دينا زيتون تدعم النساء وتعبر عن قضاياهن بالرسم
الأكثر مشاهدة
هي من هؤلاء الذين منحهم الله القدرة على التعبير بالرسم، وجعلهم متمكنون من تلخيص سطور طويلة في خطوط وألوان ببراعة، وبالجهد المستمر والعمل الجاد استطاعت تطويع موهبتها لخدمة قضايا النساء كواحدة منهن لديها الكثير من الاحباطات والآمال، هي دينا زيتون، فنانة مصرية وطبيبة أسنان سابقة، أنشئت حساب على موقع انستجرام تحت اسم Artopathic ليصبح منصة وصوت داعم ومؤثر في حياة النساء ومن أجلهن، وكل ذلك عن طريق رسومها المميزة.
دينا زيتون و Artopathic
أحبت دينا زيتون الرسم منذ الطفولة وشاركت في المسابقات المدرسية وحصدت الجوائز باستمرار، لكنها لم تتمكن من دراسته في الجامعة لأنها كانت طالبة متفوقة وفي عرف الأسر المصرية إذا حضرت كليات القمة غابت التفضيلات والهوايات، فكان هناك إجماع على دخولها المجال الطبي، فالتحقت بكلية طب الأسنان، تقول: "وقتها انقطعت عن الرسم تمامًا علشان ماحسش بألم."، وبعد تخرجها عملت كطبيبة أسنان لفترة، ثم تركت العيادة واتجهت لمجال المستلزمات الطبية، ودائمًا كان هناك جزء أصيل منها مفقود ومفتقد، "ماكنتش حاسة إن دي الحاجة اللي عايزة أعملها، وحتى لو حققت أكبر نجاح فيها ماكنش مُرضي بالنسبالي.. كنت حقيقي حاسة بالتعاسة."
وبعد انقطاع طويل وسنوات غياب عديدة، قام زوج دينا بإحضار بعض أدوات الرسم والألوان إليها كهدية ليرى موهبتها الفنية التي لم يتعرف عليها من قبل، فكانت الضربات الأولى بالفرشاة –وإن قلت- بمثابة عودة الشغف إلى الطبيبة الشابة، "كانت عودة بطيئة نوعًا ما وخدت وقت كبير بس كانت مهمة."
وقتها عرفت دينا حق المعرفة أن هذا هو ما تريده فعله في حياتها، فاختارت الرسم على طب الأسنان، وخصوصًا الفن الرقمي أو Digital art، والذي يعتمد على الأدوات التكنولوجية في الرسم، وقد رغبت في تعلمه حتى يكون لديها أدوات التعبير المناسبة وتتمكن منها، "صاحبتي قالتلي على دبلومة في إسكندرية 3 شهور، فحجزت وروحت."، تركت دولة الكويت التي تعيش بها، وعادت إلى الإسكندرية للدراسة، وقد حظت بدعم زوجها ومباركته لرحلتها الجديدة، وبعد إتمام الدبلومة بدأت في التعلم الذاتي والممارسة العملية، وأحبت فن الـ Illustrationبالتحديد.
"الرسم رجعلي روحي، بقيت برسم كل يوم وبقى ده زي العلاج الروحي والنفسي، واليوم اللي مش برسم فيه بحس كأن في حاجة غلط." تعبر دينا زيتون عن شعورها بعد التعمق في دراسة الرسم وممارسته بشكل منتظم، وقد دفعها ذلك إلى تأسيس حساب على موقع انستجرام لمشاركة رسومها مع الآخرين، وقد ركزت على بعض المفاهيم المرتبطة بالتعافي والاعتناء بالذات جسديًا ونفسيًا، لكنها لم تكن تولي النشر الاهتمام الكافي والاستمرارية اللازمة، ومع تفجر قضايا التحرش على مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، وجدت دينا بداخلها الكثير من الأفكار والمشاعر فأخرجتها في شكل أعمال فنية ونشرتها على حسابها Artopathic، "لقيت إن جوايا حاجة عايزة أقولها ورسالة أحب أشاركها مع الناس ووقتها كان كل اللي بيتابعوني 170 شخص."
استمرت دينا في نشر أعمالها تباعًا، وقد لاقت إنتاجاتها التي تناقش الذكورة السامة والرجولة الهشة ولوم الضحية انتشارًا واسعًا، وبدأت رسومها تجد صدى لدى الكثيرين، وأصبحت أعمالها تُستخدم للتوعية والدعم فيما يخص قضايا المرأة، وللمفارقة تحكي دينا: "لما عملت إيه الرجولة الهشة والذكورة السامة نشرتهم على الأكونت الشخصي عندي ومجابوش ولا لايك (إعجاب)، فقررت أنقلهم للأكونت التاني ورد فعل الناس كان كبير."
منذ صغرها كانت تحمل في عقلها الكثير من التساؤلات التي تخص المعاملة مع النساء والفتيات وعلاقة المجتمع بهن، "قبل حتى ما أعرف يعني إيه نسوية"، ومع النضج والوقت والمعرفة أصبحت تُعرف نفسها كنسوية، وتعمل على نشر الوعي بالأفكار النسوية وكسر التابوه المرتبط بالكلمة، "ناس كتير بتقولها كشتيمة للأسف." تقول دينا التي تتفاجئ أحيانًا من كم الهجوم الشخصي الذي تتلقاه بسبب رسومها، لكنها لا تتوقف عنده وتستعين في ذلك بكل الرسائل الإيجابية التي تصلها، "بيجيلي رسايل كتير من ناس حست إنهم مش لوحدهم وده مهم أوي بالنسبالي."
ترغب دينا زيتون في إنتاج مطبوعات وكتب تستخدم الرسم في التوعية عن التحرش بشكل عام، والتحرش بالأطفال بشكل خاص، وأن تتعاون مع المنظمات التي تتهتم بحقوق المرأة والطفل، وهذا الطموح العملي يسبقه حلم بشوارع ومجتمعات آمنة تُمكن النساء من العيش بحرية وطمأنينة.
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٠ مايو ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا