الاكتئاب الموسمي أهم أعراضه وأفضل الطرق للتعامل معه
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
في بعض الأوقات، بنتاب كثيرون منّا مشاعر مختلطة من الحزن والشجن مع حول فصول معينة مثل الشتاء، ونعتبرها علامة على الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ولكن ما لا ندركه أن الاكتئاب المتعلق بمواسم معينة على مدار العام يبدأ مع اقترابها ونتخلص منه بانتهائها، لا يقتصر على الشعور بضيق وحزن ولكنه قد يتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، ويحتاج إلى ضرورة المراجعة مع مختص أو اللجوء إلى طريقة تجعل مرور الموسم أكثر هدوءا
قبل أن نتطرق إلى التحدث بالتفصيل عن الاكتئاب الموسمي، من المهم التعرف على الاكتئاب بشكل موجز، خاصة كونه واحد من الاضطرابات النفسية الشائعة على مستوى العالم، وتتنوع شدته من الخفيف إلى المتوسط ثم الحاد، ويؤثر على الحالة المزاجية بشكل فج، فقد يفقد المصاب به مشاعره تجاه الأشياء والأشخاص، ويصبح في حالة من عدم الاهتمام وتنسحب منه القدرة على الاستمتاع بأبسط الاشياء، كما يواجه اضطرابات في النوم، إما بالنوم لساعات طويلة أو الأرق المزمن، وكذلك اضطرابات الاكل التي قد تجعله يفقد الرغبة في تناول الطعام، أو يلتهم كل ما هو أمامه بشراهة.
يعتبر الاكتئاب اضطراب نفسي يحتاج إلى استجابة دولية شاملة، كونه يؤثر على أكثر من 300 مليون شخص في العالم، ومع إهماله قد تتطور أعراضه للدرحة التي تصل للمعاناة مع أعراض القلق وتعميق الشعور بالذنب وقلة تقدير الذات، وفقدان التركيز في أبسط المهام، وعدم القدرة على أداء أي نشاط اجتماعي، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الرغبة في الانتحار، مما يعني ضرورة متابعة حالتنا النفسية ومن حولنا، ونبحث عن الحل المناسب للتعامل معه.
ما هو الاكتئاب الموسمي
يُعرف علميا باسم الاضطراب العاطفي الموسمي Seasonal Affective Disorder (SAD)، وهو الإصابة بالاكتئاب نتيجة التغير في المواسم، من الخريف للشتاء أو من الربيع للصيف، النسبة الأكبر من المصابين به يحدث لهم مع حلول فصل الشتاء ولذلك يسمونه أحيانا "كآبة الشتاء" المرتبطة بغياب ضوء الشمس لفترات أطول من اليوم وانخفاض درجات الحراراة والشعور بالبرد، أو مع اقتراب الصيف فيسمى "الكساد الصيفي" ولكن الاكتئاب الموسمي يتخطى الشعور بالكآبة.
من الممكن أن يؤثر الاكتئاب الموسمي على الأداء اليومي للأشخاص، فتصبح الأيام ثقيلة وصعب التعامل مع أبسط الأنشطة الاجتماعية، حتى وإن كان الاستيقاظ من النوم، وتنتاب التغيرات المزاجية العنيفة المصاب بهذا النوع من الاكتئاب، بالشكل الذي يُعيق ممارسة الحياة اليومية ويؤثر على التركيز.
أعراض الاكتئاب الموسمي
تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي، ويمكن أن تأتيهن الأعراض دون أن يكونوا على علم بأنها تشير إلى إصابتهن بالاكتئاب، ولذلك يجب ملاحظة ظهور أي من هذه الأعراض:
- تقلبات مزاجية شديدة، والشعور بانخفاض المزاج بصورة مستمرة.
- فقدان القدرة على الاستماع، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية.
- سيطرة مشاعر الذنب والنعدام القيمة عليك.
- اضطرابات القلق.
- ضعف الطاقة بصورة شديدة، والشعور بالخمول والإرهاق دون مبرر.
- حدوث اضطرابات في النوم، سواء بتناول كميات كبيرة وشرهة من الوجبات، أو فقدان الشهية تماما.
- عدم القدرة على النوم بطريقة صحية، فإما الرغبة في النوم لساعات طويلة، أو الإصابة بالارق.
- الرغبة في الانعزال.
- فقدان القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.
- الأفكار والميول الانتحارية.
أسباب الاكتئاب الموسمي
المصابون بالاكتئاب الموسمي غالبا كما تكون إصابتهم ناتجة عن سبب غير معلوم، وقد لا يكون هناك سبب حقيقي بالفعل، فقد يكون الأمر متعلق بقلة التعرض لضوء الشمس في فصل الشتاء، والذي يؤثر على إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسئول عن الشعور بالنعاس، ويسبب خلل فيه، كما يتأثر هرمون السيروتونين فينخفض بالشكل الذي يفقدك القدرة على الشعور بالسعادة، غير أن الساعة البيولوجية للجسم عندما تتغير بتغير طبيعة اليوم نتيجة التأثر من حلول فصل الشتاء أو الصيف، تجعل البعض يصابون بالاكتئاب الموسمي.
وهناك عوامل من الممكن ان تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، مثل:
- وجود تاريخ عائلي مرضي متعلق باضطراب القلق الاجتماعي أو اضطرابات نفسية أخرى متعلقة بالاكتئاب.
- العيش في المناطق التي يحمل طقسها طبيعة شديدة البرودة، تحجب رؤية ضوء الشمس لوقت طويل.
- الإصابة بالاكتئاب الشديد من قبل أو الاضطراب ثنائي القطب، يجعل الأشخاص أكثر عرضة للاكتئاب الموسمي.
علاج الاكتئاب الموسمي
على المصابين بهذه الأعراض ألا ستسلموا لها، على اعتبار أنها مرتبطة بوقت معين وستنتهي، فالأمر قد ستطور مع مرور الوقت إذا تم تجاهله وتصبح الأعراض اكثر شدة بالشكل الذي يؤثر على ممارسة الحياة اليومية، يجعل البعض يميلون إلى الانتحار.. لذا من المهم متابعة حالتك النفسية، والتعرف على طريقة العلاج المناسبة، والتي قد تكون:
العلاج بالضوء
تناسب هذه الطريقة من العلاج الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي الشتوي، كونهم يتعرضون له نتيجة عدم تعرض أجسادهم لضوء الشمس بنسبة كافية، خاصة مع عيشهم في المناطق الباردة، ويتم اللجوء إلى التعرض للضوء لمدة معينة، فيجلسون أمام مصدر للضوء يتم تصفيته من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، لمدة 20 دقيقة أو أكثر يوميا، وأن يحدث ذلك في فترة الصباح، ومن المفترض الاستمرار لمدة اسبوعين، حتى الشعور بنتيجة إيجابية.
العلاج المعرفي السلوكي
وهو اللجوء إلى متخصص في الاضطرابات النفسية، يمتلك القدرة على أن يمدك بالمعلومات والطرق العلاجية التي تتعامل بها مع المزاج السيء والأفكار غير المرغوب بها، عن طريق التحدث والتوجيه.
العلاج بالأدوية
من الممكن أن يلجأ الطبيب المعالج المختص أنلى توصيف الأدوية التي تعمل على تثبيط هرمون السيروتونين، غلى جانب العلاج المعرفي السلوكي.
من المهم الانتباه أن أي من التشخيص أو تحديد طريقة العلاج يعتمدان على استشارة الطبيب، فهو أمر لا يمكنك أن تحدده بنفسك دون مختص، كما ان اكتشاف الغصابة الاكتئاب الموسمي يمكنه ان يعتمد على مراقبة لنفسك وأدائك على مدار العام، وملاحظة التغيرات المزاجية.
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ١٦ أبريل ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا