”منال شعبان”.. محاربة على كل الجبهات
الأكثر مشاهدة
كانت وقتها شابة صغيرة كزهرة تتفتح في بستان أسرتها المتوسطة، حصلت على شهادة من معهد المساحة فقرر الأهل تزويجها من ابن عمها، ومن هنا قطفت الزهرة وبدأت حربها الأولى مع ديون الزواج وزوج صعب المراس لا يفعل شيئًا وابنة رزقت بها بعد فترة لها احتياجات ككل الأطفال، عمل منال في الإدارة العامة للخرائط لم يكن يجدي في المعركة مع الديون "كان مرتبي 350 جنيه وعليا أقساط 750 وجوزي ما بيعملش حاجة".
فجأة تركها الزوج هي وابنتها دون أي شيء وحتى لم يطلقها، فأبت أن تستسلم للظروف وفتحت جبهتها على مصرعيها " بدأت أجيب حاجات وأبيع علشان أربي بنتي وأسدد الديون" وفي الوقت نفسه سلكت طريق المحكمة للحصول على حكم طلاق ونفقة من زوجها، وبعد سنوات قضت المحكمة ب50 جنيه نفقة، ثلاثون لها وعشرون لطفلتها.
ظلت منال على هذه الحال 12 عامًا، قضت فيها ديونها وحاولت تحسين وضعها في العمل والحياة من هنا قررت أن تحصل على مؤهل عال، فتقدمت لكلية الإعلام بجامعة القاهرة وبالفعل حصلت على البكالريوس عام 2007.. "روحت درست علشان بنتي تتشرف بيا".
ظنت وقتها أن الأمور استتبت لكن معركة جديدة كانت على وشك البدء، فالشابة التي رفضت الزواج سنين طويلة من أجل ابنتها قد طرق بابها أحدهم وقد كبرت ورأت أنها بحاجة لمن يكن عونًا لها وهو لم يتوان عن وعدها بالغالي والنفيس وأنه سيكون أبًا لبنتها التي حُرمت من الأب، فوافقت على الزواج.. لكن الوعود ظلت تنهار واحدًا تلو الآخر وبعد عام واحد كانت ثمرته طفلة ثانية، عاد الزوج لامرأته الأولى وأولاده وسافر بهم إلى الخارج ودعاها بعد فترة للمجئ والعيش معهم في نفس البيت فذهبت لكنها لم تحتمل فعادت ببناتها.
3 سنوات قضتهم منال مع بناتها وزوج يتصل على فترات، قررت وقتها أن تطلب منه الطلاق لكنه وعدها بالعودة والبقاء معها لفترة فوافقت على منحه فرصة أخيرة، لكن القدر كشف عن إصابتها بسرطان الثدي، فتراجع الزوج عن المجئ وتزوج من أخرى وطلق منال لتخوض مع بنتيها معركة جديدة شرسة مع مرض لا يرحم.
"ماكنتش ببطل عياط في الأول، وعملت عملية شيلت جزء من الثدي وغدد تحت الإبط,, وبعد 33 جلسة إشعاع وعلاج هرموني.. رجع نشط تاني وعرفت أنه بدأ يزحف ناحية الكبد فميش داعي إني أشيل باقي الثدي".
في هذه المرحلة علمت منال أنها في المرحلة الرابعة من سرطان الثدي وأنه مستمر ونشط، طبيبها حاول تهدئتها من الانهيار المستمر بطريقة أنه هناك أمل أن ينحصر في جزء معين وطلب منها أشعة جديد، يومها ذهب هي وابنتها لمركز الأشعة فوقع لهما حادث سير كُسرت فيه قدمها "اعتبرت الحادثة دي رسالة من ربنا، السرطان مابيموتش ربنا هو اللي بيقرر مين هيموت امتى.. فقررت أقاوم لآخر لحظة وأعيش."
من هذه اللحظة عرفت منال أنها منتصرة في المعركة أيًا كانت النتيجة فهي ماتزال واقفة على قدميها، ساعدت ابنتها الأولى حتى تخرجت من كلية النظم والمعلومات والثانية في المدرسة، متحررة من الخوف والتقرب فالمستقبل بيد الله.. "من يومها بطلت أعيط فين وفين لما أدمع.. بشارك في أنشطة تبع المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، برسم وباكتب مقالات، عايشة علشان بناتي وبتعالج والحمد لله نسب المرض بتقل."
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٠٢ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا