتحويله إلى طاقة يمكن للجسم الاستفادة بها، والتعامل مع الدهون، فضعف الغدة الدرقية كما أوضحنا، يمكنه أن يعمل على خفض توليد الحرارة في الجسم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بغض النظر عن النشاط البدني من عدمه).
ومن خلال بعض الدراسات والأبحاث السريرية، تبين أن الميل إلى زيادة الوزن والسمنة يترافق مع في كثير من الأحيان وجود قصور في الغدة الدرقية، وما ينتج عن ذلك من تراكم للدهون، وتوقف الجسم عن أدائه لعملية الأيض بصورة طبيعية تساهم في تحويل الطعام إلى طاقة يمكنها أن تساهم في التخلص من الدهون وشحوم الجسم.
علاج الغدة الدرقية يعتمد بصورة رئيسية على المتابعة مع طبيب متخصص، والتعرف على طبيعة الاضطراب للحصول على الدواء المناسب، مع الحرص على تناول كميات كافية من الطعام الصحي، والالتزام بنظام غذائي مع أداء تمارين رياضية ونشاط بدني بسيط، حتى يمكنك التخفيف من آثارها الجانبية السلبية، وتملكين القدرة على التحكم بها، والسيطرة على أعراضها.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٠ فبراير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا