”سكينة يعقوبي”.. أم التعليم الأفغاني التي تحدت إرهاب ”طالبان”
الأكثر مشاهدة

في مجتمع متشدد تسيطر عليه الجماعات المتطرفة كالمجتمع الأفغاني، تصبح النساء القادرات على التغيير كالزهرات الجبلية، إحدى أولئك اللاتي استطعن أن يهزمن الخوف من الإرهابيين ويكسبن بطموحهن ثقة الشعب، "سكينة يعقوب"، التي حصلت على جائزة وايز وقيمتها نصف مليون دولار. لكونها أصبحت تعتبر مؤسسة المركز الأفغاني للتعليم، خصوصًا النساء والفتيات.
ولدت في عائلة من الطبقة الوسطى الأفغانية، والدها رجل أعمال عصامي علم نفسه بنفسه وآمن بحق أبنائه في التعلم سواء كانوا ذكور أم إناث، وهو ما تعتبره "سكينة" أنه من طالعها الحسن.
"العديد من الفتيات الصغيرات لم تتوفر لهن الفرص التي حصلت أنا عليها. أبي كان رائعاً. علاقته بي كانت علاقة خاصة. اليوم، أعتقد أن كل انجازاتي مخصصة لأبي. كان يريد إن يذهب كل أولاده إلى المدرسة، من دون تمييز بين فتاة أو صبي".
حملت أمها 16 مرةً، عاش منهم 5 فقط، وبسبب مشاهدتها لكثير من أشقاءها يدفنون، كبرت وحلم الطب يراودها فأكملت دراستها الثانوية وحاولت الالتحاق بكلية الطب في أفغانستان وهو ما لم يتاح أمامها فذهبت إلى أمريكا.
قبل أن تتم دراستها، احتل الرو بلدها وشردت عائلتها في مخيمات اللاجئين، فجلبتهم إلى الولايات المتحدة، لكنها لم تحب ابتعادها عن وطنها في وقت شدته، لذلك ذهبت إلى مخيم لللاجئين في باكستان وكان يضم 7.5 مليون لاجئ، 90 بالمئة منهم نساء وأطفال.
" أتذكر أفغانستان حين كنت طفلة، كان بلداً رائعاً، لكن اليوم، اننا هدمنا تماما كل ما لدينا من الجمال الطبيعي. لهذا، أشعر أنه واجبي، انها مسؤوليتي.
الدافع يأتي من حبي لأرضي. أحب أفغانستان وشعب أفغانستان"
ثم دعمت أمريكا المجاهدين الذين انقلبوا عليها فيما بعد لتسيطر حركة طالبان على الأراضي الأفغانية وتفرض أرائها المتشددة، و كان التعليم محظورا على الفتيات، بشكل تام.
لكنها تحدت كل شيء وخلال حكم طالبان، أسست سكينة وامرأتان أخريان 80 مدرسة سرية، وأنشئت مكتبات متنقلة في أربع مدن أفغانية، ثم دشنت المعهد الأفغاني للتعليم، لتعليم الأطفال والنساء وتقديم دورات تدريبية للنساء على التعليم. الآن هذه المنظمة غير الحكومية تساعد أكثر من 350 ألف امراة وطفل، لاكتساب المهارات والاستقلال الاقتصادي.
"على كل امرأة أن تكتفي ذاتيا، وأن تثق بنفسها. وحين تصبح مستقلة فانها ستكرم منظمتها، وبذلك سنتمكن من الاستمرار بفتح المراكز الجديدة، سندربهن، ونعلمهن، ونساعدهن لتحصلن على مكانة جيدة، ومن بعد نذهب إلى المرحلة المقبلة".
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا