”شيخة السويدي”..صاحبة أول عدسة نسائية بدبي
الأكثر مشاهدة

الاحتفاء دائمًا من نصيب أول قطرات مطر بعد صيف قائظ، و"شيخة السويدي" كانت من أولئك الذين يتبعون شغفهم أين كان ويضربن بكل ما يكبلهم عرض الحائط، فأصبحت الشابة ذات الثمانية عشر ربيعًا في أربعينات القرن الماضي، رائدة التصوير الإمارتية رغم تحديات مجتمع قبلي سارت على عادته وتزوجت وهي في سن الثانية عشرة ولم تكن تعرف القراءة ولا الكتابة، دفعها حب الاستطلاع إلى استعارة آلة تصوير من موظف هندي يعمل في مكتب بريد كانت توصل له رسائل، حيث جربتها فوقعت في حبها في التو، واختارتها رفيقة رحلتها إلى مومباي عندما تعين عليها إجراء عملية جراحية بالهند والتقطت صورها الأولى من المشفى، للمرضات والأطباء والأسرة البيضاء، لتعود من الهند وترجع الكاميرا لصاحبها الهندي، واشترت عينها الثالثة من رجل يملك دارًا للسينما المتنقلة والتي كان يدور بها. وبدأت تسجل لحظاتهم العائلية تباعًا.
لم يعرف المجتمع الإماراتي وقتها الكاميرا بشكل كبير وكانوا يطلقون عليها باللهجة الدارجة "العكوس"، لذلك ولذا أطلقت على معرضها الأول، الذي تضمن 69 صورة فوتوغرافية، اسم "العكس" وكانت أول كاميرا تستخدمها من نوع "أجفا".
وثقت شيخة لمدينتها دبي بما أصبح جزء من تاريخ المدينة، فركزت على تجسيد الحياة التقليدية من الأطفال الذين يدور أهلهم بهم على الخيول بعد الختان، وهم يلعبون بدراجاتهم الهوائية، الأعراس التقليدية، افتتاح بنك دبي الوطني وكذلك حريق ميناء دبي القديم.
فنانتنا متعددة المواهب فعملت سابقًا في تنسيق الزهور وبيعها ومارست الرسم والأشغال اليدوية والزراعة، قادت السيارات وبرعت في الطبخ كل ذلك بجانب كونها أم لسنة أبناء.
أرشفت لعقود الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، ليس في نطاق عامة الشعب فقط ولكن على مستوى الحكام منها صورة لعرس الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وصورة للشيخ جمعة آل مكتوم وصورا للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كل ذلك أصبح تراثًا شعبيًا.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا