لبنى القاسمي رائدة التسامح وأول وزيرة في الإمارات
الأكثر مشاهدة
كانت لبنى القاسمي هي أول سيدة يتم تعيينها في منصب وزاري في الإمارات العربية المتحدة، وعلى مدار أكثر من 11 عاما تنقلت خلالهم بين أكثر من منصب وزاري، استطاعت ابنة خالد القاسمي أن تكون النموذج النسوي الذي يشير إلى قدرات المرأة الإماراتية ونجاحاتها، بما امتلكته من خبرة علمية ومهنية وقدرة على المشاركة في عملية صنع القرار السياسي، فكانت القدوة لفتيات الإمارات والخليج العربي.
لبنى خالد القاسمي
ولدت الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان بن محمد القاسمي في الرابع من فبراير عام 1962، كواحدة من أبناء العائلة الحاكمة في الشارقة، كونها ابنة أخت الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، وكان اهتمامها بالتعليم شديد، ورغبتها في أن تكون من بين المتفوقات على الدوام، ولذلك تخرجت في الثانوية العامة من مدرسة الزهراء الثانوية عام 1975، وهي تحمل المرتبة التاسعة على مستوى الإمارات في القسم العلمي.
اختارت الشيخة لبنى القاسمي أن تكمل دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، فتخصصت في دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا وحصلت منها على درجة البكالوريوس عام 1981، ثم عادت إلى الإمارات لتحصل على درجة الماجيستير في إدارة الأعمال التنفيذية من الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2002، كما نالت عدد من درجات الدكتوراة الفخرية، منها ما منحته إياها جامعة تشيكو في العلوم، والدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة إكستر في المملكة المتحدة، وكذلك في الاقتصاد من جامعة خانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية، ومنحتها الجامعة اللبنانية الأمريكية الدكتوراة الفخرية في الآداب الإنسانية.
قبل أن تكون أول سيدة إماراتية تتولى منصبا وزاريا، قامت لبنى القاسمي بالعمل في عدد من المشروعات والمجالات، فعملت كمبرمجة في شركة Datamation للبرمجيات عام 1981، كما عملت مديرة فرع دبي للهيئة العامة للمعلومات، وأدارت شركة تجاري دوت كوم، وتراست الفريق التنفيذي لحكومة دبي الإلكترونية، وتولت مسئولية مبادرات الحكومة الإلكترونية، وكانت المدير المسئول عن إدارة انظمة المعلومات في سلطة موانيء دبي لكدة تزيد على سبع سنوات.
وشغلت على مدار مسيرتها المهنية عددا من المناصب في مجالات مختلفة متعلقة بالتنمية واستخدام التكنولوجيا، فعملت كعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبين ومجلس أمناء كلية دبي الجامعية، ومجلس أمناء كلية الجودة الإلكترونية الشاملة، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومجلس أمناء جامعة زايد، وعضو مجلس أمناء كلية ثندربيرد، وعضو مجلس حوكمة كلية لي كوان يو للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، وعضو جمعية أصدقاء مرضى السرطان.
أول وزيرة في الإمارات
في سابقة، شهدتها دولة الإمارات عام 2004، كانت لبنى القاسمي أول سيدة تتولي منصبا وزاريا، فتم تعيينها كوزيرة للاقتصاد ، ثم انتقلت للعمل كوزيرة للتجارة الخارجية عام 2008، وصارت وزيرة للتنمية والتعاون الدولي عام 2013، حتى تولت منصب وزيرة التسامح عام 2016.
في فبراير 2016، استحدثت الإمارات العربية المتحدة وزارة التسامح في خطوة سبقت بها دول العالم كله، وكمحاولة لخلق عالم متوازن وصحي وقادر على تقبل الاختلاف والتعايش معه، وكان تولي الشيخة لبنى القاسمي لمنصب وزيرة اتسامح متوافقا مع الرغبة في أن تكون الوزارة قادرة على أن تشيع ثقافة خق مجتمع آمن يضم الجميع بتنوعاتهم.
استمر عمل القاسمي في الوزارة حتى أكتوبر 2017، وقالت عن عملها خلال هذه الفترة إن الوزارة تأتي ضمن رغبة في تحقيق مفهوم التسامح بشكل مؤسسي من المجتمع للحكومة، وأن تعمل دولة الإمارات على توريث قيمة التسامح والتقبل التي نشات عليها للأجيال القادمة، خصة، وانها دولة تضم جنسيات مختلفة بأعراف تقاليد متنوعة، فيجب أن تكون بيئة آمنة وحاضنة لهذا الاختلاف، الذي ينعكس على الاقتصاد وتحقيق النمو.
اعتبرت لبنى القاسمى أن التسامح له له نظرة اقتصادية أيضا، عندما يعي المستثمرون والراغبون في تأسيس مشروعاتهم أن الإمارات تتقبل عاداتهم وتقاليدهم وتحترم ثقافتهم، فسيشعرون بالأمان للتواجد بها والمشاركة في التنمية الاقتصادية، من خلال مجتمع يخدم الكل ويساعد على تقبل التنوع والاختلاف الثقافي والديني.
على مدار مسيرتها المهنية، نالت لبنى القاسمي عن مشوارها المهني عددا من الجوائز التقديرية والتكريمات، منها حصولها على جائزة ITP للإنجازات الشخصية عام 2000، كما نالت وسام القائد الفخري من المملكة المتحدة عام 2013، صنفتها مجلة فوربس ضمن أقوى امرأة في العالم، ونالت جائزة القمة العالمية عند إدارتها لموقع تجاري، وجائزة الإنجاز مدى الحياة في مؤتمر آسيا لتطوير الموارد البشرية، كما كانت ضمن قائمة أرابيان بيزنس لأقوى 100 امرأة عربية على مدار 4 سنوات.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٨ نوفمبر ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا