الحب والهوس.. الفروق بينهما وكيف يفسد علاقتكما
الأكثر مشاهدة
يصبح الأفراد في العلاقات العاطفية غير مريحين أو أن يكونوا أشخاصا سامين Toxic، عندما يحيدون عن المعنى الحقيقي للحب، فحين يفقدون القدرة على التمييز، وينسون أن الطرف الآخر شخص له احتياجاته ويعاملونه كشيء تبدأ المشكلات، وواحدة من أسوأ التجارب العاطفية أو حتى علاقات الصداقة والأمومة، أن يخلط أي من الطرفين بين الحب والهوس.. تتحول العلاقة عندها إلى صراع من أجل الامتلاك وإرضاء شعور داخلي بمحاصرة الطرف الآخر.
علامات الهوس العاطفي
في الوقت الذي يفقد فيه أي من الطرفين البوصلة، وتتحول مشاعره تجاه شريكه إلى رغبة في التأكد من محبته والقلق الدائم على علاقتهما، والخوف الشديد من أن يتركه ويتخلى عنه، يصبح الوضع كارثي ويضغط على كلا الطرفين وينرف حتى يكون هوسا Obsession، وإذا لم يتم تدارك الأمر فقد يكون الفراق هو الحل.
كيف تدرك أن الحب تحول إلى هوس؟ سواء من جانبك أو من الطرف الآخر. يمكنك أن تلاحظ ذلك من خلال مجموعة من العلامات التي تقول إنه لم يعد هناك حب وود، بل احتل الهوس بمشاعره وأفكاره الثقيلة وجنونه المشهد.. فقد تلاحظون:
العطاء من أجل الإرضاء
العلاقات الإنسانية قائمة بالاساس على تبادل الأخذ والعطاء، ولكن عندما يبدأ طرفا في الاستمرار في العطاء تحت أي من الظروف، وكأنه يحاول دوما أن يقدم ما يجعل الطرف الآخر راضيا عنه، فهذا يعني أنه بات يعتبر عطاءه طريقا للحصول على القبول والموافقة، وليس بدافع الحب والاهتمام.
المحاصرة في كل وقت
عندما يبدأ الشخص في محاصرتك، وغمرك بوجوده على الدوام، فهو لا يريد أن يترك لك مساحتك الخاصة، مستمدا شعوره بالأمان والثقة في العلاقة العاطفية من التواجد معكِ وإبقاء عينيه عليكِ طوال الوقت، وإن لم يكن موجودا، فهو يحرص على أن يتعرف على التفاصيل التي تخصك كافة، متى استيقظت؟ ماذا أكلتِ؟ مع من تتحدثين؟
لا يقدم الدعم
الشخص المهووس يخشى من خسارة الطرف الآخر، ولذلك يعتبر أن أي تغير للأفضل من الممكن أن يهدد وجوده، فترقية في العمل أو القدرة على تنفيذ شيء بنفسك هو أمر يتصور أنه يمكن أن يجعلك تستغنين عنه، فتجدينه دوما يرفض استقلاليتك حتى لا تكفين عن الاحتياج له ويضمن وجوده في حياتك دائما باعتباره المنقذ والسبيل الوحيد، ولذلك لا يدعم اختياراتك ونجاحك في عملك، ولكن ليس بشكل واضح، فهو لا يريدك أن تشعري أنه ضدك، ولكنه سيشعرك أن ما قمتِ به ليس كافيا ليجعلك تعتمدين على نفسك.
الرغبة في الحماية
إمعانا في هوسه بكِ، وليس انطلاقا من محبته يبدأ في محاولات حمايتك وكأنك ريشة بين يديه، يرغب دوما أن يبعدك عن أي خطر ويمنعك من أن تستمتعين بأبسط الأمور اعتقادا منه بأنه يحميكِ، ويرفض أن تعتمدين على نفسك، فهو من سيجلب لكِ كل ما تريدين، ويحقق لكِ كل ما تتمنين، يعاملك كطفل صغير أو دمية معرضة للكسر.
وقف كل العلاقات والأنشطة الاجتماعية
هو يكرّس حياته لكِ بالكامل، لا يزور أحد ولا يقوم بأي نشاطات اجتماعية مع أصدقائه أو عائلته، حتى العمل يصبح غير قادر على ان ينخرط فيه أو يؤدي دوره والمطلوب منه كما هو لازم، فهو غارق فيكِ وعنكِ ومهتم بكِ فقط كأنك الشخص الوحيد في العالم.. وهذا ليس صحيا لأي منكما.
أنتِ دوما "صح"
يعتبر الشخص المهووس أن المعارضة أو إبداء رأي مختلف عما تقولينه، قد يجعله يخسركِ وتلك أكبر مخاوفه، ولذلك فما تقوينه وتختارينه سيوافقكِ عليه، اعتقادا منه أن هذا سيبقيكِ في حياته، رغم أن الحب هو أن يعبر الشخص بصدق عن رأيه وعن نفسه وهو يعلم أن ذلك لن يجعله يخسر وانه سيظل مقبول ومحبوب.
التواصل الدائم
لا يعترف الشخص المهووس بالمساحات الشخصية، وبرغبتك في قضاء أوقات مع آخرين، وإن حدث ذلك فهو على اتصال دائم بكِ على مدار ساعات اليوم ودون توقف، يرغب في أن يشعر وكأنه جزء من كل تفاصيل حياتك.
أنتِ محور الكون
بالنسبة له، أنت أهم شيء وجد على الأرض والشيء الوحيد كذلك، فلا أحاديث مع آخرين فقط أنتِ، يجب أن تكونين سعيدة وأن يهلل لكل ما تقومين به، يحفظ تحركاتك ويحيط بكِ من كل جانب، وهذا هو أصعب مراحل الهوس، فحياته أصبحت تعتمد على وجودك، وان يكون هذا التواجد في كنفه.
أسباب الهوس العاطفي
في بعض الأحيان، من الممكن أن يدفعنا الخوف والقلق إلى التصرف بطريقة تخالف ما نعنيه، وتتحول المحبة والعطاء والاهتمام إلى هوس من الفقد، فنبدأ بالتعلق الشديد والمحاصرة والرغبة في التأكد كل دقيقة من أننا نحظى بالحب والاهتمام الكافي.. وقد يحدث هذا الهوس نتيجة بعض الأمور:
- من الممكن أن يعود الأمر إلى المرور بتجارب عاطفية غير صحية، أو التعرض للإهمال في مرحلة الطفولة، فيأتي الهوس من الرغبة في تكوين روابط آمنة يتأكدون أنها لن تتخلى عنهم.
- محاولة ملء فراغ كان الشخص يعاني منه لسنوات، ورأي في محبة شخص آخر سبيل للشعور بالأمان والحب، فصار التعلق مرضي.
- عندما يعاني الشخص من انعدام الثقة في النفس، وعدم التأكد من أهليته وأحقيته بالحصول على الحب من أي طرف، وعندما يحدث ذللك ينتابه الخوف من أن يفقد هذه المشاعر التي يعتبرها أكثر مما يستحق.
وبالتأكيد، قد يعود للأمر أسباب أخرى متعلقة بالتربية والطفولة، أو وجود خلل واضطراب نفسي أدى إلى عدم القدرة على التفرقة بين الحب والهوس.
كيف تتخلص من الهوس
بببساطة، يجب أن تتحدثا، صرحي بما تشعرين به، على كل طرف أن يشير إلى الافعال التي يعتقد أنها ليست طبيعية ولا تعبر عن الحب الحقيقي القائم على الود والتفاهم، وكذلك مراعاة مساحات ومشاعر وتغيرات الطرف الآخر، وأن يسعد له دون ان يربط هذه السعادة بضرورة تواجده، وان يحترم اختياراته ورغباته، ويشجعه ويدعم نجاحاته كذلك.
في الغالب، لا يدرك الأشخاص أنهم يعانون من الهوس العاطفي وأنهم متعلقين بالطرف الآخر بصورة مرضية وغير طبيعية، ولذلك يمكن البدء بالحديث معهم والإشارة إلى الأمور التي تبدو غير مريحة ومحاولة التعامل مع الأمر بهدوء والتخلي عن بعض العادات مع بث الطمانينة في نفوسهم، حتى يعود الأمر لطبيعته وتكون علاقتكم صحية.
في بعض الحالات، قد يحتاج الأمر تدخل متخصصين يساعدون الأشخاص المهووسين باكتشاف حقيقة الامر، ومحاولة إيجاد طريقة للتخلص من هذه المشاعر السامة، والعودة بالعلاقة العاطفية إلى مرحلة جيدة من التزان والاستقرار والهدوء.
الكاتب
احكي
السبت ١٧ أبريل ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا