الاغتصاب الزوجي.. الأسباب والتأثيرات الكارثية!
الأكثر مشاهدة
الاغتصاب الزوجي جريمة لها تاثيراتها الكارثية على المراة، والتي تحتاج في اغلب الأحوال، إلى اللجوء لطبيب نفسي للتعامل مع هذه الآثار النفسية التي تركتها هذه الجريمة الزوجية، فلن نبالغ إن قلنا أن تأثير الاغتصاب الزوجي وإجبار المرأة على ممارسة العلاقة الحميمة تحت أي ظرف لا يقل درجة واحدة عن تعرض المرأة للاغتصاب بشكل عام، فلا تعطي صفة الزوجية للأمر طابعًا خاص.
ما هو الاغتصاب الزوجي
الاغتصاب الزوجي هو إجبار المرأة على ممارسة العلاقة الحميمة رغم عدم رغبتها، واستخدام كل السبل من أجل إجبارها على ذلك بداية من الابتزاز العاطفي وحتى العنف.
ويحدث الاغتصاب الزوجي بأشكال متنوعة، فقد يكون بإجبار الزوجة على العلاقة الحميمة باستخدام العنف، أو بالبدء في العلاقة الحميمة في حالة غياب الزوجة عن الوعي أو النوم، فالاغتصاب الزوجي لا يقف فقط عند الشكل التقليدي له وهو إهانة المرأة واستخدام الضرب لإخضاعها للعلاقة فقط.
ويلجأ الزوج إلى إجبار زوجته على ممارسة العلاقة الحميمة مستنداً في ذلك إلى تفسيراته لبعض الآيات القرآنية، أو عادات المجتمع وتقاليده، فيعتقد أن كل الشرائع السماوية وعادات المجتمع تحل له ذلك، وأن امتناع المرأة أو عدم رغبتها لا يستحق سوى ان يقابل بالعنف لإخضاعها للعلاقة الحميمة أيًا كان الثمن.
أسباب الاغتصاب الزوجي
بالطبع، لا توجد مبررات يمكن أن يبرر بها سلوك الزوج وقيامه بإجبار زوجته على ممارسة العلاقة الحميمة، ولكن في كثير من الاوقات فإن إتخاذ الرجال مثل هذه السلوك يعتمد على كثير من الدوافع أو الأسباب التي تدفعه إل ى ذلك ومنها:
- التفسيرات الخاطئة لعدد من الآيات القرآنية واعتماد البعض عليها لتبرير سلوكه الإجرامي.
- عادات المجتمع وتقاليده، سواء المجتمع الكبير أو المجتمع لصغير المتمثل في العائلة والأصدقاء.
- الضعف الجنسي، فيرغب الرجل في هذه الحالة إثبات رجولته، ولا يتقبل فكرة عدم رغبة الزوجة في قيام العلاقة في توقيت ما ويعتبرها رفض له شخصيًا، فيلجأ إلى العنف لتحقيق رغباته وإرضاء ذاته.
تأثير الاغتصاب الزوجي على المرأة
جريمة الاغتصاب الزوجي لا تقل تأثيراتها عن جريمة الاغتصاب بشكل عام، فيترتب عليها الكثير من الآثار النفسية الكارثية التي قد تلازم المرأة طوال عمرها.
- كراهية الذات والنفور، وهنا تشعر المرأة برفض تام تجاه جسدها وكيانها بشكل عام، فتشعر وكأنها ترغب في انتزاع جلدها تمامًا والتخلص منه، بل وفي بعض الأحيان قد يكون الأمر دافع لتفكيرها في التخلص من حياتها.
- المشاعر السلبية لدى الشريك والتي تصل حد الكراهية، ورغبة المرأة في التخلص من حياتها معه أيًا كانت الخسائر المادية وراء ذلك.
- فقدان الرغبة الجنسية وارتباط الأمر لديها بالنفور والشعور بالتقزز، خاصة في حالة تكرار العلاقة الحميمة بين الزوجين، ففي كل مرة ستشعر الزوجة بنفس الشعور حتى وإن لم يستخدم الزوج العنف في إحدى المرات.
- الشعور بالإهانة والانكسار، فتشعر المرأة بأن هناك انتهاك صارخ تعرضت له دون أن تملك من القدرة البدنية ما تدافع به عن نفسها أو تمنع تعرض ها للاغتصاب، فيظل شعور العجز والانكسار ملازم لها، وقد يتطور الأمر ويصل حد كراهية كل الدوائر المحيطة التي شجعت على حدوث هذا وأيدت الزوج.
في النهاية فإن الاغتصاب الزوجي جريمة يتسبب في تزايد وجودها عدم وجود القوانين التي تجرم الأمر وتجعل منه جريمة في حق المرأة، ولأن تأثير الاغتصاب الزوجي على المرأة نفسيًا لن نبالغ إن قلنا أنه يدمر حياتها كليًا، فمن الضروري اللجوء إلى المعالج النفسي، وإتخاذ المرأة القرارات التي تنجو بها مما تتعرض له من ممارسات كارثية.
الكاتب
احكي
السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا