في بداية العلاقة عادةً ما يكون الانجذاب المتبادل والفضول لاستكشاف كل طرف للآخر هما الدافع الأساسي للتعامل بين الشريكين، فلا خلافات تُذكر وإن وُجدت فمن السهل العبور عليها والمضي قدماً، وتبدو الحياة لذلك جميلة وسعيدة، ولكن عقب انطفاء شعلة الإنجذاب ومع الوقت تصبح العلاقة في حاجة لما هو أكثر من أجل استمرارها، وهنا تظهر أهمية التواصل مع الشريك، أو بمعنى أصح أهمية بناء التواصل مع الشريك، وبدونه تتعرض العلاقة لخطر انهيارها.
لا نعني بالتواصل الكلام المعسول بينك وبين شريكك، بالطبع هذا مطلوب ومرغوب، ولكن المقصد هو كيف تديران كافة نواحي حياتكما في المرحلة التي تلي ربيع العلاقة ان صح التعبير، وهي المرحلة الأكثر جدية والتي تتعرض للإختبارات والصعوبات الأقوى، فآجلاً أو عاجلاً ستختلفان في تفاصيل عديدة مثل كافة الشركاء، فكيف تنويان إدارة خلافاتكما ومشاكلكما؟لديكما بعض النصائح التي يمكنكما الانتباه لها
اختيار التوقيت المناسب للنقاش أو طرح المشكلة، فليست جميع الأوقات مناسبة له، فقد يكون أحد الشريكين مرهقاً أو بحاجة للراحة، إشعار الطرف الآخر بتفهم ذلك يجلب التقدير منه بالمقابل في نفس المسألة.
من أهم وسائل تدعيم شعور التواصل، ومن مهاراته الاستماع النشط، بما هو أكثر من الإيماءات أو الهمهمات حيث من الممكن أن يتضمن الاستماع طلباً للتوضيح من وقت لآخر، هذا يشجع الشريك على التعبير عن نفسه دائماً.
ومثلما كان الاستماع للشريك مهماً فالتعبير أيضاً لا يقل أهمية، وكلا الأمرين يعنيان وجود موجة تفاهم واحدة بين الشريكين
إطرحا السؤال ولا تفترضا معرفة الإجابة مسبقاً أو امتلاك كافة التفسيرات، وليترك أحدكما للآخر فرصة الإجابة والتعبير، فتحقيق التوازن بين الحديث والاستماع يفتح المجال لمزيد من التشاركية مستقبلاً.
يمكنكما مشاركة العديد من اللحظات، حتى العابرة منها وستكتشفان قدرتكما على إعادة مفاجأة الآخر بما قد لا تعرفانه عن بعضكما، فلما لا تتحدثان عن مسلسل منتظَر وتقررا مشاهدته سوياً، أو عن مطعم أعجب أحدكما بوصفات طعامه وتقرران تجربته معاً؟
قد تبدو نصيحة غريبة بعض الشيء غير أنه في مرحلة استقرار العلاقة بين الشريكين يتراجع كم الوقت الذي يقضيانه معاً لصالح أوقات العمل، بقاء التواصل مع الشريك يعني التوازن بين وقت العمل ووقتكما سوياً، فلتجعلاه أولوية.
لِم لا؟ فرغم ما سبق قد يظل الحديث مملاً ويزهد كلاكما فيه فيمكن القيام ببعض الأنشطة العادية سوياً، مثل الغسيل أو الطبخ، أو حتى التنظيف، وهذا يخفف من حدة أي مواقف سلبية قد حدثت بينكما في الأيام القليلة السابقة.
ضعي تلك النقطة في الاعتبار، فكونكما الآن فريق، لا يعني أنكما متطابقان، فحتى التوائم تتميز عن بعضها البعض، اعثرا على التوازن بين المشترك بينكما واحترما خصوصيات بعضكما البعض، لا تعتقدان بأنه لا خصوصية بين الشركاء، والذكاء في ايجاد التوازن بينكما معاً كفريق وبين اختلاف أحدكما عن الآخر في نفس الوقت، على سبيل المثال يمكنك استيعاب حبه لكرة القدم وشغفه بمباريات فريقه المفضل، بينما لستِ مضطرة لمشاهدتها معه، إلا اذا كنتِ بالطبع من هواة كرة القدم مثله أو ربما العكس، ليس في الهوايات فقط بل قبلها في الاعتراف باختلاف طباعكما مهما اعتقدتما أنكما متشابهان، وأن تلك الاختلافات هي أمر طبيعي للغاية.
هل فكرتم في ترك ملاحظات ورقية لأحدكما في أي مكان في المنزل؟ سيكون أمراً مسلياً ان تركتما ملاحظات مازحة من حين لآخر على منضدة غرفة المعيشة أو على باب الثلاجة مثلاً، فهي تساعد على تفريغ كثير من التوتر بينكما.
قد لا يتمكن الشريكان من الإتفاق في موضوع، بديلاً عن ذلك يمكن الوصول لحلول وسط في نقاط الخلاف بينهما.
هي شراكة وليست منافسة، فإنجاز أحدكما سواء مهنياً أو غيره هو انجاز لكما معاً، احتفلا به سوياً، وفي العثرات قفا بجانب بعضكما.
تذكري دائماً أهمية التواصل مع الشريك، فهي قد تبدو كلمة مكررة ولكنها الحقيقة رغم ذلك
اترك تعليقا