ما الذي يجب أن تعرفوه عن التجربة الجنسية الأولى؟
الأكثر مشاهدة
عيب! كلمة نسمعها طوال الوقت، كلمة من ثلاثة حروف لكنها تبني الكثير من الحواجز بيننا وبين أجسامنا وتخلق خوف دفين من المعرفة الجنسية والإنجابية. وبسبب هذا الـ"عيب" أطلقنا في احكي حملة "من غير كسوف" بالتعاون مع منظمة أوكسفام، لأن العيب الحقيقي هو الجهل ولأننا نستحق أن نعرف. هذه سلسلة من المقالات المتربطة بحملة من غير كسوف للتوعية بالصحة الجنسية والإنجابية، والتي ارتبطت بورش عمل ولقاءات ميدانية في محافظات (الإسكندرية- دمياط- بورسعيد- الدقهلية- المنيا- بني سويف- الفيوم).
التجربة الجنسية الأولى بعد الزواج
تعتبر التجربة الجنسية الأولى واحدة من أكثر اللحظات تحوّلًا في حياة الأزواج، فهي تحمل معها مشاعر مختلطة من الترقب، الفضول، وربما القلق. تختلف هذه التجربة من شخص لآخر؛ فهي تتشكل بناءً على الخلفيات الثقافية، والتربية، والقيم الشخصية. رغم أنها محطة مهمة في رحلة النضوج، لكن الحديث عنها في مجتمعاتنا العربية لا يزال محاطًا بالكثير من الصمت والتحفظ. هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على التجربة الجنسية الأولى، مع التركيز على أهمية الوعي، الاحترام المتبادل، والمسئولية في هذا السياق الحساس.
ما الذي يجب أن تعرفوه عن التجربة الجنسية الأولى؟
-
التأكد من الجاهزية العاطفية: تأكدا من أنكم مستعدون عاطفيًا لهذه الخطوة، وأنكما تتخذون قرار الزواج من الأصل بناءً على رغباتكم وقيمكم، وليس بسبب الضغوط الخارجية.
-
التواصل مع الشريك/ة: تحدثا بصراحة مع الشريك/ة عن توقعاتكما، والحدود التي تودان احترامها، وما تحتاجانه لتشعرا بالراحة والأمان.
-
التثقيف الجنسي: احرصا على معرفة أساسيات الصحة الجنسية، بما في ذلك وسائل منع الحمل وكيفية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، وكذلك تحقيق المتعة لكليكما.
-
احترام الحدود: من المهم أن تكون الحدود الشخصية لكل طرف واضحة ومحترمة، وأن تكون هناك موافقة متبادلة على كل خطوة.
-
التوقعات الواقعية: افهما أن التجربة الجنسية الأولى قد لا تكون مثالية، وأنها جزء من عملية تعلم واكتشاف مشترك بينكما.
-
العناية بالنفس: تأكدا من أنكما تعرفان كيف تهتمان بأنفسكم بعد التجربة، بما في ذلك التحدث عن مشاعركما.
-
الاستعداد لاحتمال الحمل: إذا كنتما لا تخططان للحمل في بداية الزواج، فمن الضروري التفكير في وسائل منع الحمل المناسبة والنقاش حول هذا الموضوع مسبقًا.
-
الاعتراف بالقلق الطبيعي: من الطبيعي الشعور ببعض القلق أو التوتر. تحدثا عن هذه المشاعر لبعضكما البعض، فقد يساعدكما ذلك في تخفيف التوتر.
-
البحث عن الدعم إذا لزم الأمر: إذا كان لديكما أسئلة أو مخاوف، فلا تترددا في التحدث إلى شخص موثوق أو مختص/ة للحصول على الدعم والإرشاد.
من أين تأتي توقعاتنا عن التجربة الجنسية الأولى؟
تأتي توقعاتنا عن التجربة الجنسية الأولى من مجموعة متنوعة من المصادر التي تتداخل فيها التأثيرات الثقافية والاجتماعية والشخصية. الثقافة والمجتمع يلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل هذه التوقعات، حيث يصور الإعلام مثل الأفلام والبرامج التلفزيونية والإنترنت وكذلك للأسف: الأفلام الإباحية- التجربة الجنسية الأولى بطرق قد تكون مثالية أو غير واقعية، مما يؤثر على تصوراتنا. بالإضافة إلى ذلك، تلعب التقاليد والعادات دورًا مهمًا في تحديد القيم والمعايير الاجتماعية المتعلقة بالجنس، والتي تختلف من مجتمع لآخر.
التربية والتعليم أيضًا لهما تأثير كبير؛ فالتربية المنزلية قد تساهم في تشكيل نظرتنا للجنس سواء من خلال الأحاديث المفتوحة أو الصمت حول هذا الموضوع. كذلك، يؤثر الأصدقاء والمجتمع المحيط على توقعاتنا من خلال التجارب التي يشاركها الأقران، حيث يمكن أن يشعر البعض بضغط من الأصدقاء لتحقيق توقعات معينة. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الصورة الذاتية والثقة بالنفس ومعتقداتنا وقيمنا على مدى استعدادنا وخوفنا من هذه التجربة.
الحديث عن الجنس في فترة الخطوبة
هل يجب أن نتحدث عن العلاقة الجنسية ونحن في فترة الخطوبة؟ نعم. كلما اقتربتما من إتمام الزواج، يجب أن تتأكدا من أنكما تستطيعان التواصل معًا وتفهمان بعضكما فيما يخص العلاقة الحميمة. وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكما في الحديث:
- التحدث عن التجربة الجنسية الأولى خلال فترة الخطوبة يمكن أن يكون خطوة مهمة لبناء تواصل مفتوح وصحي بين الشريكين. إليك بعض النصائح حول كيفية القيام بذلك:
- اختيار الوقت والمكان المناسبين: يجب اختيار وقتًا ومكانًا يشعر فيه كلاكما بالراحة، وأن يكون الحديث قد تم قبله التمهيد والشريك/ة موافق/ة على ذلك، وهذا سيساعد في تقليل التوتر وجعل الحديث أكثر سهولة.
- التدرج في الحديث: تحدثا عن موضوعات أقل حساسية متعلقة بالعلاقة مثل القيم والتوقعات العامة، ثم يمكنكما الانتقال تدريجيًا إلى مواضيع أكثر خصوصية مثل الجنس - قد يجد البعض صعوبة في الحديث عن ذلك ويحتاج الأمر الكثير من التفهم والمراعاة.
- التعبير عن المشاعر بصراحة: تحدثا عن مشاعركما تجاه التجربة الجنسية الأولى، سواء كانت مشاعر حماس، قلق، أو تردد. الصراحة تفتح المجال لشريكك/شريكتك للتعبير عن مشاعره/ا أيضًا.
- احترام مشاعر الشريك/ة: قد يكون الشريك/ة مترددًا أو قلقًا من هذا الحديث، لذا كن حساسًا تجاه مشاعره/مشاعرها واسمح له/لها بالتعبير عن رأيه/رأيها بحرية دون ضغوط، أو حتى تأجيل الحديث لوقت آخر.
- التأكيد على التفاهم والاحترام المتبادل: اشرح/ي أن الهدف من الحديث هو التفاهم المشترك والوصول إلى اتفاق حول كيفية التعامل مع التجربة الجنسية الأولى، وأن الاحترام والراحة هما الأولوية.
- التحدث عن التوقعات: ناقشا توقعاتكما حول التجربة الجنسية الأولى، سواء من الناحية العاطفية أو الجسدية. يمكن أن يساعد هذا في تقليل أي مفاجآت أو خيبات أمل في المستقبل.
- مناقشة الصحة الجنسية: تحدثا عن أهمية استخدام وسائل الحماية مثل الواقي الذكري ووسائل منع الحمل. يمكن أن يكون هذا الحديث أيضًا عن أهمية إجراء فحوصات طبية للتأكد من صحة كلا الشريكين.
- الاستماع الفعّال: استمع/ي بإنصات إلى ما يقوله الشريك/ة دون مقاطعة، هذا سيبني الثقة بينكما ويعزز التفاهم.
- التعامل مع التوتر بلطف: إذا شعرتما أن الحديث يتسبب في توتر، خذا استراحة أو حولا الموضوع إلى شيء آخر لفترة. يمكنكما العودة إلى الحديث عندما يشعر كلاكما بالاستعداد.
- طلب المساعدة إذا لزم الأمر: إذا واجهتما صعوبة في التحدث عن هذا الموضوع بمفردكما، يمكنكما اللجوء إلى مستشار/ة قبل الزواج أو متخصص/ة في العلاقات لمساعدتكما في إدارة هذه المحادثة.
التجربة الجنسية الأولى: التوقعات Vs الحقيقة
إليكم بعض النقاط حول الخرافات والتوقعات الشائعة المتعلقة بالتجربة الجنسية الأولى بعد الزواج.
١. الخرافة: يجب أن تكون الليلة الأولى مثالية ورومانسية كما في الأفلام.
الحقيقة: الواقع قد يكون مختلفًا، حيث يمكن أن تكون التجربة الأولى محاطة بالتوتر أو عدم التفاهم الكامل. لا ينبغي توقع الكمال، بل الأهم هو التواصل المفتوح والصبر.
٢. الخرافة: ستكون الليلة الأولى مؤشرًا فوريًا على التوافق الجنسي.
الحقيقة: التوافق الجنسي يتطلب الوقت والتفاهم بين الشريكين، ولا يمكن الحكم عليه من خلال التجربة الأولى فقط.
٣. الخرافة: العروس أو العريس يجب أن يعرفا تمامًا ما يفعلانه.
الحقيقة: من الطبيعي أن يواجه الزوجان بعض الصعوبات أو التردد بسبب قلة الخبرة، وهذا لا يعني فشلًا أو مشكلة في العلاقة.
٤. الخرافة: ليلة الزفاف يجب أن تكون حتمًا ليلة العلاقة الجنسية.
الحقيقة: الشريكان يمكنهما اختيار الوقت المناسب لهما لبدء علاقتهما الجنسية بناءً على مشاعرهما واستعدادهما، وليس بالضرورة أن يكون ذلك في الليلة الأولى.
٥. الخرافة: يجب أن تكون التجربة مثالية من الناحية البدنية والعاطفية.
الحقيقة: التوقعات غير الواقعية قد تؤدي إلى الإحباط. الأهم هو التفاهم المتبادل والإحساس بالراحة مع مرور الوقت.
٦. الخرافة: عدم الرضا في التجربة الأولى يعني مشكلة طويلة الأمد.
الحقيقة: التجربة الأولى ليست حاسمة، ويمكن للشريكين تحسين وتطوير علاقتهما مع مرور الوقت من خلال الحوار والتفاهم.
٧. الخرافة: كل شيء سيكون غريزيًا وطبيعيًا بدون أي تحديات.
الحقيقة: يتطلب الأمر بعض التعلم والتكيف، والشريكان يمكنهما التحدث بشكل مفتوح لتحسين تجربتهما مع مرور الوقت.
٨. الخرافة: فقط الرجال هم من يشعرون بالقلق حول الأداء الجنسي.
الحقيقة: النساء أيضًا قد يشعرن بالقلق والتوتر حول الأداء، ومشاعر القلق هذه طبيعية لكلا الطرفين في التجربة الأولى.
٩. الخرافة: الرجال دائمًا على استعداد، ولا يواجهون مشاكل في الليلة الأولى.
الحقيقة: الرجال قد يواجهون أيضًا مشاكل مثل القلق أو الإرهاق، مما قد يؤثر على أدائهم الجنسي في الليلة الأولى.
١٠. الخرافة: الألم أو النزيف أمر لا بد منه في التجربة الأولى للنساء.
الحقيقة: الألم ليس جزءًا من العلاقة الحميمة ويجب استخدام المزلقات الحميمية للتغلب على أي مشاكل، وهناك أنواع كثيرة لغشاء المهبل وبالتالي قد لا يكون هناك أي دم على الإطلاق، أو نقاط لا تظهر.
١١. الخرافة: الحديث عن الجنس مع الشريك قبل التجربة الأولى قد يفسد اللحظة.
الحقيقة: الحديث المسبق عن التوقعات والحدود يمكن أن يجعل التجربة أكثر راحة ومتعة لكلا الشريكين.
١٢. الخرافة: استخدام الواقي الذكري أو وسائل منع الحمل يفسد الرومانسية.
الحقيقة: استخدام وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري هو جزء من التخطيط المسئول، ويمكن أن يعزز الأمان والراحة بين الشريكين ولا يؤثر على المتعة.
١٣. الخرافة: الأزواج الذين يواجهون صعوبات في البداية هم فقط من يحتاجون إلى التحدث مع مستشار/ة جنسي.
الحقيقة: من الطبيعي أن يستفيد أي زوجين من التحدث مع مستشار/ة جنسي للحصول على مشورة ودعم في تحسين حياتهم الجنسية، بغض النظر عن مدى نجاح تجربتهم الأولى.
التحدث عن التجربة الجنسية الأولى خلال فترة الخطوبة خطوة أساسية في بناء علاقة قوية ومبنية على الثقة والتفاهم المتبادل. من خلال الانفتاح والصراحة في الحديث عن التوقعات، المشاعر، والتحديات المحتملة، يمكن للشريكين تجاوز أي مخاوف أو ضغوطات قد تصاحب هذه التجربة. تذكروا أن التواصل الجيد ليس فقط مفتاحًا لتجربة جنسية مرضية، بل هو أيضًا حجر الأساس لعلاقة زوجية ناجحة #من_غير_كسوف
الكاتب
احكي
الخميس ١٥ أغسطس ٢٠٢٤
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا