مسرحيات كوميدية ترسم البهجة والضحكة وإن مرت السنوات
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
في أوقات الضيق والرغبة في الشعور بالونس والبهجة، يمكن أن تجدوا أنفسكم في حنين لوقت مضى في طفولتكم، حين كان الجميع يلتفون أمام شاشة التلفزيون أو شريط الفيديو لمشاهدة مسرحيات مضحكة تسلي الوقت وتمتعنا وتمنحنا ضحكة تنعش قلوبنا بغد يوم طويل مرهق، ويكون الأمر أشبه بمناسبة اجتماعية وفرصة للاستمتاع بلحظات حميمية دافئة نسرقها من العمر.
من الممكن أن تبدو محاولات العودة لهذه اللحظات غير منطقية ولا يمكن لإحساسنا بها أن يعود كما هو، ولكن يمككنا الاستمتاع بمشاعر الحنين واستعادة أداء كوميدي من ممثل و"إفيه" يهلكنا من الضحك من آخر، بالرجوع لمشاهدة أشهر المسرحيات الكوميدية التي كانت قادرة على انتزاع البهجة، ونعتبرها فاصل يبعدنا عن الضغط اليومي الممل، أو طريقة مختلفة لنقضي بها سهراتنا وليالينا بصحبة أصدقاء أو أحباء.
في قائمة بسيطة نجمع لكم مسرحيات مضحكة خفيفة يمكنها أن تسلي اوقاتكم، بالتأكيد، قد تكونون على علم بهاجميعا وتحفظونها عن ظهر قلب، ومن الممكن أن يكون بعضها جديد بالنسبة لكم، لكن أهم ما يجب أن تعرفوه أن هذه القائمة عبارة عن تفضيل شخصي، قد تحبونه أو لا تتفقون مع معظمه، ولكن هدفها الأول والأكيد أن تمنحكم الونس وترسم الضحكة على أوقاتكم.
مسرحية العيال كبرت
من أكثر المسرحيات الكوميدية المضحكة، التي لا تفوت قنوات التلفزيون عيدا إلا وعرضتها، ليبدو أنها العرض الرسمي لرسم البهجة وإدخال السرور على القلوب، ونجد أنفسنا نجلس أمام مشاهدها وفصولها بانتباه شديد وكأنها المرة الأولى، رغم أننا نحفظ كل كلمة وحركة وإيماءة، ويمكن لضحكاتنا على مواقف المسرحية و"إفيهات" أبطالها أن تُسمع آخر العالم.
قصة المسرحية عن أب يُدعى "رمضان السكري" يعمل في إحدى الشركات، لديه منزل جيد وحياة أسرية تعاني من بعض التعقيدات، فزوجته لا تهتم به بما يكفي ومنشغلة بالبيت والمطبخ والأولاد، وأبناؤه الأربعة من الأكبر "سلطان" الذي يفشل كل عام في النجاح والحصول على الثانوية العامة، ثم "كمال" المجتهد الذي ينجذ لسيدة تكبره بأعوام ولديها أطفال، والفتاة "سحر" التي تريد احتراف الرقص الشرقي، والابن الأصغر "عاطف" الذي ينشغل عن العالم بحبه للفنانة سعاد حسني فيرسم صورها ويتوهم أنها تبادله الحب، فيقرر الأب أن يحظى لنفسه بعلاقة أخرى ويبتعد عنهم ، يكتشف أحد الأبناء ويحاولون معا استعادة والدهم ومنعه من السفر وتركهم.
تمتلك مسرحية "العيال كبرت" مقومات للنجاح لا مثيل لها، بداية من القصة التي قام بتأليفها بهجت قمر وسمير خفاجي، وحتى اختيار الممثلين وتنوعهم من الكوميديانات سعيد صالح ويونس شلبي وحسن مصطفى، وكذلك أصحاب الأداء المميز أحمد زكي وكريمة مختار، والابنة نادية شكري، وكانت المسرحية من إخراج سمير العصفوري وتم عرضها عام 1979.
مسرحية سك على بناتك
"بلاها سوسو.. خد نادية" لا يمكن لأحد أن ينكر ما يُحدثه حضور فؤاد المهندس، الكوميديان الأعظم والأكثر شهرة وصاحب المدرسة الخاصة في الأداء واقتناص الضحكة، وكان هذا الحضور متألق وشديد الجاذبية في مسرحية "سك على بناتك"، حين كانت ثنائيات العرض مميزة مع سناء يونس "فوزية" مرة ومحمد أبو الحسن "حنفي" مرة ثانية.
طوال عرض المسرحية، نستمع إلى صوت الفنانة شويكار "عصمت"، حين كان الأب "الدكتور رأفت" يهاتفها مستغلا انشغال بناته الثلاث، لكننا لم نرها ولا مرة، فهو يحاول أن يتزوجها كونه أب أرمل منذ سنوات طويلة، ولكنه لا يمكنه أن يفعل ذلك إلا بعد أن يقوم بتزويج بناته الثلاث "فوزية" و"نادية" و"سوسو"، ولكنه يكتشف أن محاولات لم تراع ما تريده البنات، اللاتي يبدأن في التضييق عليه كما يفعل معهن حين يعلمن سرا برغبته في الزواج.
كتب المسرحية لينين الرملي، وهو ما يخبرنا بشكل كافي عن أسباب تميزها وتفرد الكوميديا في المواقف والحبكة والقصة، وكانت من إخراج فؤاد المهندس وبطولته، التي تشارك معه فيها سناء يونس وشريهان وإجلال زكي وأحمد راتب ومحسن محي الدين ومحمد أبو الحسن وزكريا موافي، وكان أول عرض للمسرحية في يوليو 1980.
مسرحية عفروتو
بالنسبة لي مسرحية عفروتو بالتفاصيل المتعلقة بها، هي واحدة من مسرحياتي المفضلة، بداية من قصتها التي كانت انعكاس لواقع تعيشه الدول العربية وتعانيه فلسطين من إحتلال أراضيها من قبل إسرائيل ومن يعاونها، وحتى تجسيد ذلك بصورة كوميدية في مسرحية تجمع بين القدرة على أن تجعلك تضحك من القلب وتشعر بالحسرة والمهانة أيضا، لتظل من الأعمال المسرحية التي ارتبط بها بصورة كبيرة، وأعتقد أنه لم يعد هناك عمل فني مسرحي أو تلفزيوني أو سينمائي يناقش القضية الفلسطينية أو يتطرق لها بأي شكل.
المسرحية تعكس الزاقع العربي من خلال عائلة يقوم "الوكيل" بمحاولة إدارة أمور أفرادها ويعمل على منعهم من رمي أنفسهم للتهلكة، ولكنهم يعاندونه جميعا ولا يستمعون له كما ينبغي، ويزداد الأمر سوءا عندما يظهر "العفريت"، الذي يقنعهم أنه سيلبي رغباتهم ليكتشفوا خدعته بعد فوات الآوان، ويجدونه استولوا على حياتهم وأموالهم وممتلكاتهم، بعد أن استغل نقاط ضعفهم وتفرقهم.
جمعت مسرحية "عفروتو" فريق عمل متكامل كان قادرا على التناغم والعطاء، فكانت من بطولة محمد هنيدي وحين حسني ومنى زكي وأحمد السقا وماجدة زكي وهاني رمزي، من تأليف أحمد عوض وإخراج محمد عبد العزيز، وتم عرضها عام 1999.
مسرحية الزعيم
هو "زعيم" الكوميديا بحق، ولذلك كما قدم أفلاما ومسلسلات وما زال متربعا على عرش الكوميديا وخلق الضحكة من العدم، كانت أعمال عادل إمام المسرحية لا يمكن تفويتها، يأتي لها الجميع من البلاد العربية المختلفة، ليكتسح الجمهور القاعة في انتظار إطلالته، بنظرته المتفردة وابتسامته اللامعة.
في مسرحية الزعيم، من الممكن أن تكون القصة مكررة، فالبطل فقير وابن منطقة شعبية يريد أن يحظى بحياة عادية هادئة مريحة، ولكن الشبه بينه وبين "زعيم" الدولة" توقعه في كثير من المشكلات، ولكنه تكون فرصته أيضا ليحمي بلاده، بعد أن يستعين به كبار رجال الدولة من أجل أن يكون بديل للزعيم، الذي تعرض للوفاة.
اشترك في البطولة إلى جوار عادل إمام فنانون آخرون، أحمد راتب ومصطفى متولي ورجاء الجداوي ويوسف داوود ومنال سلامة، أخرجها شريف عرفة ومن تأليف فاروق صبري، وأول عرض لها في عام 1993.
مسرحية الواد سيد الشغال
يهرب "سيد" من قضية تورط بها وتم الحكم عليه بالسجن، ولا يجد مكانا مناسبا حتى يختبيء به وى العمل مع خاله في منزل أحد الأغنياء، مومن هنا تبدأ المفارقة حين يكتشف الفوارق الطبقية وتقرر العائلة الاستعانة به كمحلل يتزوج ابنتهم حتى تعود لزوجها، ولكن يحدث أنها تقع في حبه ويستكملا حياتهما سويا، رغم تعقيدات ظروفه المعيشية وتعرضه للسجن.
المسرحية تمعرضها للمرة الأولى في عام 1985، واستمرت على المسارح لمدة 8 سنوات، قام عادل إمام بدور البطولة بالاشتراك مع عمر الحريري ومصطفى متولي ورجاء الجداوي ومشيرة إسماعيل، وكانت من تألسف سمير عبد العظيم وإخراج حسين كمال.
مسرحية حزمني.. يا
في هذه المسرحية، تمتع محمد هنيدي بفرصة إظهار موهبته ككوميديان متفرد، فمنحه زملاؤه أكثر من مرة المساحة والوقت ليستعرض مهاراته الي كانت تلقى من الجمهور الترحيب والقبول والضحك المستمر، رغم أنه لم يكن من ضمن الأبطل الرئيسيين.. غير أن تفاصيل العرض توحي بكثير من الألفة والضحك دون توقف حتى لالتقاط الأنفاس.
وتدور مسرحية "حزمني.. يا" حول أخ كبير "الزواوي" يعيش مع زوجته بهيجة وأخواته الثلاثة إحسان وبسام ونهى في منزل ورثوه عن والدهم، يريد الأخوات أن يقومون ببيع المنزل خاصة مع وجود مشتري يضعهم نصب عينيه في ظل رفض الأخ، ويحدث أن يتعرض المنزل للضرر ويتفرق الأخوة.
المسرحية من بطولة حسن حسني وشريف منير ومدحت صالح وماجدة زكي ومحمد هنيدي وفيفي عبدة ومحمد متولي، أخرجها سمير العصفوري، وكانت من تأليف أحمد عوض، والعرض المسرحي الأول لها كان في عام 1994، وكانت بمثابة نقلة في عمل المسرح المصري، حين كانت المرة الأولى التي يدفع فيها المشاهدون تذكرة 100 جنيه لدخول العرض.
مسرحية مدرسة المشاغبين
من أقوى المسرحيات الكوميدية القادرة على إضحاككم في كل وقت، يحفظ الجميع "الإفيهات" وتهلكم من الضحك المواقف وأداءات الممثلين، لتتمكن المسرحية من أن تعيش لأكثر من 50 سنة بنفس القدرة على رسم البهجة وانتزاع الضحكة مهما اختلفت الأجيال.
قصة المسرحية مأخوذة عن فيلم بريطاني اسمه "إلى المعلم مع الحب"، وهي عن مجموعة من الطلاب الذين يفشلون في دراستهم ولا يبدو أن هناك ما يمكنه أن يحفزهم على النجاح، ورغم محاولات كثيرين ينتهي الأمر بالفشل، فيحدث أن يستسلم لوضعهم الجميع، حتى تأتي معلمة وتقرر أن تغير الحال، ونرصد طوال الأحداث محاولاتها وقدرتها على الصمود أمام تصرفاتهم المتهورة الصبيانية.
بطولة المسرححية كانت لسعيد صالح وعادل إمام وسهير البابلي وأحمد زكي وحسن مصطفى ويونس شلبي زهادي الجيار وعبد الله فرغلي، كتبها للمسرح علي سالم، وكانت من إخراج جلال الشرقاوي، والعرض الأول للمسرحية كان في عام 1973.
مسرحية المتزوجون
"خدتي من اللي تحت الحوض" هكذا تلقى مسعود خبر قيام زوجته المرفهة لينا باستخدام الأسمنت لتعد له وجبة دجاج شهية، ليبقى في الذاكرة كواحد من أكثر المشاهد المسرحية الكوميدية التي شكلت طعم أيامنا بالبجة لأوقات طويلة، وظلت "المتزوجون" من أعمال النجم سمير غانم المتميزة.
ركزت قصة المسرحية على معاناة الفوارق الطبقية بين الزوجين، وكذلك الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانيها المتزوجون الجدد، وذلك من خلال قصة اثنين أصدقاء يتزوجان من فتاتين مختلفتين، ونرى معهم الفوارق وتأثيرها على حياتهم.
المسرحية من بطولة سمير غانم وجورج سيدهم وشيرين ونجاح الموجي، من تأليف فيصل ندا، وأخرجها حسن عبد السلام، وتم عرضها للمرة الأولى في عام 1976.
مسرحية ريا وسكينة
كانت المسرحية التي جسدت قصة "ريا وسكينة" الشهيرة، هي أول وآخر ظهور للفنانة شادية على خشبة المسرح، التي كانت صاحبة أداء وظهور مسرحي خفيف وقريب إلى القلب، وقادر على أن يُدخل البهجة لقلبك دون تكلف، وتبقى تلك أجمل ذكرى يمكن أن يتركها المسرح، وهو أن تشهد واحدة من ممثلاتك المفضلات تبرع في الغناء والتمثيل والأداء الكوميدي بتلقائية ومرح.
تم تجسيد قصة ريا وسكينة في المسرحية عن طريق اضطرار إحداهن إلى قتل ابنتها دون أن تعلم، بعد أن أصبحت مهنتها هي وأختها أن تقتلن النساء وتسرقن مجواهراتهن في الإسكندرية.ز المسرحية من بطولة شادية وسهير البابلي وأحمد بدير وعبد المنعم مدبولي، من تأليف بهجت قمر وإخراج حسين كمال، وتم عرضها للمرة الأولى عام 1980.
مسرحية وجهة نظر
أعظم الأعمال لمسرحية التي قدمها محمد صبحي هي التي تعاون فيها مع الكاتب لينين الرملي، يمكن لك أن تختلف معي كيفما تشاء، ولكن الواقع يشير بوضوح إلى لينين الرملي كواحد من أعظم كُتاب المسرح، كونه امتلك حس فكاهي ساخر نابع من دراما حقيقية وأحداث يمكنها أن تلمسنا جميعا، ويقدم الاثنين معا ببراعة وسلاسة شديدة.
وفي واحد من الأعمال التي جمعت بين لينين الرملي ومحمد صبحي، صاحب الأداء المسرحي الكوميدي المميز، كانت مسرحية "وجهة نظر" التي كانت تدور أحداثها حول مجموعة من فاقدي البصر يعيشون في أحد المراكز، ويقوم أصحاب المركز باستغلالهم والتربح من جلب التبرعات لهم والاستحواذ عليها لأنفسهم، حتى يأتي دخول "عرفة الشواف" للمركز فيغير الأمور.
المسرحية من بطولة محمد صبحي وعبلة كامل ورياض الخولي وهاني رمزيوهناء لشوربجي ومحمود أبو زيد وعبان حسين وعزة لبيب، واخرج المسرحية محمد صبحي، وأول عروضها كان عام 1989.
مسرحية الهمجي
من مسرحيات محمد صبحي المفضلة لي، ومن بعدها "تخاريف"، فهي تعرض فكرة فانتازية ولكن بواقعية شديدة ارتبطت بكثير من المواقف التي يمر بها الأشخاص في المجتمع، فهي عن "آدم عبد ربه"، الذي يتواجه مع نفسه وعيوبه في كل مرة، فبينما يحاول أن يعيش يومه ببساطة، يجد نفسه واقع في خصال الكذب والحسد والفتنة والشك والخيانة، يجره لها الشيطان بينما الملائكة تنظر له بعين العطف.
المسرحية من بطولة محمد صبحي وسعاد نصر وأحمد آدم وشعبان حسين وهناء الشوربجي وممدوح وافي، من تأليف لينين الرملي، وإخراج محمد صبحي، وتم عرضها لأول مرة عام 1985.
مسرحية قهوة سادة
هذه المسرحية كانت بوابة كثيرين للسينما والأعمال الدرامية، كانوا شبابا يحاولون شق طريقهم وأولى خطواتهم في التمثيل، فصاروا نجوما، ومن بينهم محمد فراج ومحمد سلام وهشام إسماعيل وأمير صلاح ومحمد فهيم، والمسرحية كانت بمثابة مشروع تخرج طلبة مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، الذين تم تدريبهم على يد خالد جلال المخرج، وتمكنت من حصد شعبية واسعة حين تم عرضها لأول مرة عام 2009.
كانت المسرحية تشير بصورة صارخة وساخرة إلى أوضاع المجتمع المصري، وكانت تعرض فقراتها من خلال قضايا لا فصول محددة، فناقشت الغلاء والجهل والهجرة غير الشرعية والوساطة وتأخر سن الزواج، وبقدر ما كانت قادرة على زرع البسمة كانت غارقة في الدراما والحزن.. قد تعتبرونها غير مناسبة لهذه القائمة ولكنني أحب مشاهدتها ورأيت وجودها مهم.
استمتعوا بهذه القائمة الشخصية لأكثر المسرحيات المضحكة التي يمكنها تسليتكم.. اخبروني بالمسرحية التي تحبونها وبتفضيلاتكم الخاصة في التعليقات.
الكاتب
هدير حسن
السبت ١٣ مارس ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا