”منار العطار” وجعبة ”I CanCer vive” لتحقيق أحلام الأطفال
الأكثر مشاهدة
لا يشترط أن يأتي بابا نويل بزيه الأحمر ولحيته البيضاء الكثيفة، ولا بالضرورة أن يقود عربة تجرها الغزلان، من أجل أن يحقق أحلام الصغار كما في الخيال الغربي، فيمكن أن يكون هناك مجموعة من الـ"بابا نويل" يدرسون الطب بجامعة الإسكندرية ويركبون "المشاريع" كما اعتاد السكندريون تسمية الميكروباصات، ويحققون أحلام أطفال من مرضى السرطان، هم مجموعة I CanCer vive، ومنار العطار واحدة منهم.
دائمًا ما يكون العام الجامعي الأول مليئ بالحماس والأحلام ومفعم بالطاقات، وهكذا كانت منار وزملائها، فمع بداية عامهم الأول بكلية الطب 2012/2013 وبدء تكوين الأسر في الأنشطة الطلابية، باحت سارة العالم، صديقة منار، برغبتها في عمل يوم يتعلق بأطفال السرطان داخل الكلية، وهو ما تحمست له منار ولم تكن تعلم أن هذا اليوم سيصبح نواة لمشروع دائم هو I Cancer vive.
"أنا فاكرة التاريخ ده تحديدًا، 17 مارس 2013، كان يوم مميز" بحماس شديد عبرت منار، البالغة من العمر 22 عامًا، عن يوم إقامة المهرجان الذي جمع أطفال مرضى السرطان من مستشفى الشاطبي بالإسكندرية، والذي ظلت هي وفريقها المكون من 5 أولاد و3 بنات يعملون على جمع أمواله بهدف تغطية احتياجات المستشفى من الأدوية وبالفعل نجحوا في جمع حوالي 35 ألف جنيه. بعد ذلك اجتمع الفريق وقرروا أن يجهزوا زيارات دورية ترفيهية للأطفال. وقادهم طموحهم ليحلموا بتحويل مكان الاستراحة بمستشفى الشاطبي إلى غرفة دائمة مجهزة لاستقبال الأطفال بكل ما يحتاجون إليه من وسائل الترفيه والراحة. "عرضنا الفكرة على الدكتور أحد مدير المستشفى ووافق وقدملنا تسهيلات كتير، كمان أستاذة هانم عبد الله مشرفة التمريض في المستشفى ساعدتنا كتير" بعد أخذ الموافقة بدأ الفريق رحلة بناء الغرفة من الصفر ثم تجهيزها لتستقبل القادمين الصغار. وبالتزامن مع بنائهم للغرفة، بنوا قاعدة بيانات أولية عن الأطفال، وحالتهم الصحية ووسيلة التواصل بذويهم بالإضافة لأهم شيء.. أحلامهم.
اعتمدت طالبة السنة الدراسية الخامسة بكلية الطب وفريقها على إسعاد الأطفال بأن يسألوهم كتابة أحلامهم وينشروها على صفحتهم بفيسبوك لمن يريد أن يحققها. "أكتر يوم اتأثرت فيه لما طفل اسمه عبد الرحمن كانت أمنية حياته يشوف كابتن محمد بركات، بعتنا لبركات ورد عليه بفيديو بيحيه وبيقوله هشوفك قريب.. الولد فضل يعيط من الفرحة هو ومامته.. كلنا اتأثرنا جدًا."
ينظم فريق I CanCer vive دروس تعليمية للأطفال، لأن معظمهم بسبب ظروف المرض تركوا الدراسة، فيبدأون في تعليمهم مبادئ القراءة والحساب أو على حسب أعمارهم وكذلك التثقيف الصحي وكيف يحمي نفسه من العدوى. "معظمهم مناعتهم ضعيفة وأي عدى بسيطة ممكن تدخلهم العناية المركزة للأسف." تقول منار.
غرفة الأطفال بمستشفى الشاطبي مفتوحة للمتطوعين يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا عدا الجمعة، كما يحاول الفريق الذي اعتمد في كامل التجهيزات على التبرعات أن يسد عجز الأدوية الخاصة بالصغار بشكل دوري.
"بحلم إننا نوصل لكفاءة مستشفى 57357، على مستوى النظافة وطاقم التمريض الممتاز، وإن الناس تلتفت للمستشفيات اللي مش معروفة واللي بتخدم محافظات كتير."
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا