ما هو التأمل الواعي وكيف يحفز العقل والاسترخاء معًا؟
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
تجربتي مع التأمل
ما هو التأمل الواعي أو اليقظ؟
فوائد وتأثيرات التأمل الواعي
تمارين التأمل للمبتدئين
ما هي أنواع التأمل؟
يكثر الحديث عن التأمل بأنواعه، وتحديدًا التأمل الواعي، لما له من تأثيرات إيجابية على عقولنا وحياتنا، وخصوصًا مع صعوبة العصر الذي نعيش فيه، وكل تلك المشتتات التي نغرق بها كل يوم، وكل لحظة؟ والتأمل ممارسة بسيطة متاحة للجميع في كل وقت وكل مكان، لا يحتاج لأدوات ولا يكلفك إلا بعض الدقائق بشكل يومي، ويمكن لتلك الممارسة البسيطة أن تقلل التوتر وتزيد من الهدوء والوضوح وتعزز السعادة.
في هذا الموضوع سنتحدث بشكل مفصل عن التأمل الواعي فوائده، وكيف يمكنك ممارسته بكافة أشكاله.. فقط خذي نفس عميق وهيا لنبدأ.
تجربتي مع التأمل
مصدر الصورة
قرأت كثيرًا عن التأمل وأهميته وفوائده للتقليل من التوتر وزيادة الهدوء والاسترخاء وحتى تعزيز الذاكرة، لكني لم أفهم أبدًا كيف لتلك الدقائق القليلة من الصمت أن تحدث كل ذلك!، ومع هذا قررت في بداية العام الحالي 2021 التجربة، وبدأت بالفعل وحتى الآن مستمرة في ممارسة التأمل الواعي لمدة 10 دقائق بشكل شبه يومي.
وأعتقد أنني لمست بنفسي فوائد عديدة، منها التركيز في عيش اللحظة الحالية وعدم الانجرار وراء الأفكار، خصوصًا السوداوية منها، وكلما وجدت نفسي سارحة في المستقبل وسيناريوهاته، أحاول إعادة نفسي للواقع بلطف، وهذا يساعدني على عيش كل يوم بيومه، والاستمتاع الحقيقي بما لدي وما أمر به الآن.
التأمل في البداية لم يكن سهلًا، وحتى الآن هناك أوقات يكون عقلي مشتت فيها أكثر من غيرها، لكن الميزة أنه لا يوجد صح وخطأ، يوجد فقط تجربة واستمرار ومحاولة مرة أخرى طوال الوقت، لتجد ما يناسبك حقًا، وتتعرف على نفسك بشكل أقرب.
ما هو التأمل الواعي أو اليقظ؟
التأمل الواعي والمعروف أيضًا بتأمل اليقظة الذهنية هو تدريب عقلي يعلمك إبطاء الأفكار المتسارعة، والتخلي عن السلبية، وتهدئة عقلك وجسدك للتركيز على اللحظة الحالية. فهو يجمع بين التأمل وممارسة اليقظة، والتي يمكن تعريفها على أنها حالة ذهنية تتضمن التركيز بشكل كامل على "الآن" حتى تتمكن من معرفة أفكارك ومشاعرك وأحاسيسك وتقبلها دون إصدار أحكام.
ويمكن أن تختلف الأساليب، ولكن بشكل عام، يتضمن التأمل اليقظ أو الواعي التنفس العميق وإدراك الجسد والعقل. لا تتطلب الممارسة أي نوع من الأدوات الخاصة، ولا حاجة للشموع أو الزيوت العطرية أو الموسيقى، إلا إذا كنتِ تفضلين ذلك. وللبدء كل ما تحتاجيه هو مكان مريح للجلوس، وثلاث إلى خمس دقائق من وقت الفراغ، وعقلية خالية من الأحكام.
فوائد وتأثيرات التأمل الواعي
مصدر الصورة
الممارسة المنتظمة للتأمل الذهني لها فوائد لصحتك الجسدية والعقلية.. بعض هذه التأثيرات تشمل:
- الحد من التوتر، والتقليل من أعراض الاضطرابات العقلية والجسدية، بما في ذلك القلق والاكتئاب والألم المزمن.
- خفض معدلات ضربات القلب، وضغط الدم المرتفع، وتحسين قدرة القلب والأوعية الدموية.
- مناعة أفضل، حيث تشير الأبحاث أيضًا إلى أن ممارسات اليقظة الذهنية قد تحسن مقاومة جسمك للأمراض.
- نوم أفضل وأكثر عمقًا.
تمارين التأمل للمبتدئين
في تلك السطور سنحاول تلخيص التجربة في أبسط أشكالها في خطوات محددة:
- خصصي بضعة دقائق لممارسة التأمل، حتى وإن كانت 3 دقائق فقط.
- ابحثي عن مكان هادئ وقومي بالجلوس بشكل مستقيم، يمكنك الجلوس على الأرض أو على كرسي أو أريكية، وحتى يمكنك الاستلقاء على ظهرك، لكن الجلوس أفضل.
- خذي نفسًا عميقًا من أنفك، واتركي الزفير يخرج من فمك، واشعري بكل عضلات جسمك ترتاح وتسترخي، كرري الأمر عدة مرات.
- الآن يمكنك إغماض عينيك، (يمكنكِ إبقاء عينك مفتوحة إذا كان إغلاق العين يجعلك غير مرتاح)، اتركي الشهيق والزفير يعملان بدون تدخل منك.
- ركزي عقلك على الشهيق والزفير، واشعري بالهواء وهو يدخل من أنفك ويملأ رئتيك، ثم وهو يخرج منهما.
- استمري في التركيز على التنفس، قد تجدي عقلك يشرد في الأفكار، لا عليكِ، فهذا طبيعي، فقط لاحظي تلك الأفكار بدون إصدار أحكام عليها، وعدي تركيزك إلى التنفس من جديد.
- يمكن أن يشرد عقلك 100 مرة، ولا تيأس من إعادته في كل مرة، فلا يمكن أن تتحكم في أفكارك أو تجعل عقلك خاليًا تمامًا، هذا لن يحدث.
- فقط ركزي على اللحظة الحالية.
- يمكنكِ الاستعانة بجلسات التأمل المرشدة التي تجدها على تطبيقات الهاتف الذكي أو على الإنترنت.
ما هي أنواع التأمل؟
رغم أنه لا يوجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتأمل، فمن المهم العثور على ممارسة أو نوع يلبي احتياجاتك ويكمل شخصيتك، ولذلك يمكنك أن تختاري بين تلك الأنواع:
- التأمل الواعي: وهو النوع الأكثر انتشارًا في الغرب، وفيه تهتم بأفكارك لأنها تمر عبر عقلك، ولا تحكم على الأفكار أو تتورط فيها، أنت ببساطة تراقب وتدون أي أنماط. والتأمل الواعي هو النوع المناسب لأي شخص لا يوجد معلم لديه، ويمكن ممارسته بسهولة.
- التأمل الروحي: موجود في الديانات الهندوسية والطاوية وفي العقيدة المسيحية، ويشبه الصلاة حيث أنك تفكر في الصمت من حولك وتبحث عن علاقة أعمق مع الخالق. وفي التأمل الروحي تستخدم البخور وخشب الصندل والروائح العطرية لمزيد من دفع الحواس للاستمتاع بتجربة الصمت.
- تأمل التركيز: يتضمن استخدام أي من الحواس الخمس. على سبيل المثال، يمكنك التركيز على شيء داخلي، مثل أنفاسك، أو يمكنك جلب تأثيرات خارجية للمساعدة في تركيز انتباهك مثل التحديق في لهب شمعة أو الاستمتاع إلى صوت جرس. وقد تكون هذه الممارسة بسيطة من الناحية النظرية، ولكنها صعبة على المبتدئين.
- تأمل الحركة: على الرغم من أن معظم الناس يفكرون في اليوجا عندما يسمعون كلمة تأمل الحركة، لكن هذه الممارسة لا تقتصر على اليوجا، وقد تشمل المشي في الغابة أو صعود السلم مثلا.
- تأمل المانترا: نوع بارز في العديد من التعاليم الدينية ومنها الهندوسية والبوذية. ويستخدم هذا النوع من التأمل صوتًا متكررًا لتصفية الذهن. يمكن أن تكون كلمة، أو عبارة، أو صوتًا، ولا يهم إذا تم نطقه بصوت عالٍ أو بهدوء. وبعد ترديد المانترا لبعض الوقت، ستكون أكثر يقظة وتناغمًا مع بيئتك. هذا يسمح لك بتجربة مستويات أعمق من الوعي.
- الاسترخاء التدريجي (فحص الجسم): هو ممارسة تهدف إلى تقليل التوتر في الجسم وتعزيز الاسترخاء من خلال التحقق من كافة أجزاء الجسم وتوجيه الانتباه إليها والشعور بها تباعًا. وغالبًا ما يستخدم هذا النوع من التأمل لتخفيف التوتر والاسترخاء قبل النوم.
- تأمل المحبة واللطف: يستخدم لتقوية مشاعر التعاطف واللطف والقبول تجاه الذات والآخرين. وعادة ما ينطوي على فتح العقل لتلقي الحب من الآخرين ثم إرسال سلسلة من التمنيات الطيبة للأحباء والأصدقاء والمعارف وجميع الكائنات الحية. نظرًا لأن هذا النوع من التأمل يهدف إلى تعزيز التعاطف واللطف، فقد يكون مثاليًا لمن لديهم مشاعر الغضب أو الاستياء.
- تأمل التخيل: أسلوب يركز على تعزيز مشاعر الاسترخاء والسلام والهدوء من خلال تخيل المشاهد أو الصور الإيجابية. ومع هذه الممارسة، من المهم تخيل المشهد بوضوح واستخدام الحواس الخمس لإضافة أكبر قدر ممكن من التفاصيل.
وفي النهاية سواء كنت تبحثين عن تقليل التوتر أو التنوير الروحي أو العثور على السكون أو تعزيز التركيز.. جربي أنواع التأمل المختلفة ولا تخش الخطأ والصواب، وستجدي ما يتناسب مع احتياجاتك، فقط خذي نفس واستمري في الممارسة.
مصدر الصورة الرئيسية
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠٢ يونيو ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا