رائدات مصريات في السينما والمسرح والتلفزيون
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
ريادة المرأة لا يمكن اقتصارها على مجال واحد بعينه دون ىخر، واو اعتبار أن هناك ما يمكن الاعتقاد بأنه حكرا على الرجال، فمهما بلغت سيطرتهم ستجد فتاة أو سيدة اخترقت الجموع وأثبتت أن ما يفعلونه يمكنها هي أيضا أن تتفوق به، وفي عالم صناعة السينما والتلفزيون والمسرح، قد يبدو أن للرجال ظهور قوي، ولكن الإسهام الحقيقي كان لرائدات مصريات كن شغوفات بالفن ومتميزات وصاحبات الخطوة الأولى.
تعرفوا على أهم السيدات الرائدات في مصر في مجال السينما والتلفزيون والمسرح.
عزيزة أمير.. رائدة السينما المصرية
يمكننا أن نعتبر أن أول فيلم مصري صامت ما كلن له أن يرى النور لولا "عزيزة أمير"، التي استعانت بمخرج تركي اسمه "وداد عرفي" ليكتب يخرج لها فيلم مصري واشترت آلات وأدوات التصوير، ولكنه فشل فاستعانت باستيفان روستي وأحمد جلال، واستطاعت أن تخرج بأول فيلم مصري صامت عام 1927 وهو فيلم "ليلى"، الذي حضر عرضه عدد من رجال الدولة والفن، ومن بينهم الشاعر أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب ورجل الاقتصاد طلعت حرب الذي قال له "حققت ما لم يفعله الرجال".
عزيزة أمير من مواليد طنطا، ولدت في 17 ديسمبر عام 1901 باسم "مفيدة محمد غنيمي"، انتقلت بعدها إلى الإسكندرية، حيث قضت طفولتها، ومنها إلى القاهرة التي تعرفت فيها على عالم المسرح، وبدات أولى خطواتها مع الفن بالالتحاق بفرقة رمسيس التي يرأسها يوسف وهبي وهو من اختار لها اسم "عزيزة أمير"، ثم انتقلت إلى فرقة التمثيل العربي ففرقة نجيب الريحاني، وقدمت مع هذه الفرق عدد من العروض المسرحية التي كان لها شعبية كبرى مثل: "إحسان بك"، المجاهدون، أولاد الذوات، ليون الأفريقي".
كانت عزيزة أمير تمتلك شغف كبير تجاه الفن والسينما، واستطاعت بجهدها ومثابرتها على أن تؤسس شركة "إيزيس" للإنتاج وتكون الرائدة في مجال صناعة السينما، تنتج الأفلام وتقوم بالإخراج وتكتب السيناريو ولها دور في اختار الموسيقى التصويرية أيضا، وعلى مدى ما يقرب من 28 عاما قدمت أكثر من 20 فيلما، منهم "بسلامته عاوز يتجوز"، و"بياعة التفاح"، و"نادية"، و"الفلوس"، وآخر أفلامها كان "آمنت بالله"، الذي عُرض بعد وفاتها في 28 فبراير عام 1952.
آسيا داغر.. عميدة المنتجين
في قرية تنورين اللبنانية، ولدت آسيا داغر في 18 أبريل عام 1901 (البعض يردد أنها مولودة عام 1912)، وكان معروف عنها انشغالها بالأفلام والتمثيل رغم زواجها وولادتها لطفلة صغيرة، خاضت أولى تجاريها مع التمثيل بالاشتراك بفيلم لبناني قصير اسمه "تحت ظلال الأرز" عام 1922، ولكن أتت وفاة زوجها بعد ذلك بعام لتقرر معها أن ترحل عن لبنان، الواقع تحت وطأة الاحتلال الفرنسي وترتحل إلى مصر.
في مصر، استطاعت آسيا أن تبدأ مشوارها الاحترافي مع الفن، فبعد عدة محاولات تمكنت من الاشتراك بأول فيلم مصري صامت وهو فيلم "ليلى"، الذي أنتجته وأشرفت على خروجه للعلن عزيزة أمير، قررت بعدها آسيا أن تؤسس شركة للإنتاج السينمائي عام 1927، وبالفعل أطلقت شركة "لوتس لإنتاج وتوزيع الأفلام"، واستطاعت أن تستمر حتى بعد توقف شركات أخرى مثل "إبراهيم وبدر لاما"، و"إيزيس".
شاركت آسيا في بطولة 10 أفلام من إنتاجها، ولكنها سرعان ما أدركت شغفها بإنتاج وصناعة الأفلام بشكل أكبر، فكرّست ما تبقى من حياتها في تقديم أعمال سينمائية مميزة، وبالفعل ظلت شركتها لسنوات طويلة صاحبة حضور قوي في مجال الإنتاج السينمائي، للدرجة التي يمكن معها اعتبار آسيا من أهم منتجي السينما، بل "عميدة المنتجين"، وتعاونت مع المخرج أحمد جلال وقدمت فيلم "غادة الصحراء"، وشجرة الدر"، و"أمير الانتقام".
ويتذكر لها التاريخ إنفاقها أكثر من 200 ألف جنيه من أجل إنتاج فيلم "الناصر صاح الدين" فاستدانت ورهنت منزلها وسيارتها من أجل إتمامه، رغم الخسارة الفادحة التي تكبدتها نتيجة عدم تحصيله للإيرادات في شباك التذاكر. كانت آسيا نقطة انطلاق كبار صناع السينما والممثلين، فقدمت هنري بركات وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وحسن الصيفي، وعلى مدار مشوارها الفني قدمت أكثر من 50 فيلم، ورحلت في 12 يناير عام 1986.
بهيجة حافظ.. أول مؤلفة موسيقى تصويرية
جوجل يحتفل بذكرى ميلاد بهيجة حافظ
واحدة من رواد صناعة السينما المصرية، التي استطاعت أن تقدم الدعم للفن والموهوبين مع السنوات الأولى لصناعة الأفلام في مصر، هي بهيجة إسماعيل محمد حافظ، التي ولدت في الإسكندرية في 4 أغسطس عام 1908، والدها باشا يعوى الموسيقى ويعزف الآلات، وبسبب صداقته للمايسترو الإيطالي جيوفاني بورجيزي، حظيت بفرصة أن تتعلم على يديه عزف البيانو، واستكاعت وهي بعمر التاسعة أن أن تؤلف اول مقطوعة موسيقية، واستكملت دراسة الموسيقى في فرنسا، وتعلمت الإخراج والمونتاج في ألمانيا.
ظهرت أول أسطوانة لبهيجة حافظ عام 1926، وكانت أول مصرية تنضم لجمعية المؤلفين في باريس، وعام 1937 أسست أول نقابة للمهن الموسيقية، وجاء دخولها للسينما من خلال الموسيقى، فبعد شهرتها كاول مؤلفة موسيقية لفتت انتباه يوسف وهبي، فكانت بطلة فيلمه "زينب"، الذي ألفت أيضا الموسيقى التصويرية له.
أنشأت بهيجة بعدها شركة للإنتاج السينمائي باسم "فنار فيلم"، افتحمت بها عالم الإنتاج والإخراج كذلك، وقدمت أفلام "ليلى بنت الصحراء"، و"الضحايا"، و"ليلى البدوية" الذي أخرجته أيضا، ولكن ام تستمر مسيرتها في الإنتاج السينمائي طوبلا بسبب تعرض شركتها للإفلاس بعد غنتاج فيلم "زهرة السوق" عام 1947.
أسست بهيجة حافظ صالون ثقافي باسمها، اجتمعت فيه مع نجوم الغناء والفن والمجتمع، واعتادت أن تستضيف فيه محمد القصبجي والشاعر علي الجنبلاطي وروحية القليني، شاركت بهيجة في التمثيل بـ 7 أفلام، وأخرجت فيلمين، كما شاركت في كتابة 3 أفلام، والتأليف الموسيقي لـ 8 أفلام، وكانت رائدة صناعة الموسيقى التصويرية في مصر، ورحلت وحيدة في 13 ديسمبر عام 1983.
فاطمة رشدي.. ملكة المسارح
أو كما أطلق عليها كثيرون "سارة برنار الشرق"، ولدت في الإسكندرية عام 1908، لدأت مشوارها الفني بالعمل لدى فرقة أمين عطا الله، وانتقلت بعدها إلى القاهرة وتمكنت من الالتحاق بفرقة "رمسيس" لصاحبها يوسف وهبي، وقدمت عروض مميزة مع الفرقة مثل "غادة الكاميليا"، و"النسر الصغير"، وبدأت تحظى بالأدوار الرئيسية مع مرور الوقت.
أسست بعدهها فاطمة رشدي فرقته لمسرحية الخاصة، واستطاعت أن تنافس من تعلم على أيديهم وفي موسم واحد قدمت مع فرقتها 30 مسرحية، وطافت معها عدد من الدول العربية، ومع حل الفرق المسرحية المستقلة والالتزام بوجود فرقة قومية واحدة، فقدت فاطمة رشدي بريقها على خشبة المسرح بعد أن قدمت ما يقرب من 200 مسرحية.
في السينما، قامت فاطمة رشدي بالتمثيل والإخراج وكان أول أفلامها "فاجعة فوق الهرم"، وقامت بعده بإخراج وتأليف فيلم "الزواج" عام 1933، وتوالت أعمالها السينمائية التي وصلت إلى 16 فيلما، وبعد أن عانت في آخر أيامها من المرض والعوز، وبعد محاولات الفنان فريد شوقي أن يوفر لها فرصة العلاج على نفقة الدولة، لم تتمكن من أنتهنأ بها فرحلت في 23 يناير عام 1996.
ماري كويني.. منتجة استقدمت أول معمل ألوان
خالتها هي المنتجة آسيا داغر، والتي انتقلت معها إلى القاهرة بصحبة والدتها وأختها، رغم ولادتها في قرية تنورين في لبنان في 16 نوفمبر عام 1913، كانت مشاركتها في فيلم "غادة الصحراء"، الذي أنتجته خالتها، عام 1929 هو أول ظهور لها على شاشة السينما وهي ما تزال طفلة لم تتعدى الـ 15 عاما، ثم عادت بعدها للسينما مرة أخرى عام 1933 كمونتيرة عملت في مونتاج فيلم "عندما تحب المراة".
عملت ماري كويني مع خالتها والمخرج أحمد جلال، وكونا ثلاثي يعمل على الإنتاج والإخراج وكتابة القصة والسيناريو، حتى استقلت وأحمد جلال عن المنتجة آسيا داغر بتأسيس شركة مستقلة، وكانا قد تزوجا عام 1940، وقدما من خلال الشركة أفلام "ربنا" و"أم السعد" حتى وفاة زوجها عام 1947.
استكملت ماري كويني مشوار الغنتاج السينمائي، وقدمت أفلام "عودة الغائب" و"كانت ملاكا"، و"ابن النيل"، و"المليونير الفقير"، و"فجر يوم جديد"، وكان آخر فيلم تنتجه هو "أرزاق يا دنيا" عام 1982، ودفعها اهتمامها بصناعة السينما إلى شراء واستقدم أول معمل ألوان في الشرق الأوسط لمصر عام 1957، وكانت قد شاركت في التمثيل في أكثر من 22 فيلما، ونالت جائزة الدولة التشجيعية عن فيلمها "حب من نار" عام 1958.
توفيت ماري كويني ي 25 نوفمبر 2003، واستمر ابنها نادر جلال يعمل في مجال الإخراج السينمائي حت وفاته في 2014، وكانت واحدة من رائدات العمل السينمائي المصري.
دولت أبيض.. صاحبة مسرح يحمل اسمها
ولدت دولت أبيض، واحدة من رواد التمثيل المسرحي في مصر، في أسيوط في 29 يناير عام 1892، لأم من أصول روسية وأب يعمل في مترجما في زارة الحربية، بداية تعرفها على المسرح كانت من خلال حفل عائلي صادفها فيه عزيز عيد وعرض عليها أن تعمل في المسرح "المسرح في مصر ينقصه شخصية زي دولت"، وبعد عدة محاولات لإقناعها هربت من المنزل إلى الإسكندرية، حيث التحقت بفرقة عزيز عيد المسرحية.
انتقلت بعدها إلى القاهرة والتحقت بفرقة نجيب الريحاني، ثم مسرح جورج أبيض، الذي قدمت من خلاله أدوارا مسرحية مأخوذة من الروايات العالمية مثل "الملك أوديب" و"الملك لير" و"كليوباترا"، واشتركت مع سيد درويش في أوبريت "شهرزاد" عام 1921، تزوجت جورج أبيض واستمرا معا في تقديم الأعمال المسرحية المميزة والجادة، وأنشأت في منطقة حدائق القبة مسرحا يحمل اسمها عام 1944، وعرضت من خلاله الفرق المسرحية المختلفة، وحولته بعدها إلى دار سينما باسم "هونولو"، ولكنها احترقت مع اندلاع حريق القاهرة عام 1952.
شاركت دولت أبيض في "أولاد الذوات" أول فيلم مصري ناطق عام 1932، وتوالت مشاركتها في الأعمال السينمائية التي تم اختيار اثنين من بينهم ليكونا ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهما "المراهقات"، و"إمبراطورية ميم"، ونالت عن مشوارها وسام الدولة للفنون عام 1960.
رشيدة عبد السلام.. خبيرة المونتاج
امتلكت رشيدة عبد السلام خبرة امتدت لأكثر من 50 عاما صنعت بيديها خلالهم ما يقرب من 160 فيلما، فصارت واحدة من أهم مونتيري السينما المصرية برصيد العمل مع أهم المخرجين المصريين. وكانت رشيدة عبد السلام، مواليد عام 1932، تحب السينما منذ طفولتها وحاولت أن تقوم ببعض الأدوار الصغيرة في عدد من الأعمال السينمائية ولكن بسبب "لثغتها" فضلت أن تكون وراء الشاشة، واختارت المونتاج.
البداية كانت من خلال العمل مع المخرج أحمد بدرخان كمساعدة للمونتير كمال أبو العلا في فيلمي "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء"، ثم صارت مساعدة للمونتير سعيد الشيخ في فيلم "انت حبيبي"، و"ودعت حبك"، وبسبب ظرف طاريء اضطرت المونتير كمال ابو العلا للسفر في أثناء العمل على أحد الأفلام مع المخرج حسن الأمام نالت رشيدة عبد السلام فرصة العمل كمونتيرة لا مساعدة.
تعاونت رشيدة عبد السلام مع عدد من المخرجين مثل حلمي رفلة وحسام الدين مصطفى حسين كمال ومحمد عبد العزيز، وقدمت معهم "عالم عيال عيال"، و"شيء من الخوف" و"أدهم الشرقاوي"، ولكن التعاون مع المخرج يوسق شاهين كان نقلة من نوع آخر في مشوارها الفني، فكان معلما لها ومؤثرا في حياتها وتعاونا معا في مثير من الأفلام التي قام بإخراجها من "الناصر صلاح الدين" و"الأرض"و"الناس والنيل" و"الآخر" و"المهاجر"، وكان آخرها "إسكندرية نيويورك"، ورحلت في هدوء في 6 أكتوبر عام 2008.
عطيات الأبنودي.. سفيرة السينما التسجيلية
واحدة من أهم رواد السينما التسجيلية في مصر، ولدت عطيات عوض محمود خليل في 26 أكتوبر عام 1939 في السنبلاوين ونالت لقبها "عطيات الأبنودي" بعد زواجها من الشاعر عبد الرحمن الأبنودي . البداية كانت مع دراستها في كلية الحقوق، ثم التحت بالعمل في عدد من عروض المسرح القومي كممثلة ومساعد مخرج، وبعد التخرج بدرجة الليسانس، درست في المعهد العالي للسينما وتخرجت منه عام 1972.
"حصان الطين" كان أول الأفلام التسجيلية التي قامت عطيات الأبنودي بصناعتها، وكانت أول فيلم وثائقي تخرجه سيدة مصرية، وتوالى بعدها أعمالها التسجيلية من "أغنية توحة الحزينة"، و"الساندويتش"، و"التقدم إلى العمق"، و"بحار العطش"، والأحلام الممكنة"، وعرضت من خلال أفلامها قضايا المرأة وعبرت عنها بصدق، وتوفيت في 5 أكتوبر عام 2018.
علوية زكي.. أول مخرجة للتلفزيون
علوية زكي واحدة من رائدات الإخراج التلفزيوني في مصر، فكانت أول سيدة تقوم بإخراج المسلسلات التلفزيونية، ولدت في 20 مايو عام 1926، درست في كلية الآداب ثم سافرت للخارج عدد من السنوات، عادت بعدها للعمل في التلفزيون المصري، وتدربت على يد أحد الخبارء وعملت مساعدة لها في إخراج عدد من السهرات التلفزيونية.
كان مسئولو التلفزيون يرون أنه "مكنش فيه ستات بتشتغل في التلفزيون"، ولكن أصرت علوية زكي على أن تستمر في مسيرتها الإخراجية، وعملت على العمل كمساعد مخرج لإبراهيم الصحن ويوسف مرزوق، واول عمل قامت بإخراجه هو السهرة التلفزيونية "المزيف"، وتوالت بعدها أعمالها من السهرات والتمثيليات القصيرة.
وقدمت علوية زكي للتلفزيون أعمالا اتسمت بمسايرة الواقع ومحاولة نقله مثل "شمس خريف" و"ليالي الحصاد" و"نهر الملح" و"النديم" و"القانون لا بعرف عائشة" و"حل يرضي جميع الأطراف". رحلت علوية زكي في 7 أغسطس عام 2019، تاركة ما يقرب من 30 عمل درامي تلفزيوني.
بالتأكيد، وراء الكاميرا توجد الكثيرات الملهمات والرائدات، ولكننا أشرنا إلى الأبرز والأكثر شهرة، غير أن الحاضر ما زال يقدم لنا كثيرات قادرات على التميز والإبداع.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١١ مارس ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا