”هند الإرياني”.. امرأة في وجه ”القات”
الأكثر مشاهدة
(1)
يمكن أن تكون صورة اليمن لديك متمثلة في العمارة الفريدة في صنعاء، أو الزيّ التقليدي والخنجر، أو حتى مذاق البن اليمني، لكن مع كل ذلك لا بد أن تتذكر أصحاب الخدود المنتفخة، الذين يمضغون القات ليلًا ونهارًا.
(2)
شابة من بلد الملكة بلقيس، تحلق فوق تقاليد المجتمع وترى أن لها الحق في قول "لا" للأصنام الموروثة، الصحفية والناشطة الاجتماعية والسياسية اليمنية "هند الإرياني" قادت حملة ضد "القات" كان نتيجتها نص في مسودة الدستور اليمني تنص على إدراج القات كمشكلة وطنية تحتاج استراتيجية لحلها. (لم يكتمل الدستور بسبب الانقلاب الحوثي).
" يسألني أحدهم "أنتي منين" أجاوب "اليمن"، وأنتظر سؤاله الثاني الذي غالبًا ما يكون "بتاكلي قات؟"-هند الإرياني.
(3)
هو أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن، في أربعينيات القرن الماضي تحول القات في اليمن إلى ظاهرة اجتماعية، استهلكه المواطنون وقتها ليكونوا أكثر انتباهًا ويتمتعوا بطاقة أكبر ونشاط جنسي أقوى ولم يردعهم خور قواهم والضعف الشديد الذي يعقب استهلاكه. استبدل اليمنيون الذي هو أدنى بالذي هو خير، فاستعاضوا عن محصول البن الأشهر في دول العالم بالقات المحرم تصديره للخارج، وأصبح النبات الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بـ"العقار الضار" واحد من أهم محاصيل الزراعة في البلاد.
(4)
عام 2011، قادت هند، التي درست علوم الكمبيوتر ثم إدارة الأعمال، على موقع تويتر حملة الكترونية تحت "هاشتاج" "ShameOnReuters" بعد أن كشفت تضارب مصالح المراسل الخاص بالوكالة بأنه كان يعمل كمترجم خاص بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، نجاح الحملة في إجبار رويترز على الاستغناء عن المراسل شجعها لتطلق في العام 2012 حملة "يوم بلا قات" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هدفها جعل يوم ١٢ من يناير من ذلك العام يومًا خاليًا من تناول القات ولاقت نجاح بالفعل مما شجعها أن تستمر فدشنت "مؤسسات حكومية بلا قات" تطالب الحكومة سن قانون يحظر على موظفي القطاع العام تناول القات في المنشآت الحكومية. وبالفعل أصبح هناك أيام للتوعية في المدارس والجامعات بأخطار القات.
(5)
"مشكلة وطن..كلنا يعرف وقرأ أن اليمن هي من أوائل الدول المعرضه للجفاف..أنتو عارفين كم يهدر القات من المياه؟ بين 65% الى 70% من المياه الجوفية. مؤخرًا أصبحنا نسمع كثير عن مشاكل تصل للقتل بسبب شح المياه." من مقال لهند الإرياني.
(6)
نظمت هند وزملائها أول وقفة احتجاجية أمام البرلمان اليمني لتحريكه ضد قضية القات، رفض أعضاء البرلمان التصويت على قانون يمس زراعة القات لأن منهم من يملك أراضي تقوم على زراعته. لم تيأس وبدأت سلسلة وقفات أمام مؤتمر الحوار الوطني استطاعت من خلالها إقناع أعضاءه بإدراج بند لحل المشكلة في الدستور وهو ما تم إقراره بالإجماع.
الحرب الدائرة حاليًا عطلت كل شيء في اليمن، لكنها لم تعطل همة هند، وبنفس الطاقة والأمل دعت لحملة #لا_تعودوا_إلا_بالسلام من أجل الوصول لحل الحرب القادمة.
(7)
" هذه البنت ولدت معاقة بتقوس في الأرجل، عملت 3 عمليات جراحية فاشلة، وكانت النتيجة أنها تمشي على كعب القدم طوال المرحلة الابتدائية والإعدادية، تعرضت للسخرية والتحقير إلى أن قررت أن تحل هذه المشكلة فبدأت أن تتدرب على الوقوف على الأصابع حتى يتم تقويتها وتقدر على المشي، ظلت تتدرب لسنوات حتى أصبحت تمشي دون أن يلاحظ أحد الخلل.. هذه الطفلة هي أنا.. وهذه القصة تشبه اليمن". هند على مسرح تيدكس عدن.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا