4 ملكات و12 أميرة يتصدرن موكب نقل المومياوات
الأكثر مشاهدة
"وقف الخلق جميعا ينظرون
كيف أبني قواعد المجد
وحدي"
فعلتها مصر القديمة بحضارتها، وأعادتها مصر الحديثة مرة ثانية، تتحدث عن نفسها بكبرياء وعِلاء، تعرف ما قدمته للبشرية وما يحمله تراب هذا البلد من "تبر"، وكيف يطأطيء الشرق الرأس إن كتب القدر لها الممات، لتصل الرسالة من بناة الاهرامات وأحفادهم إلى العالم أجمع "مصر هنا بشعبها وحضارتها، تعيد عليكم كتابة التاريخ، وتجعل الجميع يصطفون أمامها تلقنهم دروس الحرية والحب والإخلاص".
شهد الثالث من أبريل 2021 الحدث الذي تجهزت من أجله مصر على مدار العامين تقريبا، لتسير 22 مومياء ملكية داخل تابوت في عربة مخصصة لها تحمل اسم الملك أو الملكة، لحملها في رحلة من المتحف المصري بميدان التحرير في قلب القاهرة إلى منطقة الفسطاط حيث متحف الحضارة المصرية، مرورا بالدوران حول المسلة في ميدان التحرير، ثم ميدان سيمون بوليفار لكورنيش النيل، وصولا إلى سور مجرى العيون.
كان من الممكن أن يكون الحدث عاديا، مجرد عملية نقل لمومياوات قد لا يسمع بها أحد، ولكن استحق ملوك الحضارة المصرية القديمة من الأسرة السابعة عشر إلى الأسرة العشرين، أن يقف العالم تبجيلا وتكريما لما قدموه للإنسانية الجمعاء، وألا يكون نقلهم حادث عابر يمر مرور الكرام، فمن خلال بث حي وقنوات تلفزيون مصية أرضية وفضائية، صُدم العالم كيف فعلتها مصر مجددا بعثت العظمة إلى الحياة مرة أخرى؟
خرجت مصر في أبهى صورة، وصنع ذلك المصريون أنفسهم، من تجهيزات على مدار أشهر للعارضات والعارضين وإنتاج الموسيقى والغناء وتصميم الاستعراضات والأزياء والحي والإكسسوارات ومسار الرحلة والإخراج وغيرها كثير من التفاصيل، المئات عكفوا على أن يقدموا للعالم هدية عام جديد "متأخرة" ولكنها مستحقة، تحكي عن ولادة الأمل من رحم الفقد والمعاناة.
ومن بين المئات، خطفت العيون نماذج بعينها لحضورها الملفت والطاغي، وكذلك لصدقها وتفانيها، شاهدنا عازفات الهارب والطبول والدف، وعازفي الناي والربابة، وعازفو الكمان والساكسفون والكورال وأمامهم المايسترو خالد عباسي يلهمهم بإحساس صادق بالفخر والأمانة، كما رأينا أنفسنا نلوح لأجدادنا القدماء في موكبهم، نتبعهم بالسلامات ونعزمهم عليهم نرحب بهم بالزغاريد.
نركز معكم على أكثر ما لفت الانظار في موكب نقل المومياوات، أو ما نحب أن نجعلكم تلتفون إليه، فبجانب رجال قدموا عروضا رائعة، وقفت سيدات وفتيات تضاهيهن، نركز مغكم على الملكات ومعهن أميرات العرض.. تعرفوا عليهن.
ملكات موكب المومياوات
ضم الموكب 18 مومياء للملوك رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث، وأحمس، وتحتمس الأول، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول، وأمنحتب الأول، وسقنن رع، وتحوتمس الثاني، وتحوتمس الرابع، وسيتي الثاني، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وأمنحتب الثاني، وأمنحتب الثالث، ومرنبتاح،.. أما الملكات فكن أرع، هن:
الملكة أحمس نفرتاري
هي زوجة الملك أحمس الأول، وتعد عميدة الأسرة الثامنة عشرة، ويقال إنها اول امرأة تتولى قيادة فرقة عسكرية في التاريخ، في أثناء محاربة الملك أحمس للهكسوس، أنجبت 7 أبناء، 3 أولاد وأربع بنات، وبعد وفاة أحمس كانت الوصية لابنها أمنحتب الأول، ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك.
الملكة تيي (تي)
الملكة تيي أو تيا أو تي هي الزوجة الملكية العظمى للملك أمنحتب الثالث، وابنها هو الملك أمنحتب الرابع (أخناتون)، وتحمل المومياء الخاصة بها لقب "السيدة العظيمة"، وكان والدها اسمه يويا يعمل كاهن في أخميم في صعيد مصر، وكن يشرف على الثيران المقدسة وقائد للعجلات الحربية، وكانت الملكة تيي مستشارة زوجها وكانت أول ملكة مصرية يتم تسجيل اسمها في الأعمال الرسمية.
الملكة حتشبسوت
من ضمن ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، وكانت وصية على الابن تحتمس الثالث، غير أنها ملكة وابنة للإله آمون اسمها غنمت آمون حتشبسوت، وكانت الوريثة الشرعية للمُلك بعد وفاة الأب ولكنها صارت تشارك زوجها وأخيها تحتمس الثاني الملك، ومن بعده كانت الوصية على الابن تحتمس الثالث، وواجهتها كثير من الصعاب والصراعات، ولكنها كانت تمتلك القوة والحكمة للتعامل معها، وشهد عصرها انتعاش للتجارة وتحقيق للسلام والرفاهية، ولها معبدها الشهير في الدير البحري بالأقصر، ولكن احتمدت الصراعات على الحكم بينها وبين تحتمس الثالث، الذي محى آثارها.
الأميرة ميريت آمون
ابنة الملك رمسيس الثاني، الذي تزوجها بعد وفاة والدتها الملكة نفرتاري، وحملت لقب الزوجة الملكية، واسمها يعني "حبيبة آمون"، وكانت كاهنة للربة حتحور، لها تمثال يعتبر من أجمل ما جسد المصري القديم.
العازفات والغناء
ضمن أوركسترا القاهرة السيمفوني، رأينا العازفين يجاورهم عازفات متحمسات، بنغومة وقوة يمنحن الآلانت أصواتا شجية وحنونة، ومن بينهن لفت انتباهنا كثيرات، نستعرض لكم منهن:
رضوى البحيري- آلة التمباني
بقوة وفخر انتصفت قاعة العزف، أمامها الطبول أو التمباني تضرب عليها العصا متتبعة إرشادات المايسترو خالد عناني، فاستطاعت رضوى البحيري عازفة آلة التمباني أن تسحر ملايين " كنا فخورين بالحدث نفسه، فلازم نعزف بكل جوارحنا معاه"، فالمتعارف عليه أن آلة التمباني يعزف عليها رجال في أغلب فرق الأوركسترا العالمية، ولكنها استطاعت أن تقود العصا بثبات وقوة وشغف.
رضوى البحيري تعزف بأوركسترا أوبرا القاهرة على آلة التمباني منذ 37 عاما، تخرجت من معهد الكونسرفتوار، كانت البداية من عزف الكمان ولكنها اختارت التمباني بعدها، وهي الآلة الموجودة بالأساس في الأوركسترا الغربي.
أميرة سليم- سوبرانو
بأداء فاق الخيال، تسارعت وراءه نبضات القلوب واقشعرت له الأبدان، وقفت السوبرانو أميرة سليم ترتل أنشودة المهابة لإيزيس المدونة على معبد دير الشلويط في الأقصر، وبلغة المصريين القدماء الهيروغليفية غنت ما معناه "يا أيها البشر والآلهة الذين في الجبل إنها السيدة الوحيدة، مهابة إيست فإنها التي تلد النهار، مهابة إيست فإنها سيدة الغرب والأرضين معا، مهابة إيست فإنها عين رع، عظيمة القدر في الأقاليم، مهابة إيست (إيزيس) فإنها التي تهب الكثير لملك مصر العليا والسفلى".
أميرة سليم مغنية سوبرانو من مواليد الأول من يناير عام 1976، تخرجت في معهد الكونسرفتوار بالقاهرة، وأكملت دراستها في فرنسا، واشتهرت بتقديم كثير من الحفلات على مسارح باريس وتمكنت من أداء أدوار البطولة في عدد من نسخ الأوبرا العالمية منها: حلاق إسبيلية، وشبح الأوبرا، وأنس الوجود، وأجراس الليل. والدها الفنان التشكيلي احمد فؤاد سليم ووالدتها عازفة البيانو المصرية مارسيل.
أدت أميرة سليم معزوفة كتاب الموتى، من مواليد الأول من يناير 1976، والدها الفنان التشكيلي أحمد فؤاد سليم، والدتها عازفة البيانو المصرية العالمية مارسيل، تخرجت من كونسرفتوار القاهرة، ودرست في فرنساوقدمت في باريس عدد من الحفلات في الأوبرا العالمية مثل حلاق إشبيلية شبح الأوبرا وانس الوجود وأجراس الليل
سلمى سرور- السوليست كمان
عزف منفرد لفتاة عمرها 18 عاما على الكمان، خلد اسمها في التاريخ، سلمى سرور الطالبة بالسنة الأولى بأكاديمية الفنون استطاعت أن تقدم أداءا منفردا مميزا ابهر الحضور، رغم صغر عمرها، ولكن يبدو أن هواية العزف رافقتها منذ سنوات طفولتها الأولى، فدرست الكمان الفيولينة منذ كانت في الخامسة من عمرها على يد البروفيسور ماربس يونسخان، وقدمها المايسترو أحمد الصعيدي بالمشارة في مسابقة cairo music عام 2010 وحصلت على المركز الأول، التحقت بالمعهد العالي للكونسرفتوار وشاركت في عدد من الحفلات في الأوبرا والمركز الثقافي الروسي والجامعة الأمريكية، مثلت مصر في المسابقة الدولية لصغار الموسيقين في موسكو عام 2013، وأول مرة تظهر كسوليست كانت مع أوركسترا القاهرة السيمفوني عام 2015.
ريهام عبد الحكيم- مطربة
"مصر لم تنم" فور أن سمعناها تصدح بها على مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية، أصابت أجسادنا قشعريرة شجن ومحبة، فصوتها الآخاذ الحنون الذي اعتدنا سماعه في حفلات الأوبرا ومهرجان الموسيقى العربية، رافقنا في حفل موكب المومياوات، صوت مصري أصيل نحبه ونألفه وهو صوت ريهام عبد الحكيم، التي عرفناها تغني أغاني أم كلثوم.
التحقت ريهام عبد الحكيم بفرقة المايسترو سليم سحاب، كونها تملك موهبة لا يمكن إخفاؤها، أنهت دراستها للغة الإنجليزية بكلية الآداب، ثم عملت على تطوير موهبتها كمطربة، واشتركت في فرق دار الأوبرا وحفلات على المسرح الصغير والمسرح الكبير، وقدمت ألبومات "كلثوميات" و"أحلى هدية".
نسمة محجوب- مطربة
قدمت نسمة محجوب ألبومات مختلفة، وغنت بالعربية والإنجليزية وشاركت في النسخة العربية من فيلم Frozen، لكن ظهورها على مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية تغني "وفي يوم طلعت شمس من الشرق"، كانت واحد من أصعب اللحظات التي مرت عليها.
نسمة محجوب من مواليد 26 سبتمبر 1989، تخرجت في المدرسة الألمانية، واشتركت في برنامج المسابقات ستار أكاديمي في نسخته الثامنة وفازت بالمركز الأول.
المذيعات
كان لحضور الإعلاميات ناقلات الحدث إطلالة رائعة أضافت للمشهد الحضاري ولنقل الموكب، فهن:
جاسمين طه
استقبلت المذيعة جاسمين طه صاحبة التاريخ والثقافة والواسعة المشاهدين لموكب نقل المومياوات بثلاث لغات، لتنقل لهم وقائع حدث تاريخي بلباقة وسحر وفستان أبيض نطعم بالرسم الفرعوني الذهبي، وتعتبر جاسمين واحدة من الإعلاميات المصريات التي تمتلك حضور مميز ومهني وقادر على خطف الانظار بهدوء ونعومة.
والدها هو العميد طه زكي، وزير الصناعة والثروة المعدنية الأسبق، ووالدتها الإعلامية الراحلة سهير الإتربي، درست جاسمين طه الاقتصاد والعلوم السياسية وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية، ولكنها دخلت إلى اللفزيون المصري للعم كمراسلة، ثم صارت واحدة من أهم مقدمي البرامج مثل برنامج السفيرة عزيزة على قناة DMC، وتمكنت من تقديم عدد من المؤتمرات والمهرجانات الدولية، مثل مؤتمر تدشين العام الثقافي المصري، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الموسيقى العربية.
ناردين فرج
قدمت الإعلامية ناردين فرج حفل موكب المومياوات داخل مسرح متحف الحضارة المصرية، بظهور لافت ومهم ضمن حضور نسائي طاغي على الحدث الكبير، ونادرين هي إعلامية ولدت في 3 سبتمبر عام 1982، درست إدارة الأعمال وبدأت مشوارها ببرنامج صباحي تقدمه على إذاعة نجوم إف إم، وانتقلت للعمل في قناة أو تي في كمقدمة برامج تلفزيونية، وعملت على تقديم برامج المواهب، كما كان لها ظهور كممثلة في مسلسلات مصرية مثل "الحسب يجمع" و"فوق الشبهات".
آية الغرياني
ومن قلب المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث تم نقل المومياوات، حدثتنا آية الغرياني، مرتدية زيا ذهبيا على النمط المصري القديم، عن قدرة المصري منذ قديم الأزل على إبهار العالم وتشييد الحضارة بصبر وإيمان، وبلغات ثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، استطاعت أن تلفت الأنظار لها ولمشوارها الإعلامي.
درست آية الغرياني اللغات التطبيقية في الجامعة الفرنسية، كما التحقت بالسربون في فرنسا لمدة عام كامل، أول عمل لها في الصحافة والإعلام كان عن طريق تقديم نشرة المصري اليوم على فناة القاهرة والناس الفضائية، قم كمقدمة نشرة في قناة DMC، ثم قدمت برنامج "8 الصبح"، وتقدم حاليا برنامج "لايت شو" على قناة الحياة.
كما ضم الحدث حضور مميز للفنانات يسرا وهند صبري ومنى زكي ونيللي كريم.
الكاتب
احكي
الإثنين ٠٥ أبريل ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا