نشرة الأمم المتحدة للمرأة: ختان الإناث وتأثير كورونا
الأكثر مشاهدة
في نشرة الأمم المتحدة للمرأة لهذا الأسبوع، تركز الهيئة على فعاليات اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)، وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر انتشار فيروس كورونا (جائحة كوفيد- 19) على عمليات القضاء على هذه العادة في دول كثيرة في أفريقيا وآسيا، كما تناولت قصص الناجيات والناشطات المناهضات لهذه العادة.
بيان هيئة الأمم المتحدة للمرأة
ركزت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في بيانها بمناسبة اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع جريمة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على تأثر المبادرات الاجتماعية التي كانت تعمل عليها من أجل وقف هذه العادة في دول أفريقيا بجائحة كوفيد- 19، وما تبع ذلك من إجراءات احترازية وعزل اجتماعي قد يتسبب في مزيد من الفقر وفقدان الوظائف والتشريد.
من خلال مبادرة جمعت بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تم تدريب 300 ممارس شعبي لعادة الختان في ليبيريا اعتادوا أن يقوموا بإجراء هذه العملية للقتيات، وركزت المبادرة على تأثيرات ختان الإناث على صحة البنات، كما عملت على إيجاد عمل بديل لهؤلاء الممارسين ليكون مصدر دخل لهم، فدربتهم على الزراعة الذكية مناخيا، وصنع الصابون، أو الحياكة.
أوضح البيان أنه بالمقارنة بثلاث عقود مضت، تعتبر الفتيات اليوم أقل عرضة للختان بنسبة الثلث، ولكن بدأ التخوف من عودة إجراء هذه العادة في ظل انتشار فيروس كورونا، الذي قد يدقع 96 مليون شخص حول العالم إلى الفقر المدقع، مما يعني أن جهود المنظمات الدولية والقادة المجتمعيين من الممكن أن تواجه تراجعا في تحقيق المساواة بين الجنسين، ويتم الارتكان إلى ختان الإناث والزواج المبكر كآلية سلبية لمواجهة الضيق المادي.
خلال فترة الانكماش الاقتصادي التي تعيشها الدول حاليا، كنتيجة للقيود والإجراءات التي أثرت على حركة التجارة والوظائف، من الممكن أن يلجأ الممارسين التقليدين الشعبيين الذين تأثرت أعمالهم إلى العودة للعمل في إجراء عمليات الختان ويطرقون الأبواب ويقنعون الأهالي بها مرة أخرى، مما جعل هيئة الأمم المتحدة للمرأة تشدد على ضرورة تمويل ودعم المنظمات النسوية التي تواجه هذه العادة، وتوفير الدعم الصحي والاجتماعي للناجيات من تشويه الأعضاء التناسلية.
وأشارت الهيئة في ختام بيانها إلى ضرورة عدم اعتبار أي نجاح او تقدم في مجالات حقوق المراة ووقف أشكال العنف ضدها، هو أمرا مفروغا منه، فالظروف المجتمعية والاقتصادية والسياسية يمكنها أن تقلب الموازين، ولذلك لا بدّ من وجود جهد موحد ومنظم من أجل إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وجميع اشكال العنف ضد الفتيات والنساء، وتحقيق المساواة بين الجنسين.
ناجيات وناشاطات لا يتسامحن مع ختان الإناث
في 6 فبراير من كل عام، الذي يوافق اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، يتم التركيز على الآثار السلبية لإجراء عملية الختان للبنات، والذي توضح الأمم المتحدة للمرأة في نشرتها أن هناك 200 مليون فتاة وامرأة قد تعرضن له في 31 دلولة حول العالم، كما أنه من التوقع أن يشهد عام 2021 تعرض 4.16 مليون فتاة وامرأة لهذه العملية، وبسبب تأثيرات كوفيد-19 قد يزيد عليهن مليوني حالة.
عادة ما يتم إجراء الختان للبنات باستئصال جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث أو تشويهها بأي دعوى غير طبية، ويحدث في الفترة ما بين سنتين إلى 15 سنة، وقد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى الوفاة، وهناك ناشطات وناجات واجهن هذه العادة في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ركزت نشرة الأمم المتحدة على جهودهم.
بعد أن تعرضت السيدة المصرية "أم أحمد" لعملية الختان عندما كنت في العاشرة من عمرها، وتركت في نفسها ألما جسديا ونفسيا "كنت أصرخ بشدة، ولم يسمعني أحد، وانقلبت حياتي بعدها رأسا على عقب"، قررت ألا تمر ابنتها بنفس التجربة، فهي أم لأربعة أيناء تتراوح أعمارهم من 11 إلى 19 عاما، ولم تُخضع ابنتها للختان "ن ادمر حياة ابنتي وأقتلها" وواجهت زوجها ووالدتها، وربّت أولادها على احترام المرأة.
تدير كريستين أووري، رئيسة قسم المساعدة القانونية في جمعية أوغندية، حملات توعية ضد ختان الإناث وتقديم المساعدة القانونية المتنقلة للنساء والفتيات المعرضات لحطر تشويه الأعضاء التناسلية، وذلك في إطار المبادرة التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع الاتحاد الأوروبي.
وتعمل المبادرة على إطلاق عيادات تعمل على تعزيز وصول الفتيات والنساء للمساعدة القانونية، ونقول كريستين "نشجع النساء والفتيات على رفض الختان، وإيلاغ السلطات على من يقومون بها"، ويوجد قانون في أوغندا لتجريم ختان الإناث ولكن لا يتم تنفيذه بشكل واسع، ولذلك يعمل الناشطون على التوعية وتوفير المساعدات والخدمات القانونية والصحية.
"الفرصة الثانية" في المكسيك
"البرنامج يساعدنا عل تغيير مُثُلنا، وعلى رؤية أن للمرأة نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل، ومن أن نصبح نساء رائدات" هكذا عبرت ربة المنزل المكسيكية ماريا جوادالوبي مونتالفو عن فخرها بالمشاركة في برنامج "الفرصة الثانية للتعليم المهني"، التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في المكسيك وبالشراكة مع وزارتي المساواة والرفاهية.
وكان البرنامج قد قام بتدريب 80 امرأة على إدارة وصيانة صوبة زراعية تساعدهن على تحقيق التمكين الاقتصادي وتعزيز المهارات القيادية، وتقول مونتالفو إن البرنامج "يجعلنا نشعر بالحرية والمسئولية"، ومن المفترض أن يعمل البرنامج على تحقيق رؤية 2030 للتنمية المستدامة من أجل تغيير حياة النساء، وبدأت أنشطته في 2019 ويخطط للوصول إلى 5000 امرأة و30 ألف مستفيد غير مباشر مع حلول 2021.
الكاتب
احكي
الإثنين ١٥ فبراير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا