الهرمونات الجنسية: كيف تؤثر في الجسم والعلاقة الحميمة؟
الأكثر مشاهدة
عيب! كلمة نسمعها طوال الوقت، كلمة من ثلاثة حروف لكنها تبني الكثير من الحواجز بيننا وبين أجسامنا وتخلق خوف دفين من المعرفة الجنسية والإنجابية. وبسبب هذا الـ"عيب" أطلقنا في احكي حملة "من غير كسوف" بالتعاون مع منظمة أوكسفام، لأن العيب الحقيقي هو الجهل ولأننا نستحق أن نعرف. هذه سلسلة من المقالات المتربطة بحملة من غير كسوف للتوعية بالصحة الجنسية والإنجابية، والتي ارتبطت بورش عمل ولقاءات ميدانية في محافظات (الإسكندرية- دمياط- بورسعيد- الدقهلية- المنيا- بني سويف- الفيوم).
كيف تؤثر الهرمونات الجنسية في الجسم والعلاقة الحميمة؟
تلعب الهرمونات الجنسية دورًا أساسيًا في حياتنا، فهي المحرك الخفي وراء العديد من التغيرات التي نشهدها في أجسادنا وعواطفنا منذ لحظة الولادة وحتى نهاية الحياة. هذه المواد الكيميائية الحيوية ليست مجرد عناصر تنظيمية داخلية، بل هي القوى التي تشكل ملامح هويتنا، تؤثر على صحتنا، وتوجه سلوكياتنا وعلاقاتنا الحميمة. سواء كنتم تتعاملون مع فترة البلوغ، الحمل، أو حتى التغيرات التي تحدث مع التقدم في العمر، فإن الهرمونات الجنسية تمثل خيطًا مشتركًا يربط جميع هذه التجارب. دعونا نستكشف سويًا كيف تعمل هذه الهرمونات، وكيف يمكن لتوازنها أو اختلالها أن يؤثر بشكل عميق على حياتنا اليومية.
العلاقة بين الهرمونات والدافع الجنسي
الدافع الجنسي هو نتاج تفاعل معقد بين مجموعة من الهرمونات التي تؤثر على الجسم والعقل بطرق مختلفة. كل هرمون يلعب دورًا خاصًا في تحفيز أو تثبيط الرغبة الجنسية، ما يجعل فهم هذا التفاعل أمرًا بالغ الأهمية لتقدير كيف يؤثر على حياتنا الجنسية.
1. التستوستيرون
يُعتبر التستوستيرون الهرمون المحوري في تعزيز الرغبة الجنسية لدى الرجال، حيث يرتبط مباشرةً بمستويات الدافع الجنسي. التستوستيرون يُنتج في الخصيتين عند الرجال، ويُنتج بكميات أقل في المبيضين والغدد الكظرية عند النساء. يرتبط انخفاض مستويات التستوستيرون لدى الرجال بانخفاض الرغبة الجنسية والقدرة على الانتصاب. عند النساء، يلعب التستوستيرون دورًا في الحفاظ على الرغبة الجنسية، ويعزز الطاقة والمزاج.
2. الإستروجين والبروجيستيرون
الإستروجين هو الهرمون الأنثوي الرئيسي، ويلعب دورًا مهمًا في زيادة الدافع الجنسي لدى النساء، خاصةً خلال فترة التبويض عندما تكون مستويات الإستروجين في أعلى مستوياتها. هذا الارتفاع يعزز الرغبة الجنسية ويزيد من حساسية الأعضاء التناسلية. في المقابل، يعمل البروجيستيرون على تهدئة هذه الزيادة في الرغبة الجنسية، وهو ما يفسر انخفاض الدافع الجنسي لدى العديد من النساء خلال فترة ما بعد التبويض وفي المراحل الأولى من الحمل، حيث ترتفع مستويات البروجيستيرون بشكل كبير.
3. الأوكسيتوسين والفاسوبريسين
الأوكسيتوسين والفاسوبريسين هما هرمونان مرتبطان بشكل كبير بالعواطف والروابط الاجتماعية. الأوكسيتوسين يُفرز خلال اللحظات الحميمة مثل المداعبة والجماع، ويعزز مشاعر الارتباط والحب، مما يزيد من الرغبة الجنسية.
الفاسوبريسين، من جهة أخرى، يعزز الشعور بالارتباط بالشريك ويُعتقد أنه يلعب دورًا في تعزيز الدافع الجنسي المرتبط بالعلاقات المستقرة.
4. البرولاكتين
البرولاكتين يُنتج بشكل رئيسي في الغدة النخامية، وهو الهرمون المسئول عن تحفيز إنتاج الحليب بعد الولادة لدى النساء. ومع ذلك، يلعب البرولاكتين دورًا آخر في الدورة الجنسية؛ بعد الوصول إلى النشوة الجنسية، ترتفع مستويات البرولاكتين بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في الرغبة الجنسية، وهو ما يُعرف بمرحلة الامتناع أو الفتور الجنسي.
5. الدوبامين
الدوبامين هو ناقل عصبي يعمل على تعزيز الشعور بالمكافأة واللذة، ويلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الرغبة الجنسية. مستويات الدوبامين المرتفعة ترتبط بزيادة الرغبة الجنسية والإثارة. هذا الهرمون يرتبط أيضًا بشعور المتعة الذي يصاحب الأنشطة الجنسية، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في تعزيز السلوك الجنسي.
تفاعل الهرمونات في الجسم
الرغبة الجنسية ليست نتيجة لهرمون واحد فقط، بل هي نتيجة لتفاعل معقد بين هذه الهرمونات. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر التوازن بين التستوستيرون والإستروجين على كيفية تجربة الشخص للرغبة الجنسية والإثارة. كما أن التفاعل بين الدوبامين والبرولاكتين يحدد الدورة الجنسية بأكملها، من الرغبة إلى الإشباع.
فهم هذه العلاقات يساعد في تحديد العوامل التي تؤثر على الدافع الجنسي، سواء كانت جسدية أو نفسية. وقد يكون ذلك أساسيًا لتحسين الصحة الجنسية والتعامل مع أي اضطرابات قد تنشأ نتيجة لعدم التوازن الهرموني.
خرافات Vs حقائق عن الهرمونات الجنسية
خرافة 1: التستوستيرون هو الهرمون الوحيد المسئول عن الرغبة الجنسية
الحقيقة: بينما يلعب التستوستيرون دورًا كبيرًا في تحفيز الرغبة الجنسية، فهو ليس الوحيد. هرمونات أخرى مثل الإستروجين، الأوكسيتوسين، والدوبامين تشارك أيضًا في تنظيم الدافع الجنسي لدى كلا الجنسين.
خرافة 2: الإستروجين هرمون أنثوي والتستوستيرون هرمون ذكوري
الحقيقة: رغم أن الإستروجين يُعتبر هرمونًا أنثويًا والتستوستيرون هرمونًا ذكوريًا، فإن كلا الهرمونين موجودان في الرجال والنساء على حد سواء، ولهما أدوار مهمة في صحة كل من الذكور والإناث.
خرافة 3: هرمونات الرجال ثابتة ولا تتغير
الحقيقة: مستويات التستوستيرون عند الرجال تتغير على مدار اليوم، وتتناقص تدريجيًا مع التقدم في العمر. عوامل مثل التوتر، النظام الغذائي، والنشاط البدني يمكن أن تؤثر أيضًا على هذه المستويات.
خرافة 4: الإستروجين يسبب زيادة الوزن عند النساء
الحقيقة: زيادة الوزن قد ترتبط بتغير مستويات الإستروجين، ولكن الإستروجين بحد ذاته ليس السبب الوحيد. التغيرات في نمط الحياة، النظام الغذائي، والنشاط البدني كلها تلعب دورًا.
خرافة 5: ارتفاع البرولاكتين يحدث فقط أثناء الحمل
الحقيقة: على الرغم من أن البرولاكتين يرتفع بشكل ملحوظ أثناء الحمل والرضاعة، إلا أنه يمكن أن يرتفع أيضًا بسبب عوامل أخرى مثل الإجهاد أو بعض الحالات الطبية، مما قد يؤثر على الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
خرافة 6: الأوكسيتوسين والفاسوبريسين فقط يؤثران على العواطف وليس على الرغبة الجنسية
الحقيقة: بينما يُعرف الأوكسيتوسين والفاسوبريسين بتأثيراتهما على العواطف والارتباط، إلا أنهما يلعبان دورًا مهمًا في تعزيز الرغبة الجنسية وتقوية الروابط بين الشريكين.
خرافة 7: اضطرابات الهرمونات الجنسية تؤثر فقط على الصحة الجنسية
الحقيقة: الهرمونات الجنسية تؤثر على جوانب عديدة من الصحة، بما في ذلك الصحة العقلية، صحة العظام، مستويات الطاقة، وحتى صحة القلب. اضطراب التوازن الهرموني يمكن أن يؤثر بشكل شامل على الجسم.
خرافة 8: يمكن تحسين الدافع الجنسي فقط من خلال العلاج الهرموني
الحقيقة: بينما يمكن للعلاج الهرموني أن يكون فعالًا في بعض الحالات، إلا أن الدافع الجنسي يتأثر أيضًا بنمط الحياة، مثل التمارين الرياضية، النوم الجيد، التغذية السليمة، والصحة النفسية.
خرافة 9: الدوبامين يقتصر دوره على تحسين المزاج فقط
الحقيقة: الدوبامين يلعب دورًا محوريًا في الشعور بالمكافأة واللذة، مما يجعله أساسيًا في تحفيز الرغبة الجنسية والإثارة. وهو يؤثر أيضًا على العمليات الإدراكية والتحفيزية.
خرافة 10: انخفاض التستوستيرون يؤثر فقط على الرجال المسنين
الحقيقة: بينما التستوستيرون يميل إلى الانخفاض مع التقدم في العمر، يمكن أن يعاني الرجال من مستويات منخفضة في أي عمر، بسبب عوامل مثل التوتر، التغذية، أو حتى بعض الحالات الصحية، مما يؤثر على صحتهم الجنسية والنفسية.
من المهم أن نفهم الحقائق العلمية حول هذه الهرمونات #من_غير_كسوف وتجنب الانسياق وراء الخرافات الشائعة التي قد تؤدي إلى سوء فهم أو قلق غير مبرر. بتعميق معرفتنا حول تأثيرات الهرمونات الجنسية، يمكننا اتخاذ قرارات أفضل بشأن صحتنا الجنسية والعاطفية، مما يساهم في حياة أكثر توازنًا ورضا. الحوار المفتوح والبحث المستمر مفتاحًا لفهم هذه القوى التي تؤثر في حياتنا اليومية.
الكاتب
احكي
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا