كيف يمكن التعامل مع مشكلة السير خلال النوم؟
الأكثر مشاهدة
بينما أستلقي على السرير في انتظار أن يأتي النوم غفلة، لاحظت قيام أخي من السرير المقابل لي- وهو يغط في نوم عميق- ويبدأ بالتحرك والتوجه نحو باب الشرفة محاولا فتحها ليبدو وكأنه في حالة السير خلال النوم، لم يكن عمره حينها قد تخطى 12 عاما، وهممت أنهره لكنه تمتم بكلمات غير مفهومة، فوجهت جسده نحو السرير مرة أخرى وأكمل نومه بعدها بشكل طبيعي، لم يتذكر في الصباح ما حدث، ولم نعرف ما الذي دفعه لذلك؟
كثيرا ما نسمع عن حالات السير خلال النوم، وتكرر مشاهدتنا لها في الأفلام والأعمال الدرامية العربية والعالمية، التي غالبا ما تعرضها بصورة كوميدية، ولكننا لا نعي ما السبب الذي يمكن أن يجعل شخص يسير في أثناء نومه، وما مدى خطورة الأمر؟ وكيف يمكن التعامل معه ومنع حدوثه؟
ماذا تسمى ظاهرة المشي أثناء النوم
السير خلال النوم هو سلوك يشير إلى حدوث اضطرابات في النوم، يُطلق عليه المشي النومي Somnambulism ويكون حدوثه أكثر شيوعا لدى الأطفال، ويبدأ في الانخفاض والزوال مع حلول سن المراهقة، وربط كثير من الخبراء حدوث حالات السير خلال النوم عند الأطفال باضطرابات متعلقة بمشكلات سلوكية، وقد تستمر هذه الحالات السير لما بعد مرحلة البلوغ، وتنتاب البالغين في شكل نوبات.
يحدث السير خلال النوم خلال مرحلة موجة النوم البطيء، وهي المرحلة التي ينخفض فيها وعي الشخص تماما وتكون أشبه بالنوم العميق وخلال الثلث الأول من الليل، ويكون عبارة عن نوبة تستمر من 30 ثانية إلى 30 دقيقة تقريبا يقوم فيها الشخص في حالة ما بين النوم واليقظة ويبدأ في ممارسة أنشطة عادية مثل: التحدث أو الجلوس في السرير، أو تناول الطعام، وقد يتطور الأمر عند البعض للممارسة أنشطة أكثر خطورة مثل قيادة السيارة أو إيذاء نفسه.
يعتبر السير في أثناء النوم من اضطرابات النوم التي تنتمي لعائلة الباراسومانيا، ويبدو على السائرين نياما مجموعة من الأعراض التي تمت ملاحظتها، فهم:
- الشخص في نوبة المشي النومي يكون له وجه زجاجي لا يحمل أي تعبيرات.
- عيونه مفتوحة دون أن يكون لها أي حضور، فلا يوجد داخلهما انفعال بأي أمر.
- صعوبة تذكر ما حدث، وتأثر الذاكرة وتشوشها.
- استمرار نوبة المشي النومي لفترة ما بين 30 ثانية إلى 30 دقيقة.
- في بعض الحالات يكون السير النومي مقتصرا على المشي بهدوء في أرجاء الغرفة أو المكان.
- من الممكن أن يتطور الأمر لمحاولات الهرب وفتح النوافذ أو الأبواب.
- في الغالب، لا يقوم الشخص السائر وهو نائم بالرد على أي من الأسئلة.
- قد تظهر بعض الحالات الصحية المرتبطة بالسير الليلي، من مشكلات في ضربات القلب، والحمى، وحرقة المعدة.
- أحيانا يلازم المشي النومي نوبات هلع أو قلق.
- عدم قدرة الشخص على استيعاب البيئة المحيطة به.
- في بعض الأحيان، تتطور سلوكيات الشخص إلى محاولة إيذاء نفسه أو الآخرين، وقد يقوم بالتبول في أي مكان، أو الصراخ.
- يجد المحيطون بالشخص الذي يعاني من السير خلال النوم صعوبة في إيقاظه.
أسباب المشي أثناء النوم
يُرجع خبراء الصحة أن اضطرابات النوم، ومن ضمنها السير خلال النوم، في الغالب لا ترتبط بوجود حالة صحية نفسية أو جسدية، ولكن من الممكن أن تكون ناتجة عن عدد من السلوكيات التي تي تفسد قدرة الشخص على النوم بشكل سليم، والتي يمكن إيجازها في:
- العوامل الوراثية من أسباب السير خلال النوم، حين يكون أحد أفراد العائلة مثل الأب أو الأم أو الأخ الأكبر كان يعاني في طفولته من نفس الأمر.
- كنتاج لتناول بعض أدوية مضادات القلق والاكتئاب والمهدئات.
- وجود اضطرابات في النوم، مثل عدم القدرة على الحصول على قدرة كافي من النوم، أو النوم المتقطع.
- من الممكن أن يكون سببه الإرهاق والتعب الشديد والتوتر.
- تحدث خلال مرحلة الطفولة في أغلب الأوقات.
في العادة، يصاب الشخص بحالة السير خلال النوم مرة أو اثنتين، ولكن ما قد يسبب القلق هو المضاعفات التي يمكن أن تتطور إلى قيام الشخص بحركات عنيفة وحالات اهتياج، وقد يلحق الضرر بنفسه أو بغيره، وقد يسبب الأمر الخجل للشخص، ويؤثر على قدرته على أداء مهامه خلال اليوم بسبب رغبته في النوم والنعاس الزائد عن الحد.
علاج السير أثناء النوم
عند الأطفال، يتم التوقف عن السير خلال النوم مع بدء مرحلة البلوغ، وكون الأمر لا يتعلق بحالة صحية مباشرة، ويرتبط في الغالب بسلوكيات يمكن التحسين منها أن يعمل على التخلص من حالة السير خلال النوم، فعليك التركيز على مجموعة من الأمور التي تساعد على عدم تكرار الامر، والتي قد يكون منها:
- اتباع أسلوب حياة صحي، بداية من الطعام وحتى كميات تناول المياه وعدد ساعات النوم.
- محاولة ممارسة التأمل وتمارين الاسترخاء التي تساعد على التخلص من التوتر، وتمنح الجسم راحة تساعد على النوم بشكل أفضل.
- مع اقتراب ميعاد نوبة السير خلال النوم- في الحالات التي يتكرر فيها الأمر- يتم استخدام الاستيقاظ المرتقببمعنى إجبار الشخص على الاستيثاظ كأجراء استباقي لمنعه من آذية نفسه.
- في بعض الحالات، من الممكن أن يتم التعامل مع الأمر باللجوء إلى متخصص في العلاج المعرفي السلوكي، كطريقة للتخلص من الضغط والتنقيب عن السبب الرئيسي.
- مع اقتراب ساعة النوم، يمكن تجنب تناول الكافيين والمشروبات الغازية التي تساعد على امتلاء المثانة وتزيد من رغبة الشخص في الاستيقاظ لدخول الحمام
عند تكرار الأمر أكثر مما هو معتاد، من الواجب زيارة الطبيب المختص، الذي يحدد العلاج المناسب بعد التعرف على السبب لحدوث هذه الحالة، وقد يتم اللجوء للعلاج الدوائي أو التنويم المغناطيسي لبعض الحالات.
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٣٠ يوليو ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا