سرطان الثدي نقطة التحول الإيجابية في حياة ”جيهان العشماوي”
الأكثر مشاهدة
أربعة حروف، هم الميم والنون والحاء والتاء المربوطة، يمكنك أن ترتبهم ليصبح ما أنت فيهم محنة أو أن ترزق البصيرة فتراهم منحة مهما كانت صعوبة الأمر، الباحثة السعودية جيهان عشماوي إحدى الناجيات من سرطان الثدي، دخلت التجربة بقلق وخوف وخرجت منها بنظرة إيجابية وحياة مختلفة تمامًا عن نمط حياتها السابقة التي كانت تميل إلى الانطواء والابتعاد عن الناس.
في أحد أيام العام 2007، اكتشفت جيهان إصابتها بسرطان الثدي صدفةً بعدما تحسست كتلة بمنتصف ثديها بينما كانت مستلقية على فراشها، وقتها لم يكن بالمملكة حملات توعية عن المرض، فمر أسبوع من دون أن تخبر أحداً عنها، كما لم تقصد باب طبيب.
بعدها رأت طبيبة في التليفزيون تتحدث عن الموضوع فتواصلت معها وذهبت لإجراء فحص للثدي ثم صورة Ultrasound، لتخبرها الطبيبة بأنها تعاني ورمًا في الثدي تبين أنه ممتد إلى 14 غدة ليمفاوية تحت الإبط، وقتها لم تشأ جيهان أن تخبر أحد بالنتيجة التي تلقتها وحدها.
قال الطبيب بضرورة إجراء جراحة لاستئئصال الورم، خضعت لها جيهان وبدأت رحلة العلاج الكيميائي التي وصفتها بالمرحلة الأقسى، كونها كانت فيها من تساقط شعرها وتغير لون بشرتها "لكنني كنت أفكر طوال تلك المرحلة بأنه علاج سيسمح بشفائي من المرض فأعود إلى الحياة الطبيعية من جديد."
انتهت حلقة العلاج الكيميائي وبدأت رحلة جديدة هي العلاج بالإشعاع ثم العلاج الهروموني لأربع سنوات ونصف السنة، حرصت جيهان على إجراء الصورة الإشعاعية للثدي كل 3 أشهر ثم كل 6 أشهر، لكنها لم تعرف أن المرض قد يعود من جديد للهجوم.
قبل أن تدخل هذه المرحلة لم تكن جيهان اجتماعية أبدًا وكان معارفها محدودين، وكانت تفضل الانطواء على ذاتها لكن كل ذلك تبدل فبدأت تتحدث مع سيدات أخريات يعشن التجربة ذاتها أثناء العلاج. وأصبحن يتحدثن عن الأعراض اللاتي يشعرن بها وعن الألم والخوف الذي يعتريهن، ليخففن عن بعضهن ما يلاقين.
أصبحت تعشق المساعدة، و اختلفت نظرتها للحياة وصرت تكتب مقالات في هذا الشأن. وبدأت في التحسن الصحي والنفسي، وانتمت إلى مجموعات تطوعية و خضعت لدورات تعزيز التعاون الإيجابي. وفي عام 2012 قدمت جيهان برنامج على يوتيوب بعنوان "أنت بخير"، تقدم به نصائح للمصابات بالسرطان والمحيطون بهم.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا