المسلمة التي أعدت كعكة ميلاد الملكة إليزابيث
الأكثر مشاهدة
فتاة بنجالية صغيرة هاجرت مع عائلتها إلى إنجلترا بحثًا عن حياة أفضل، استقر بها المقام في مدينة لوتون شمال لندن، وهي مدينة تشتهر بوجود عدد كبير من المهاجرين الآسيويين خصوصًا من بنجلاديش والهند، ومنذ أن التحقت بالمدرسة لم تفوت حصص الطهي أبدًا وبرعت بتحضير الكعكات كأنها ولدت مفطورة على الوصفات المميزة، أحبت تخصص الخبز الذي جعلها ساحرة صغيرة تضع بعض المكونات الدقيقة وتتلو تعويذة سحرية على الفرن فتخرج رائحة ومنظر شهيان يَسُرا الآكلين.
تزوجت نادية حسين تقليديًا قبل 11 عامًا، ومع ضغوط الحياة والأبناء نهارًا أصبح الليل مملكتها فتولج إلى المطبخ وتبدأ في إعداد أشهى المخبوزات التي ستهبها للعائلة والجيران في النهار، ومع عرض عدة مواسم من برنامج "Great British Bake off" حاول زوجها أن يدفعها للمشاركة به مرارًا حتى نجح باقناعها العام الماضي فخاضت المنافسات وحصلت على المركز الأول ولقب ملكة المخبوزات بعدما أعدت كعكة في اليوم النهائي زينتها بمجوهراتها التي أهدها لها زوجها المشجع وقد قالت " تخيلت أنني أعدها له" لازم نادية التخوف من الاشتراك بأية مسابقة بسبب كونها مسلمة سمراء ومحجبة، لكنها ما إن واجهت الموقف بموهبتها المتجلية ومهارتها بجانب روحها المرحة وابتسامتها الساحرة، وجدت الملايين يؤيدونها ويشجعونها وعلي رأسهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, الذي نقلت عنه الصحف البريطانية تشجيعه لنادية وتمنيه فوزها بالجائزة الأولى، وقد تخطت مشاهدات الحلقة النهائية للبرنامج 13 مليون مشاهدة. كل هذا دفعها أنا تعبر قائلة "لن أقول بعد الآن أنني لا أستطيع، ولن أقول ربما، ولن أشك في قدراتي مجددًا بل سأقول دائمًا أريد وسأفعل وسأصل".
فمنذ ذلك الحين أصبحت من مشاهير المملكة المتحدة فتكتب مقالات وتبرم عقود كتب الطهي وتظهر في البرامج الحوارية ولها أكثر من مائة ألف متابع على موقع تويتر مع حساب موثق.
لكنها ليست أيضًا بمنأى من العنصرية فمع أي اعتداء يشنه مسلمين في أي مكان بالعالم يطولها التعدي دائمًا فقد تعرضت للإساءة بسبب دينها وحجابها على الإنترنت، ففي حديث لها مع مجلة The Times قالت "بعد كل هجوم إسلامي أخرج من بيتي متوجسة كأنما تظلني غمامة سوداء من النحس. فإن كنت على القطار يجلس الكل بعيدًا عني، وإن كانت معي حقيبة أو كيس فحدث ولا حرج. لقد تعرضت للدفع بغلظة أثناء انتظار الباص، كما ألقيت علي أشياء.
." في أبريل الماضي وصلها طلب رسمي من قصر باكنجهام قبل أسبوع من عيد ميلاد الملكة إليزابيث الـ90، إعداد قالب حلوى خصيصًا لهذه المناسبة، فجهزت مطبخها للمهمة الاستثنائية تلك وأعدت كعكة البرتقال بكريم الفانيليا ومربى البرتقال.
وأثناء تجول الملكة بصحبة زوجها فيليب دوق أدنبره في مدينة ويندسور، حيث يقع قصر ملكي معروف بالاسم نفسه، قابلت نادية التي قدمت لها قالب الكيك وصافحتها
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا