كيف تتغلبين على إدمان العمل وتحققي التوازن لحياتك
الأكثر مشاهدة
هل تعملين خارج ساعات العمل أو تعملين أوقات إضافية خارج ساعات العمل ربما؟ هل تصحبين بعض ملفات أو أوراق العمل معكِ للمنزل؟ هل تستقبلين مكالمات خاصة بالعمل بشكل منتظم أثناء تناولك العشاء أو أثناء وجودك برفقة الأسرة أو الأصدقاء؟ هل تعملين أحياناً في العطلات ولا يوجد فاصل بين حياتك العملية وحياتك الخاصة؟ إذن أنتِ بحاجة لقراءة هذا الموضوع بتأنٍ وانتباه، فأنتِ مصابة بأحد أكثر أمراض الحياة العصرية انتشاراً وهو مرض إدمان العمل.
مرض العمل
لإيضاح الأمر بدايةً فإن مدمن العمل سيجيب بنعم على كل الأسئلة التي وردت في البداية، فهو يعمل بلا كلل أو ملل أو توقف، وتدريجياً لا يستطيع الشخص الشعور بالاسترخاء، ولا يشعر بالارتياح في العطلات أو الاجازات، حتى أثناء المرض، فلا يكون على ما يعتقده أنه طبيعته سوى في وقت العمل فقط، وفي هذه المرحلة لا يكون هناك وقت محدد يسمى بوقت العمل، فكل الأوقات عمل، والعمل في كل الأوقات.
إدمان الإنجاز
قد يبدو وقع كلمة مرض العمل أو إدمان العمل جيداً على الأُذُن، فهي تستدعي للبال صفات جيدة في مجال العمل مثل الطموح والإقدام والمنافسة، وباعتبار الجد في العمل وتكريس الشخص نفسه للاستغراق فيه فرصة لتحقيق الربح المادي والترقي في مجال العمل والحصول على المكافآت والمكانة المرموقة وكلها تقود نحو التحقق الذاتي، لا بأس فكل ذلك اختيارك المشروع في الحياة، ولكن ربما تحتاجين للإنتباه، فربما قد يكون للإنغماس التام في ذلك بسيطرة العمل على كافة تفاصيل حياتك تبعات وأثمان قد لا تنتبهين لها الا متأخراً، وتدركين حينها أنك في نوع من الإدمان وهو إدمان الإنجاز والذي يتحول تدريجياً لإدمان العمل والذي سيكون له أعراض واضحة.
أعراض إدمان العمل وأضراره
- التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية
حيث يدفع إدمان العمل الشخص للإنهماك في عمله لدرجة يتناسى فيها باقي علاقات حياته، كعلاقته الزوجية أو علاقته بأبنائه أو أهله أو أصدقائه، فلا تحصل أيٍِ من تلك العلاقات على ما يحصل عليه العمل من الانتباه، فيميل الشخص لاستكمال مهام العمل حتى أثناء انخراطه في تلك العلاقات، ونشوء الخلافات مع الزوجة والأولاد، وانعدام التواصل مع الأصدقاء، وهذا دون شك يفقده جزءاً كبيراً من كيانه، بجانب تناقص قدرته على النظر لداخل ذاته والتوقف لإعادة تقييم الحياة.
- الاستحواذ والتسلط
يؤدي إدمان العمل لشعور الشخص بتفاقم الأعباء عليه وشعوره بتقاعس الآخرين عن أداء مهامهم الوظيفية مما يؤدي به للتسلط لشعوره بأنه أقدر على تنفيذ العمل بصورة أفضل من الباقين، أو احساسه بأن الآخرين غير أكفاء كفاية للعمل، ما يخلق أجواء متوترة في بيئة العمل ويؤثر على انتاجية الآخرين، ويشيع نوع من التنافسية الضارة، وتفريغ غاية العمل من مضمونها وعدم الرضا عن العمل.
- التأثير الضار على الصحة
بجانب ما سبق وبجانب الإهمال الكبير على المستوى الشخصي وندرة ممارسة الرياضة، فغالباً ما يكون المدمن على العمل مهملاً في تغذيته وصحته، مما يجعله عرضة لأزمات صحية محتمَلة مثل القولون العصبي الناتج عن التوتر، والصداع واضطرابات النوم والتغذية والإرهاق المزمن، وارتفاع ضغط الدم والصداع الدائم، وقد يمتد الأمر لما هو أبعد من ذلك ليصل لخطر الإصابة بالجلطات أو الأزمات القلبية.
كيف تتغلبين على إدمان العمل
بالتأكيد يختلف علاج إدمان العمل عن إدمان المخدرات أو الكحوليات، لكن هذا لا ينفي أهمية استيعاب العلاج السلوكي للخروج من الاستنزاف المتواصل لطاقة ونفسية مدمن العمل، وإذا كنتِ من المدمنين على العمل فعليكِ بالنصائح التالية
- قرري أن تقومي بالمزيد التفاعل الاجتماعي
فكما اعتدتي على العمل في كل الأوقات فاحرصي على زيادة تفاعلاتك الاجتماعية، أسرية كانت أو من خلال صداقاتك، هذا سيتطلب وقتاً، فلتصنعي ذلك الوقت على حساب كل المساحة التي استحوذها وقت العمل في غير مواعيده.
- احظي بالقدر الكافي من النوم
احرصي على حصول جسدك على راحته الكافية التي يستحقها، حتى لو لم تشعرين في البداية بذلك الاحتياج، فالنوم الكافي أساسي لاستمرار الانسان بشكل طبيعي جسدياً ونفسياً.
- اخلقي وقتاً لصحتك
ليس هناك معنى لتحقيق الذات مهنياً وأنتِ تخسرين صحتك أليس كذلك؟ فكري أي الأنشطة الرياضية التي قد تحبين ممارستها واتخذي القرار بجعلها منتظمة سواء يومية أو نصف أسبوعية.
- اهتمي بالتغذية
اذا كنتِ ممن يتناولون الوجبات السريعة باستمرار فأنتِ في طريق المرض المبكر حتى وإن تغلبتِ على إدمان االعمل، حان الوقت لتناول أطعمة مغذية، يمكنك قضاء أوقاتاً في المطبخ لتجربة أشكال جديدة من الطهي وإدخال عناصر غذائية جيدة لنظامك الغذائي كالخضر والفاكهة وغيرها.
- اهتمي بفترات الراحة
من جديد احرصي على وجود فترات من الراحة خلال ساعات العمل حتى ولو كانت قصيرة، فلتتخللها بعض التمشية مثلاً حتى لو بداخل مكان العمل، أو مكالمة تليفونية أسرية.
- الاستمتاع بالإجازة والعطلات
أن تتركي لنفسك الفرصة للاستمتاع بالعطلة سواء بالخروج للتنزه أو مقابلة أصدقاء أو حتى البقاء بالمنزل والقيام بأنشطة مغايرة للعمل هو أمر جيد.
- تخلصي من العادات الضارة
التخلص من العادات الضارة هو قرار قبل كل شيء، فإذا كنتِ ممن يواظبون على بعض العادات الضارة أو غير الصحية والمرتبطة سلوكياً بالعمل، فقد حان الوقت لتغييرها، فلتقلعي عن التدخين اذا كنتِ مدخنة، أو عن الشرب بإفراط، تجنبي التوتر والقلق الزائد بخصوص سير وإنجاز العمل المطلوب، فالعالم لن ينهار رأساً على عقب.
- استشارة طبيب مختص
حال كان الشروع في تلك الخطوات مستعصياً بشدة، فعليكِ اللجوء للطبيب لطلب المساعدة في ذلك.
وفي النهاية فالعمل هو جزء من الحياة وليس كل الحياة، كيف تتغلبين على إدمان العمل هي إجابة بمثابة جسر للوصول لحياة بجودة أفضل لكِ
الكاتب
هبة سلامة
السبت ٢٥ سبتمبر ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا