”أبلة نظيرة”.. صاحبة أول موسوعة عربية في فن الطهي
الأكثر مشاهدة
مشهد شهير من مسرحية "المتزوجون"، يجلس به سمير غانم (مسعود) بجوار زوجته شيرين (لينا) التي تطهو للمرة الأولى، ويبدأ هو بأكل الملوخية ويسألها "– إنتي عملتيها إزاي؟".. فترد " = زي كتاب أبلة نظيرة بالظبط، كلمة كلمة." .. لسنوات ظل اسمها مرتبط بالطبخ بكافة البيوت المصرية وله ركن ما في الذاكرة لمختلف الأجيال وانتقل هذا التأثير للسينما والمسرح. فهو ذاته الكتاب الذي احترق في فيلم صغيرة على الحب وأكلته سعاد حسني في (المسقعة).
في وقت كان تعليم الفتيات حكرًا على طبقة بعينها وكان سفرهن في بعثات تعليمية المستحيل الرابع، كانت هي من القلة المصطفاة لذلك فدرست نظيرة نيقولا في المدارس المصرية حتى قررت وزارة المعارف إرسال بعثة من الفتيات لدراسة (الثقافة النسوية) في أوروبا والتي تضم تخصصات الأعمال اليدوية والحياكة والطهي.
3 سنوات قضتهم نظيرة ضمن 14 فتاة مصرية ليتعلمن فنون الإبرة ودروب وألوان الطهي بجامعة جلوستر بإنجلترا، وبعد عودتها عملت كمدرسة للثقافة النسوية بمدرسة السنية للبنات وبسبب حبها لعملها وإتقانها له تدرجت في الوظائف حتى أصبحت مفتشة عامة بالوزارة.
في الأربعينات أعلنت وزارة التعليم عن مسابقة لانتاج كتاب حول فنون الطهي يكون منهجنًا يدرس للفتيات في المدارس، فاشتركت السيدة نظيرة مع زميلاتها بهية عثمان وألفا كتاب "فنون الطهي" وهو كتاب يقدم أشهى الوصفات والنصائح لإدارة البيت ويتعامل مع الطهي على أنه فن له قواعده وأصوله، فاز الكتاب بالمسابقة وطبع منه عدة طبعات تجارية بعد ذلك. تم تعديل الكتاب حديثًا بما يتوافق مع المكاييل المستخدمة حاليًا لأن النسخة الأصلية اعتمدت مكاييل الرطل والتي كانت تستخدم في هذا الوقت.
اتسعت دائرة تأثيرها لتشمل مستمعات الإذاعة بعدما دعتها تلاميذاتها الإذاعية "صفية المهندس" لتقديم نصائح لربات البيوت ضمن برنامجها، وبعده مجلة "حواء".
توفيت أبلة نظيرة عام 1992، بعدما تركت ورائها اسم مازال يعلم أجيال ويؤثر في حياتهن.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا