سهر الدماطي خبرة مصرفية واقتصادية ممتدة منذ 30 عاما
الأكثر مشاهدة
"دايما من صغري، بحط هدف وأجري وراه وأحققه" فالخبيرة المصرفية سهر الدماطي تعلم أن النجاح لا تحققه الصدفة والأمنيات، وإنما هو عمل واجتهاد وقدرة على دفع الثمن، ففور أن ترسم الطريق لتصل لما تريد، فاعلم أنك مستعد لمواجهة التحديات وتحمل القدر الكافي من الشغف الذي يجعلك تتحمل الضغط والفشل وأوقات الإحباط، وقادر على لملمة شتات نفسك لجولة جديدة.
السيرة الذاتية لسهر الدماطي
قبل أن نسرد سيرتها الذاتية العملية، تحكي سهر الدماطي كيف كانت طفولتها، التي قضت أغلب سنواتها مع جدتها لظروف عمل والدها ووالدتها خارج البلاد، فهي صارمة لكل نشاط موعد "كنت أصحى من الساعة 5، وأروح النادي ألعب خيل وسباحة، وبعدها المدرسة، وأرجع اعمل الواجب في وقت محدد، وكل الخروجات ليها مواعيد، والكلام له طريقة معينة وبروتوكول"، فاعتادت أن تصبح حياتها منظمة وأن تمتلك خطة لكل ما تنوي القيام به، ويبدو أنه كان سر النجاح، فما كانت تتذمر منه في طفولتها، صار المفتاح الذي تملكه للتعمل مع حياتها المهنية والشخصية أيضا.
تمتلك سهر الدماطي خبرة لأكثر من 30 عاما، تعلم منذ بدايتها أن الاقتصاد هو المجال الذي تريد العمل به "كان حلمي أدرس الاقتصاد في الجامعة الامريكية وأحد الماجيتسير من هارفارد وأشتغل في البنك الدولي"، لم تتغير خطتها لتحقيق هذا الحلم كثيرا، فالتحدي الأول كان وقت دراستها بالمدارس الفرنسية، فتوجب عليها تعلم الإنجليزية وإتقانها لتتمكن من الالتحاق بالجامعة الأمريكية.
عكفت الدماطي إلى جانب دراستها أن تتقن الإنجلزية حتى تجتاز امتحانات القبول بالجامعة الأمريكية، وبالفعل، استطاعت أن تلتحق لدراسة الاقتصاد بها، ومع تفوقها الدراسي كانت تأتيها عروض العمل في البنوك خلال سنوات الدارسة "وقتها اتفتح لي طريق أنه ممكن أشتغل في العمل المصرفي والبنوك"، ولكنها استمرت نحو تحقيق هدفها.
نالت بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأمريكية، ثم حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال، وقررت أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووقتها واجهت التحدي الثاني "والدتي اعترضت بشدةن لكن والدي وافق وكان عنده شرط أرجع وقت ما يطلب مني" وتم الاتفاق على ذلك، وكان وجود أقارب لها في أمريكا مصدر أمان لوالدها.
في الولايات المتحدة الأمريكيةن عملت سهر الدماطي لفترة قليلة في صندوق النقد الدولي، وكانت تعمل في قسم الضرائب، ولكنها لم تنس أن حلمها الأساسي هو العمل في البنك الدولي، وفور أن توفرت فرصة للعمل بها تقدمت وحصلت على الوظيفة، وكانت في البداية تعمل في قسم الخزانة، وانتقلت بعدها للعمل مع نائب رئيس البنك في وضع التوقعات المستقبلية لأوجه إنفاق ميزانية البنك من خلال دراسات تفصيلة موسعة.
لمدة 8 سنوات، هي فترة بقائها وعملها في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت سهر الدماطي تنتقل من نجاح إلى آخر، واستطاعت أن تحقق نجاحا أكسبها شهر كبيرة في القطاع المصرفي والاقتصادي "اتعملت حاجات كتير من البنك الدولي.. وكنت مهتمة دايما بقدرته على تحليل الوضع المالي للدول وابتكار الحلول "، وكانت خبرتها الواسعة هي بزابتها للعمل في البنك التجاري الدولي في مصر.
مع عودتها للمصر، كانت كل الجهات المصرفية تسعى لأن تضمها، ومع عملها في البنك التجاري الدولي ودراستها لتدريب يوضح تمويل التمويل الائتماني للشركات الكبري، استمرت مسيرتها العمليه مع البنوك حتى الفترة منتصف التسعبينات، حين تعاونت الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري.
وتم ترشيحها من قبل البنك الدولي للعمل في رئاسة الوزراء المصرية، حين كانت الدولة تعمل على بدء نواة الاهتمام بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما صار بعد ذلك الصندوق الاجتماعي للتنمية، وكانت تلك تعتبر نقلة مختلفة من التمويل الدولي للشركات الكبرى ثم المشروعات الصغيرة، فدرست هذا القطاع التمويلي الجديد في جامعة هارفارد- التي كانت حلم الطفولة- وعملت في ولاية واشنطن في منظمة SPA تابعة للرئيس الأمريكي مباشرة وهي متخصصة في تمويل المشروعات الصغيرة، وعادت بهذه الخبرة "كنا في الأول 3 أشخاص"، وعملت على وضع السياسات الأولى والخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
وعلى مدار مسيرتها المهنية، تولت سهر الدماطي عدد من المناصب بالشركات المختلفة والبنوك، فعملت على تولي رئاسة إدارة المخاطر بالبنك العربي الأفريقي، كماتولت منصب الرئيس التنفيذي لمخاطر وعضو مجلس إدارة بنك HSBC، وعملت في بنك الإمارت دبي الوطني متولية منصب نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمخاطر وعضو مجلس الإدارة.
وتولت سهر الدماطي عضوية مجلس إدارة عدد من الشركات والبنوك منها: شركة شويبس للمشروبات الغازية، والكاتيل لوسنت، والشركة المصرية للإعلام الائتماني، ومركز الإعلام العربي، وبنك مصر لبنان، وشركة رمسيس إدارة المشروعات الزراعية، والشركة الدولية للتأجير التمويلي.
استقالة سهر الدماطي
مع نهاية مشوارها المهني، كانت أكثر ما تتمنى أن تحققه سهر الدماطي أن تعمل في ما يمكن أن يقدم خدمة لمصر، ولذلك مع الاستعانة بها لتولي منصب نائب رئيس بنك مصر في الفترة من 2017 إلى 2018، اهتمت أن تعمل من خلال منصبها الجديد أن تثرى القطاع المصرفي بخبرتها وتحاول أن تقدم حلولا لتحديات مختلفة يواجهها الاقتصاد المصري، ورغم أن المدة التي بقيت خلالها في منصبها لم تدم طويلا، استطاعت أن تعطي خلالها خبرتها الكاملة.
انتقلت بعدها للعمل في شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وتولت في سبتمبر 2019 منصب العضو المنتدب للشئون المالية، وكان عملها يركز على إعادة هيكلة القوائم المالية للشركة، وذلك لتحقيق تطوير يشمل الشركات العقارية كلها، وكانت قد شاركت في مؤتمرات الشركة حول مشروعاتها العقارية، ولكنها فضلت ألا تستمر في العمل وتقدمت باستقالتها في نوفمبر 2020.
تتفرغ سهر الدماطي الآن للتدريس، فتقوم بنقل خبراتها المصرفية والاقتصادية التي كونتها باجتهاد وحب لما تتعلمه وتعمله على مدى أكثر من 30 عاما، وتعمل بتدريس الائتمان بالبنوك فيمحاضرات لطلبة الجامعة الأمريكية وكذلك المعهد المصرفي المصرين وتظل واحدة من سيدات مصر القادرات على أن يصنعن النجاح بهدوء ودون جلبة، فقط عمل واجتهاد وصبر.
تم اختيار سهر الدماطي لتكون من بين قائمة فوربس لأقوى 25 سيدة أعمال مصرية في عام 2017، وتم تصنيفها في المرتبة 23 في قائمة فوربس للسيدات الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط لعام 2018.
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ١٤ مايو ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا