لانا زكي نسيبة مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة
الأكثر مشاهدة
داخل أروقة الأمم المتحدة، استطاعت لانا زكي نسيبة أن تعمل على مدار أكثر من 8 سنوات ان تتولى عددا من المناصب التي مكنتها من الاشتباك والمشاركة في كثير من القضايا المحورية منها المتعلق بالعالم العربي أو على المستوى الدولي، وكذلك ما يخص العمل على تطوير نشاط الأمم المتحدة ومستقبلها كمؤسسة دولية معنية بحفظ السلام والاستقرار العالمي.
لانا نسيبة
ولدت لانا في الإمارات العربية المتحدة، وترجع جذورها إلى جدها السياسي الفلسطيني أنور نسيبة، وقبل أن تشغل منصبها كمندوب دائم دولة الإمارات العربية الدائم لدى الأمم المتحدة في سبتمبر 2013، كانت لانا صاحبة مسيرة مهنية طويلة تأثرت خلالها بإرثها الثقافي كإماراتية تحمل جذورا فلسطينية، الأمر الذي يبدو جليا في خياراتها الأكاديمية وفي عملها.
درست لانا نسيبة التاريخ في كلية كوينز بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة- كجدها ووالدها- وحصلت منها على درجتي البكالوريوس والماجيستير، ثم عملت على نيل الماجيستير من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن عام 2003، وكان محور رسالتها للماجيستير الدراسات المعنية بمجتمعات المهاجرين الإسرائيلين واليهود.
البداية لمسيرتها المهنية، كانت كمستشارا لليونسكو في باريس على مدار عامي 2000- 2001، ثم عملت كمحلل في برنامج الامن والإرهاب التابع لمركز الخليجللأبحاث في الفترة من 2004 إلى 2006، وتولت عددا من المناصب بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، فكانت أول مدير لإدارة تخطيط السياسات بالوزارة من عام 2009 إلى 2011، كما انها كانت مبعوث الإمارات الخاص إلى أفغانستان وباكستان.
وفي مؤتمر قادة مجموعة العشرين الذي تولت فرنسا رئاسته عام 2011، تولت لانا نسيبة العمل كنائب منسق دولة الإمارات في المؤتمر، كما عملت مديرة للبحوث والاتصالات بوزارة الدولة لشئون المجلس الوطني الاتحادي، وكانت أول سيدة تم تعيينها كسفير ومندوب دائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 2013، لتكون البداية نحو مسيرة مهنية مميزة دخل ارقة العمل الدبلوماسي الدولي.
مع عملها في الأمم المتحدة كسفيرة ومندوبة دائمة، تولت لانا زكي نسيبة العمل كميسر مشارك للفريق العامل لتنشيط أعمال الجكعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 71، وعملت كنائب رئيس الجمعية العامة للدورة الـ 72، وفي عام 2017 منصب سفير غير مقيم في غرينادا، وكانت رئيسة المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنذ عام 2018 تتولى منصب الرئيس المشارك للمفاوضات الحكومية الدولية بشان إصلاح مجلس الأمن.
ترى لانا نسيبة أن دولة الإمارات تهتم من خلال تواجدها بمجلس لأمن بالعمل على القضايا الدولية والإقليمية التي ينشغل بها العالم الآن، ومنها قضية المناخ وتنويع مصادر الطاقة، وتقو لانا أن دولة الإمارات تنشغل بالقضايا الجندرية، وتعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين، وكذلك الاهتمام بأعمال الإغاثة الإنسانية وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب.
تخصص لانا في دراسة مجتمعات المهاجرين، جعلت لها دورا كبيرا في إنشاء العلاقات الدبلوماسية ما بين الإمارات وغسرائيل، والذي سبقه جلسات من المفاوضات والنقاشات، كما ساندت التوصل لحل واتفاق سلمي دائم، خلال الأحداث الأخيرة وصراعات الفلسطينين في وحدات متفرقة في القدي منها حي الشيخ جراح وتمسكهم بمنازلهم، التي تسعى سلطة الاحتلال الإسرائيلي أن تنتزعها منهم.
ونالت لانا نسيبة عن مشوارها المهني جائزة الأداء الحكومي المتميز عام 2017، وتعمل حاليا كعضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلومسية، ولديها عضوية المجلس الاستشاري لمركز الشرق الأوسط في كلية لندن.
زكي نسيبة
والدها زكي نسيبة
تمتلك لانا نسيبة جذورا عربية ما بين فلسطين والإمارات العربية المتحدة، تبدأ من الجد الفلسطيني أنور نسيبة المنتمي لعائلة نسيبة، التعي تعود أصولها إلى الصحابية نسيبة بنت كعب، فكان أنور- الذي ولد في القدس- سياسيا له مواقفه المعارضة للنازية والتي تؤمن بضرورة التوحد العربي، واشترك في تحركات سياسية هدفها دعم وجود دولة واحدة ديمقراطية في فلسطين تضم كافة الأعراق، تعرضت ساقه للبتر عندما كان متوليا لعمليات الدفاع خلال حرب 1948.
كان عمل الجد السياسي له تأثيره على مسار العائلة، فقد انضم إلى الحكومة الأردنية وتولى عدة مناصب وزارية بها، منها وزارة الدفاع والداخلية التعليم، غير أنه كان عضوا في مجلس الأعيان الأردني كممثلا لفلسطين، وكان سفيرا في المملكة المتحدة، وعمل كمستشار قانوني للأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللجئين الفلسطينين).
تأثرت لانا نسيبة بوالدها ومسيرته المهنية أيضا، فحاليا يحمل زكي نسيبة على عاتقه مسئولية منصبه كمستشار ثقافي لرئيس دولة الإمارات والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وكانت رؤيته لمستقبله وقراره بالتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة، رغم ولادته في القدس، دورها في أن تخلق مسارا مختلفا له ولأبنائه، فالبداية كانت بعد أن تخرج في كلية كوينز من جامعة كامبريدج وحصل على درجة الماجيستير في الاقتصاد عام 1967، وقرر أن يستقر في أبو ظبي.
عمل في البداية كصحفي مستقل في بي بي سي العربية ومجلة ذي إيكونوميست وفاينانشال تايمز، طلبت منه حكومة أبو ظبي الانضمام لها، بعد أن أجرى مقابلة مع الشيخ زايد عام 1968 بتكون ضمن فيلم وثائقي بريطاني، وعمل في الحكومة الإماراتية مع هيئة الخدمة المدنية في الفترة ما بين 1968 و1969،وتدج في المناصب داخل الحكومة، كما كان مساهما في تاسيس أولى الصحف في أبو ظبي سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
عمل زكي نسيبة في وزارة الإعلام في الحكومة الإماراتية، وساهم في وضع استراتيجية من أجل تطوير الإعلام في الإمارات، وتولى عام 1975 إدارة المكتب الصحفي في ديوان الشيخ زايد، وأصبح مترجما شخصيا للرئيس، وفي عامي 2016- 2017 تولى منصب مساعد وزير بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، ثم أصبح المستشار الثقافي في ديوان رئيس الدولة.
تعج مكتبة زكي نسيبة بالكتب عن الثقافة والفن والسياسة والتاريخن وخاصة التاريخ اليهودي والصراع العربي- الإسرائيلي، مما كان له أثره في تنشئة لانا نسيبة وكذلك في اختياراتها الدراسية والمهنية. ونال زكي نسيبة عددا من الأوسمة والجوائز التقديرية عرفانا بمسيرته المهنية، ومنها: الدكتوراة الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة القدس ووسام الاتحاد لدولة الإمارات ووسام الاستحقاق الألماني برتبة قائد عام 2013، ووسام الشرف الذهبي للخدمات الجمهورية النمساوية عام 2007.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا