”ريم بنا”.. فراشة تواجه المحتل السرطاني
الأكثر مشاهدة

أكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي، بدأت تلك المبادرة العالمية على المستوى الدولي في أكتوبر 2006، حيث يقوم الداعمون لها باتخاذ اللون الوردي كشعار .لهم من أجل رفع الوعي بالمرض المنتشر
.سنقدم سلسلة موضوعات دعمًا للحملة، وندعوكي أن تشاركي معنا بالحكي، نشر المعلومات، والبدء باتباع حياة صحية تمكننا من نشر ثقافة صحية مجتمعية تكون حصننا ضد المرض
"يا مين يجيب الدوا، قولت الدوا غالي، فارس يجيب الدوا وسهيل يداويني"
في أحد أيام العام 2009، استيقظت ريم بنا لتجد جسدها كوطنها، محتل.. احتله مرض سرطان الثدي الذي يُجلي البهجة المقيمة بالروح، ويتفنن في إقامة الحواجز أمام الأمل، ويُهجّر الجمال من الملامح.. لكنها فلسطينية يحمل صوتها جزءً من رشاشات المقاومة وأدوات تطيب جراح المصابين، فشحذت جبهتها لتبدأ رحلة استرداد وطنها الأصغر.
بدأت رحلة المطربة العلاجية من شوارع "الناصرة" الفلسطينية، لتسقط رصاصات المحتل السرطاني أولى ضفائرها لكنها تعلمت قول سميح قاسم "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الرأس أمشي".. حاولت أن تخفي أخبار جبهة قتالها عن أبنائها الصغار لكنها وجدت في معرفتهم ما يقويها على المواجهة، مهدت لهم تغير خريطتها الشكلية المصاحبة للعلاج الكيميائي، فسألها أحدهم: "ماما بس إحنا هنفضل نعرفك كدا بعد ماشكلك يتغير؟".
مع كل وعكة كانت تعيد ترتيب صفوفها، ومع كل ألم تزيد من تسليح خط المواجهة الأول وكتبت قائلة:
"لا يهمني أنك ترغب بأن تُلازمني كمرض مزمن .. ولن أتعب إن تناولت كل العقاقير والأدوية الكيماوية كي أُبقيك أبدًا عاجزًا عن الحركة.. ستظل هكذا كما جعلتك منذ خمس سنوات ونصف من عمري "وعكة خامدة.. تتحوّل إلى عابرة".. لا تنسى أني أنتصر عليك دوماً بالأغاني والحب وابتسامة لا تفارقني حتى وإن بكيت.. ستنام نومتك الأخيرة.."
وقد انتصرت في الجولة العلاجية الأولى وبدأ شعرها ينبت وصوتها يشدو أعلى لكن المرض آبى أن يترك جسدها بسلام، فأعلنت العام الماضي أن المرض دق طبول الحرب مجددًا وأن الجولة الثانية قد بدأت، ونشرت صورة على صفحتها على موقع فيسبوك وشعرها قصير للغاية وعلقت عليه: "هذه ليست موضة ولا صرعة ولا New Look، إنها مرحلة جديدة من حياتي.. هي مرحلة مؤقتة.. مدتها أشهر قليلة.. فيها سأختبر نفسي للمرة الثانية.. وأعرف أنّي سأكون قادرة على اكتشاف روحي أكثر.. وقوّتي وشجاعتي بشفافية مُطلقة ومُعلَنَة".
تجربتها مع سرطان الثدي جعلتها تستمتع بكل لحظة في حياتها، فلم تفارقها الابتسامة واستمرت في طقوسها اليومية من احتساء القهوة العربية بشرفتها إلى غزل النسيج الفلسطيني وتقول: "أهم ما تعلّمت منه.. أن للإنسان قدرة هائلة وطاقات عظيمة كامنة فيه .. قادرة على التحكّم بأصعب الأمراض والقضاء على أي علّة وذلك بالرغبة الشديد للحياة".
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠٥ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا