حنان كمال.. هزمت السرطان بإيمانها وبهجتها
الأكثر مشاهدة
أكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي، بدأت تلك المبادرة العالمية على المستوى الدولي في أكتوبر 2006، حيث يقوم الداعمون لها باتخاذ اللون الوردي كشعار .لهم من أجل رفع الوعي بالمرض المنتشر
.سنقدم سلسلة موضوعات دعمًا للحملة، وندعوكي أن تشاركي معنا بالحكي، نشر المعلومات، والبدء باتباع حياة صحية تمكننا من نشر ثقافة صحية مجتمعية تكون حصننا ضد المرض
نخوض جميعًا معركة يومية مع الحياة، تتفاوت تلك المعركة المستمرة في شدتها وقوتها، بعضنا يتحمل وينجح وآخرون يرفعون رايات الاستسلام، لكن هناك من يتحملون ويتعلمون ويؤثرون بتجربتهم في الآخرين.. إحدهن بطلتنا "حنان كمال"
الصحفية التي بدأت من صحيفة الدستور عند تدشينها على يد إبراهيم عيسى في نهايات التسعينات، تزوجت حنان ورزقت بأبناء ثلاثة، وانتقلت للعيش مع زوجها بالإمارات العربية الذي تعرض لحادث أقعده تمامًا، من تلك النقطة بدأت حربها الشرسة التي لم تسمع دقات طبولها سوى بعد ذلك بفترة طويلة، وهو ما كتبت عنه قائلة :"إن موتًا كان ينمو داخل جسدي, ذات مرة أخبرتني الطبيبة أن السرطان نشأ ذات لحظة منذ سنوات, في لحظة ما مررت فيها بمأزق نفسي أو صدمة شديدة, قلت لها اعرف, كانت صورة أحمد راقدًا فاقدًا للوعي بجوار السيارة المقلوبة مثبتة في ذاكرتي كلحظة مثالية لنمو الموت داخل جسدي"..
ذات يوم بعد الحادثة بسنوات وجدت حنان تكتل ينمو تحت إبطها، أشعرها الأمر بعدم ارتياح فذهبت لطبيب لم يكتشف المرض من الأساس إلى أن اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي بعد عدة مرات من العلاج غير المجدي وأن أحد الأورام بلغ حجمه 6 سنتيمترات في مثيلاتها، كانت صدمتها كبيرة وظلت تسبقها دموعها في كل مرة تنظر لأبنائها، وظلت علامات الاستفهام تحاصرها ليل ونهار، قالت أنها لم تقدر على النوم وبداخلها "محتل".
لكنها بعد فترة أظهرت قوة وشجاعة استثنائية فى التحمل والصبر، مع بدأ مرحلة العلاج الكيماوي بدأت تفقد بضع خصلات من شعرها لكنها ذهبت "للكوافير" وقصته في شكل جديد جذاب فوجدته يسقط كليًا هذه المرة مما دفعها لتحلقه "زيرو" وتضع صورتها على فيسبوك وتشرع في تدوين يومياتها مع هذا المرض لحظة بلحظة.
"لماذا نتعامل مع الحياة بكل هذه الحدة؟ ولماذا نسعى وراء أقدارنا وكأننا في سباق؟ أقدارنا مقدرة سلفا بالمناسبة أين ذهبت الطمأنينة والسلام من نفوسنا؟ منذ متى لم أعرف فضيلة الاسترخاء؟"
في عام 2014، أجرت حنان عملية جراحية لإزالة الورم السرطاني، وبعدها سارت على نمط غذاء صحي يعتمد على النباتات وأعدت في رمضان الماضي سلسلة حلقات بعنوان "معركة حنان مع السرطان"، تقوم فيها بإعداد أطعمة تناسب مرضى السرطان.
"الأمر يستحق إذن أن نتغير, فإذا كانت اللحوم والدهون تتسبب في رفع نسبة الكوليسترول في الدم، فلماذا لا استغني عنها؟ إذا كان السكر هو ما يغذي الخلايا السرطانية، فما جدوى كل تلك الحلويات التي نلتهمها؟
أنا قررت أن اهزم الموت الصغير الذي نما داخل جسدي بالاقتراب أكثر من الطبيعة, ربما أنجح في أن تولد الآن امرأة جديدة تتألف خلايا جسدها من ما تنبته الأرض, لعلي إذا مت يغفر لي الله شراهتي في التعاطي مع ما منحه الله لنا من موارد وعطايا ومنح على هذه الأرض."
حنان مصدر سعادة وإلهام لكثيرين، كانت ومازالت مصدر أمل لأصدقائها الذين كانوا يحاولون تقويتها فيفاجأون بابتسامتها التي تضاهي الشمس في طاقتها تبث فيهم القوة والطمأنينة بأن هذه المرأة ستنجو.
لا تتطلب المعجزة أجواء أسطورية, ليس من الضرورة أن تبرق السماء وترعد حين يمد الله يده لينتشلك من الضياع, قد يمضي كل شيء في سياقه الطبيعي؛ لكنك ستدرك في لحظة ما أن كل ما جرى قد جرى لترتيب إلهي, وأن عناية الله بك تحدث ببساطة, لأنه ببساطة أيضًا " أقرب إليك من حبل الوريد", لا يحتاج لاحتفالات صاخبة ولا مهرجانات كي يعلن عن وجوده, ابتسم فأنت في حياتك اليومية وفي مسارك الطبيعي لكن الله معك, هو دائمًا معك, عليك أنت أن تصغي لعل الوصل يحدث".
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١٠ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا