اضطراب الشخصية الاعتمادية الذي ينتزع سيطرتك على حياتك
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
1- ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية
2- أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية
من الممكن دون أن ندري أن تكون السلوكيات المزعجة التي نقوم بها أو المشاعر التي تنهش قلوبنا ناتجة عن معاناتنا مع أحد اضطرابات الشخصية، وقد يؤدي تجاهلها وعدم فهمنا للأمر إلى مزيد من المضاعفات، وواحد من هذه الاضطرابات التي تؤثر علينا بصورة سلبية اضطراب الشخصية الاعتمادية، الذي يجعل المصاب به في حالة من القلق الدائم الذي يفقده القدرة على أن يكون بمفرده، فيجبره على الخضوع لكل من حوله، خاصة القريبين منه، حتى لا يتخلوا عنه.
الاضطرابات الشخصية يمكن تمييزها من خلال السلوك والمشاعر وطريقة التفكير، وإذا كنت مِمَنْ يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية أو تتعامل مع شخص يعاني من هذا الاضطراب، فسيبدو جليا تأثير ذلك من خلال المواقف والعلاقات مع الآخرين، ومن الممكن ملاحظة تكرار نمط معين لاكتشاف الأمر.
ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية
تنقسم الاضطرابات الشخصية إلى ثلاثة أنواع رئيسية تضم عدد من العوامل والسلوكيات التي يمكنها أن تطون متقاربة وتميز نمط هذا النوع من الاضطراب، فالنوع الأول هو اضطرابات الشخصية المرتابة والانعزالية والفصامية (الشكاكة)، أما النوع الثاني هو اضطرابات الشخصية الانطوائية والحدية والنرجسية (العاطفية الاندفاعية)، أم النوع الثالث فهو اضطراب الشخصية الاجتنابية والاعتمادية والوسواسية (القلقة).
ينتمي اضطراب الشخصية الاعتمادية Dependent Personality Disorder (DPD) إلى النوع القَلِق كثير التفكير والذي يلازمه الشعور بالخوف، في الغالب يبدأ في الظهور في أثناء مرحلة الطفولة أو المراهقة نتيجة عوامل قد تكون وراثية أو اجتماعية، ويمكن ملاحظة أن المصاب بهذا الاضطراب يعاني مع حاجته الدائمة إلى أن يشعر بالاهتمام والرعاية من المحيطين به.
يتملك الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية اعتقادا بأنهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرار بأنفسهم، ويعتمدون على من حولهم والمقربين منهم في كل أمر، بداية من القرارات المصيرية وحتى ما يريدون ارتدائه أو الطعام الذي يتناولونه، حتى يشعرون بالاطمئنان، وهذا ما يجعلهم يخضعون للآخرين لشدة تعلقهم بهم، والخوف من معارضتهم حتى لا يفقدوهم أو يرفضوهم.
يجعل اضطراب الشخصية الاعتمادية من الصعب على الأفراد المصابين به أن يكونوا قادرين على بدء علاقات جديدة أو التخلص من العلاقات القديمة، كما أنه يتسبب في صعوبة تنفيذ الأفكار والمشروعات نتيجة انعدام الثقة بالنفس، والرغبة الدائمة الملحة في طلب النصيحة والتأكد من القبول لدى المقربين منه، والهروب من أي تحمل للمسئولية الكاملة عن أفعاله، مع الخوف الشديد من الوحدة أو العزلة.
وتظهر أعراض هذا الاضطراب من خلال:
- الخوف الشديد من أن يتم هجره، أو يفقد الأشخاص المقربين منه.
- التصرف دوما بشكل سلبي عاجز، لتجنب الشعور بالمسئولية.
- عدم القدرة على تقبل النقد.
- الاعتماد على المحيطين به سواء عائلته أو شريكه في كل أمر، من مكان السكن أو ما يرتديه أو قبوله لوظيفة معينة.
- لا يملك القدرة على إنهاء العلاقات، حتى المؤذية منها، وإذا حدث أن انتهت علاقته العاطفية بأحد ينتقل إلى علاقة أخرى على الفور دون أن يُمهل نفسه الوقت ليتعافي، فهو لا يستطيع البقاء وحيدا.
- يتملكه دوما التشاؤم بسبب إقناعه لنفسه بأنه غير قادر على تحمل المسئولية، ولأنه فاقد الثقة بالنفس.
- على استعداد لتحمل سوء المعاملة من الآخرين في سبيل أن يبقى برفقتهم، وحتى لا يهجروه.
- عدم القدرة على تقبل الرفض، وهو ما يجعله ينصاع للآخرين ليحظى بقبولهم الدائم.
- وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته.
وبسبب هذه الأفكار التي تسيطر على مرضى اضطراب الشخصية الاعتمادية، والتي تجعله غير قادر على الثقة بنفسه وبقرارته، فهو دوما تابع لأصدقائه وزملاء العمل أو أفراد أسرته، ويكره تعلقه الدائم بالآخرين ويحاول الانعزال، فتأتي مضاعفات عدم التعامل مع الأمر ومحاولة علاجه والتخلص منه شديدة، فقد يصاب الشخص بالاكتئاب المرضي أو اضطرابات القلق.
أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية
الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية يرتبط في الغالب بمجموعة من العوامل المحيطة بالشخص، وغالبا ما يحدث في مرحلة الطفولة ومن الممكن في مرحلة منتصف العمر، وتعتبر نسبة النساء المصابات به أكبر من الرجال، وإصابة أس شخص به من الممكن أن يكون نتيجة:
- الإصابة بصدمة في مرحلة الطفولة، ومن الممكن أن تكون هذه الصدمة ناتجة عن التعرض للمعاملة السيئة والإهمال والرفض، أو الفقد والتعرض لأحداث كبرى كالاعتداء أو الحرب أو انفصال الوالدين.
- وجود عوامل وراثية كتاريخ عائلي متعلق بالإصابة بالاضطرابات النفسية كالاكتئاب أو القلق أو الفصام، أو أحد اضطرابات الشخصية.
- نتيجة علاقات مؤذية وسامة أوهمت الشخص أنه أقل شانا وأفقدته ثقته بنفسه.
- السلوكيات السلطوية التي يتم ممارستها من قبل فرد كالأب أو الأم، أو سلطة دينية أو ثقافية معينة تفرض عليه اتباع سلوك بعينه، وعقابه في حال عدم الرضوخ.
ومن الممكن ألا يكون هناك سببا واضحا يمكن الارتكان إليه والاعتقاد بأنه المؤثر في ظهور اضطراب الشخصية الاعتمادية، ولكن الاكيد أن إهمال الامر من الممكن أن يؤدي إلى ظهرو مضاعفات قاسية كالقلق المزمن والاكتئاب والوسواس القهري أحيانا، أو إدمان المخدرات وشرب الكحوليات، ووجود ميل للأفكار الانتحارية وفقدان الشهية وصعوبة التركيز.
علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية
لا يمكن لمرضى اضطراب الشخصية الاعتمادية أن يتمكنوا من اكتشاف العلاج وطريقة التخلص من المشاعر والأفكار التي تحاصرهم وحدهم، ولذلك يجب اللجوء إلى معالج نفسي وطبيب متخصص، يتعرف من خلاله الشخص على طبيعة مرضه، خاصة أن هناك كثيرون يخلطون بينه وبين اضطراب الشخصية الحدية.
ويبدأ الطبيب في تحديد طريقة العلاج المناسبة، والتي قد تكون ما بين العلاج المعرفي السلوكي والعلاج النفسي الديناميكي الذي يتعرف من خلاله الشخص على العلاقات الصحية وأهمية الاستقلالية وكيف يتعامل مع مخاوفه ويحلل تصرفاته، ويكون قادر على إدارة سلوكه وتحمل المسئولية وتعزيز الثقة بالنفس القيام بالأنشطة بمفردك.
وهناك العلاج الدوائي الذ يتم اللجوء له في حالة إصابة الشخص بالاتئاب أو القلق، ويتم اختيار مثبطات امتصاص السيروتونين وتحسين الحالة المزاجية، والادوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب، التي يتم تناولها وفق جرعات محددة يصفها الطبيب.
كيف تتعامل مع اضطراب الشخصية الاعتمادية
يحتاج الضخص الذي يعاني مع اضطراب الشخصية الاعتمادية إلى الدعم والمساندة، دون أن يكون هناك مجال للاعتماد على المحيطين به، فيجب أن يفهم أنهم يحبونه ولكنه يحتاج إلى الاعتماد على نفسه، وأن يشارك في مجموعات الدعم والعلاج النفسي المستمرة ليكون قادرا على جعل شخصيته أفضل، من الممكن متابعة ميوله الانتحارية أو الأفكار لسلبية التي يعبر عنها أحيانا، أو تغير حالته المزاجية، للتعامل مع أي تطورات غير محمودة.
اهتموا بصحتكم النفسية، ولا تتردوا في زيارة الأطباء المختصين عندما تشعرون أنكم لستم بخير واستعدوا لتلقي المساعدة المتخصصة، اضطراب الشخصية الاعتمادية من الحالات النفسية التي قد تفسد عليكم الاستمتاع بالحياة فلا تستلموا لهذا الشعور.
الكاتب
احكي
الجمعة ١٠ سبتمبر ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا