خطوات سارة النجار على درب ”الميديا”
الأكثر مشاهدة
"على قدر حلمك –واجتهادك- تتسع الأرض" هذا بيت من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، أما ما بين شرطتي الاعتراض فهو من وحي الفتاة السكندرية العشرينية التي بدأ دربها من ميكروفون الإذاعة المدرسية حيث كانت رفيقها اليومي، فقضت أعوامها الأولى وهي "One Woman Crew" يعدها القدر لمستقبلها، فتتدرب على وظيفة الإعداد والتقديم الإعلامي لكن في طوره التمهيدي حين كانت تقرن إعداد حقيبتها المدرسية بوضع برنامج الإذاعة اليومي وتبحث عن كلمتها وتتمرن على مواجهة الزملاء والأساتذة في الطابور.
الوصول من طريق آخر
رغم كونها طالبة مجتهدة لم تجد نفسها إلا في ذلك، لم تشعر أنها يمكن أن تكون طبيبة كأحلام الآخرين، شبّت والحلم الإعلامي يراودها ووضعت كلية الإعلام نُصب عينيها كسبيلها لتحقيقه، لتواجه وقتها العقبة الأولى وهي تحديد رغبات الالتحاق في بداية المرحلة الثانوية فإما القسم العلمي أو الأدبي، فانتقت الخيار الأدبي كونه منطقيًا للطريق التي تحب، لكن في بلد كمصر لا تعترف سوى بالكليات العلمية كواجهة اجتماعية يستطيع من خلالها الأهل التفاخر بأبنائهم المتفوقين، واجهت التدخل من المعارف والأقارب الذين أثّروا على أهلها وبالتالي التحقت بالقسم العلمي وبالفعل حققت نجاحًا بنسبة 98% كونها تؤمن أن أي طريق تسلكه يجب أن تتمه على الوجه الأكمل. لكن في العام التالي ومع ضبطهم لكلية الصيدلة كوجهتها، ظل سؤال "هل هذا ما أحب؟!" يرافقها وبقى الجواب بالنفي.
حصلت في نهاية عامي الثانوية العامة على مجموع 97%، ومع رضا من قبل العائلة عن مستقبلها الصيدلي كتبت رغبات التنسيق الجامعي بكليات الصيدلة والطب لتحل كلية الإعلام في الخانة رقم 32. بعدها بأيام شاء القدر وأتى جواب التنسيق: "الطالبة سارة أحمد النجار نتشرف بقبولكم بكلية الإعلام جامعة القاهرة" لتصف ذلك بأنها من أسعد لحظات حياتها. حكت تجربتها تلك على مسرح TEDxYouth بالإسكندرية وهي مفعمة بالحماس والطاقة الإيجابية وكانت هذه مرتها الأولى على مسرح وجمهور من غير المدرسة، والتي تُعلق عليها أنها من أجمل ما فعلت في حياتها رغم الارتباك وهزة الصوت وأخطاء البدايات.
بداية الاحتراف
تركت سارة مدينتها الساحلية الساحرة وسكانها أصحاب البال الرائق لتسكن العاصمة الصاخبة المزدحمة وتقول أن بداية حياتها القاهرية لم تكن سهلة أبدًا فشهدت تحول الفتاة المدللة نوعًا إلى الشخصية المستقلة المسئولة عن نفسها من الألف إلى الياء.
. وفي أثناء فترة الدراسة بالكلية اعتمدت بشكل كبير على التدريبات من خارج أسوار الجامعة مثل التعليم الإلكتروني، وتدربت لفترة بقناة المحور الفضائية، وجربت نفسها في الصحافة المكتوبة لكنها لم تجدها مناسبة لها. إلى أن شاهدت إعلان، في عامها الدراسي الثالث بالكلية، برنامج "مذيع العرب" الذي بثته فضائيتا الحياة وأبو ظبي، فأرسلت مقطع مصور كطلب للانضمام ونجحت في التصفيات المتتالية ومن ضمن 6 آلاف متقدم سافر إلى لبنان 60 كانت هي من بينهم، ووصلت في الحلقات، أمام لجنة التحكيم التي تكونت من "ليلى علوي، طوني خليفة ومنى أبو حمزة"، إلى الـ20 الأفضل، وفي عرضها الأول على مسرح ضخم أمام اللجنة قالت لها ليلى علوي "اخترعتي فكرة برنامج جديد لوحدك" بعدما كان عليها أن تواجه اختبار تقديم لا تعلم عنه شيء. وقد تركت البرنامج بإشادة كبيرة من قبل اللجنة، منافسيها والجمهور.
أندروفوبيا
فجأة تظهر الفتاة الأنيقة اللبقة وهي تجلس على كرسي في شرفة منزلية، ترتدي "بيجامة" و "شبشب" وتتكلم بصوت عال، في برنامج بعنوان "أندروفوبيا" أي الخوف من الرجال. أول ما ذكر البرنامج ضحكت سارة قائلة: "جينا للنقطة المهمة اللي حواليها لغط كبير.
في العشرين من أغسطس الماضي انطلقت قناة "icu" برعاية صحيفة اليوم السابع على موقع يوتيوب، معتمدة على المحتوى الترفيهي الشبابي واختيرت سارة لتقدم "أندروفوبيا"، تقوم فيه "بتمثيل" شخصية فتاة متعصبة تجاه الرجال تحاول نصيحة الفتيات منهم، وتؤكد أنها "تلعب" شخصية غير ما هي عليه في الحقيقة ولا تسعى لتقديم أية رسائل وعظية ولا حتى تقديم قالب كوميدي، فالبرنامج اختار "التيمة" الخفيفة من من واقع مشكلات البنات.
تشارك سارة في كتابة المواقف مع "عمرو الشاعر" كاتب النص، وتعتمد عليه كثيرًا كما قالت، وتوضح أن مضمون الحلقات ياتي من مواقف على فيسبوك و حكايات الصديقات والزملاء أو خلق مواضيع من الواقع. ردود الأفعال جاءت متباينة فشّجعها البعض على الاستمرار ومدحها، والبعض لم يعجبه الأداء أو أبدى نصائح تتعلق به، وآخرون لم تصلهم فكرة تمثيلها لشخصية البرنامج فهاجموها.
وترى الفتاة التي لا تتنازل عن الإتقان الدائم أن كل مرة تقف فيها أمام الكاميرا هي الأصعب مهما بدا الأمر بسيطًا، وتحلم أن يكون لها بصمة لدى الناس حتى وإن كانت صغيرة.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا