ليه بنقص شعرنا لما بنحس بإحباط أو يأس؟ وإيه معناه؟
الأكثر مشاهدة
عارفين اللحظة اللي بنشوفها في الأفلام والمسلسلات، ونلاقي البطلة وقفت قدام المراية وبدأت تقص شعرها، وكأنها بتتخلص من عبء كبير أو بتنفض عن نفسها مشاعر سلبية وقيود مخلياها مش مرتاحة ولا عارفة تحب نفسها، كتير مننا كان بيعتقد أنها مجرد "أفورة" تمثيل، لغاية ما بنلاقي نفسنا بنمرّ بنفس المشاعر، وبيكون عندنا نفس الرغبة في قص شعرنا، كأننا عاوزين نبدأ من جديد.
من وقت ما ظهرت شيرين على المسرح بعد انفصالها عن حسام حبيب، بعد ما تخلصت من شعرها تماما، وتمنت من الجمهور أنه يقبلها زي ما هي، كتير من الستات حسوا أنهم فاهمين صعوبة الفترة اللي بتعدي بيها، وقربهم من نوع المشاعر التقيلة اللي معذباها، واللي ممكن يكونوا مروا بيها قبل كده.. لكن على الجانب التاني كان في ناس بتسأل، وهو إيه علاقة شعرها باللي بتمر بيه؟
قص الشعر والحالة النفسية
الفكرة أن العلاقة كبيرة ومهمة، أكيد مش كل مرة أي ست تقص تسريحة جديدة وتحب تغير في شكل شعرها أو لونه هيكون وراها قِصة أو ألم، لكننا بنقصد التغييرات اللي بتكون بعد أوقات صعبة أو بيظهر معاها تفاصيل تانية متعلقة بشكل حياتها، وده بنشوفه حتى في بنات وستات حوالينا من أصدقائنا أو معارفنا.
أغلب الستات شعرها جانب مهم من مظهرها، وبيبين تفاصيل كتير ليها علاقة بشخصيتها، وزي ما بيقولوا "الشعر تاج المرأة" وكلنا بننزعج لما يكون ضعيف ومش صحي وبنحاول نعالجه بكل الطرق، وإزاي ممكن يومنا يكون سيء لو شعرنا شكله مش حلو زي ما توقعنا، لدرجة أنه في مصطلح بالإنجليزي بيقول Bad Hair Day يعني لو حاسة أنه شعرك سيء كل حاجة في يومك هتكون سيئة.
مرورنا بأحداث ومواقف شخصية معينة، من الممكن أنه يأثر على حالتنا النفسية ونختار أننا نقص شعرنا، خاصة القصات اللي بنتخلى فيها عن الشعر كله وأنه يكون قصير جدا، عشان نحس بالقدرة على السيطرة على حياتنا، وعشان كده بيربط بعض خبراء علم النفس ما بين قص الشعر واختبار تجارب نفسية سيئة.
التخلص العاطفي
غالبا، ما بتكون التجارب اللي بتضطر الستات تقص شعرها أو تتخلص منه نهائيا متعلقة بالانفصال أو الطلاق، أو التجارب العاطفية القاسية عموما، وممكن يكون تعبير عن الرغبة في بداية حياتها من جديد بطريقة مختلفة، أو لتدعيم فكرة القدرة على التخلى عن أي شيء بيقيدها- إذا كان قدرت تتخلى عن أكتر حاجة بتحبها في شكلها- وممكن كمان يكون رفض لمعايير الجمال المعتادة، والخروج من القوالب النمطية لشكل الستات المثالي.
قبل شيرين، عملت كده فنانات كتير بعد مرورهم بتجارب نفسية وعاطفية سيئة، غير حملات على الإنترنت واليوتيوب بتدعم الستات نفسيا منها حملة The Big Chop اللي شاركت فيها صانعة محتوى أمريكية بعد طلاقها، وكان جزء من رحلتها الشخصية للتخلص من أي حاجة ليها علاقة بالماضي والبداية من جديد.
عاوزين نقول إيه؟
بالتأكيد، كل ست من حقها تختار تكون بالشكل اللي يريحها، من غير ما تتاج تبرر لأي حد هي بتعمل كده ليه؟ او حتى عاوزة تقول إيه؟ لكن في الغالب لما نقص شعرنا ونتخلص منه، بنكون عاوزين نعبر عن حالة بنمر بيها، ونقول مثلا، أننا:
- أحرار، وبنمتلك القدرة على السيطرة على حياتنا، واختيار اللي يناسبنا.
- التمرد على قوالب نمطية ممكن يكون المجتمع بيحط الستات فيها، وبيفرض عليهم معايير ه للجمال والأنوثة.
- بديل للصراخ، وكأنه متنفس عن مشاعر كتير متلخبطة ومليانة غضب وحزن ورفض.
- تعبير عن لخبطة كبيرة دايرة جوه دماغنا، ومشاكل يمكن مش عارفين نتعامل معاها في الوقت الحالي.
- معندناش حاجة نخسرها، وأننا متقبلين لكل هزيمة حتى لو سابت جوانا أثر كبير صعب يتنسي.
- بنحاول نساعد نفسنا على تخطي فترة صعبة، سواء كانت علاقة عاطفية أو علاقة صداقة، وبنمحي آثارها من علينا وكل ذكرياتها.
- بنوصل رسالة غير مباشرة للي حوالينا أننا مش بخير، ومحتاجين مساندتهم.
- عاوزين نوضح أنه شخصيتنا فيها جوانب كتير محدش عارفها، حتى القريبين مننا، وننبهم أنه توقعاتهم عننا مش دايما هتكون في محلها.
- بنستعد لبداية جديدة عن طريق تغيير كبير.
تجربتي الشخصية مع قص شعري، والتخلص من طوله اللي كان ملازمني العمر كله، أنه أعمل حاجة مختلفة تماما عن شخصيتي، أحاول أخرج من منطقة الراحة أو الـ comfort zone وكني مستعدة لتجارب جديدة وحياة مختلفة.. كل واحدة فينا عندها سببها ومن حقها تختار اللي يحسسها بالأمان والراحة.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا