في شهر التوعية بالتصلب المتعدد.. حكاية ”نورهان محسن” مع الـ MS
الأكثر مشاهدة
ضمن حملة التوعية بمرض التصلب العصبي المتعدد المعروف بـ"MS"، المستمرة طوال شهر مايو ويومه العالمي الذي يوافق 31 مايو من كل عام، يعرض موقع "احكي" حالات لمتعايشات مع المرض بهدف زيادة التوعية به.
نورهان محسن، شابة في الثلاثة والعشرين من العمر، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة منذ عامين وعملت لفترة في خدمة العملاء ببنك CIB. هاجمتها أعراض مفاجئة من الشعور بالخدر في الجزء اليسار من جسدها بأكمله "كأني واخدة حقنة بنج فيه والحاجات بتقع من إيدي"، طافت على أطباء في تخصصات متعددة وفي كل مرة كان التشخيص على أنها أعراض أنيميا أو إلتهاب في الأطراف، إلى أن اكتشف طبيب أعصاب أن نورهان مصابة بالتصلب العصبي المتعدد MS، بعدما طلب فحصها بأشعة الرنين المعناطيسي.
"أول ماعرفت مكنتش فاهمة يعني إيه المرض ده" لكن ردود الفعل من العائلة كانت فزعة والأطباء من أقاربها حصروا المرض في خانة "الشلل" فقط، مما أصاب الجميع بالذعر.
الرفيق الجديد أصاب نورهان بالخوف لفترة، كونه مجهولًا، لكنها كرست جزء كبير من وقتها لتتعرف عليه عن قرب، فقضت وقت طويل في البحث عن مسببات المرض وأعراضه والتعامل معه، قرأت أوراق بحثية متخصصة حتى تفهمه، إلى أن توصلت لجمعية مصرية تضم مجموعة من المصابين بالمرض فلجأت إليها، وهناك أصبحت تتعامل مع مرضها كصديق يجب أن تصاحبه خلال رحلة حياتها.
في جمعية MS Care Egypt، تعرفت على العديد من الأشخاص الذين شجعوها للاستمرار في الرحلة بعزيمة وقوة إرادة، منهم مرضى منذ سنوات طويلة لكنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، استمدت الأمل من خلالهم، ومن بينهم المهندس أحمد درويش، مؤسس الجمعية، وهو مصاب بالمرض منذ ٣٥ عام.
الخطوة الأهم في نظر نورهان، هي تفهم المحيطين بالمريض لطبيعة المرض الخاصة، "مرضنا مش كل الناس بتقدره لأنه كتير بنكون ماشين عادي بس في صعوبة هما مش حاسين بيها"، فتحكي كمثال عن فقدانها لأعصابها في كل مرة تعطيها والدتها كوب الشاي ممتلئ لآخره فينسكب عليها بسبب رعشة يديها، "كل مرة بتعصب لأنه بيحسسني بمرضي.. فبيبقى عامل نفسي". وتؤكد على أهمية أن يتفهم الأهل والمحيطين هذا الشعور، "لو حد ضعيف قدام الإحساس ده ممكن يجيله اغتراب عن أهله ويبدأ يكره أنهم مابيحسوش بيه، ويتسببله في مشاكل نفسية بتزود المرض".
تعلمت الشابة العشرينية أن تفرق بين الهجمة/ الانتكاسة، والهجمة الكاذبة، والأعراض.. فالأعراض مصاحبة للمرض لكنها تختفي في فترة وجيزة وتكون تنميل في الأطراف، صداع، دوار، ضابية على العين أو عدم وضوح الرؤية.
.أما الهجمة الكاذبة، فتنتج عن مثير خارجي مثل التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لكنها تختفي بزوال مسببها.
.بينما الهجمة تستمر فيها الأعراض لأكثر من 24 ساعة وتتفاقم ولا تحدث كنتيجة لمؤثر خارجي
أعرف أكثر عن الفروق بين الهجمة والهجمة الكاذبة، وطرق المواجهة.. من هنا.
نورهان تعمل حاليًا بشكل حر في تنظيم الفاعليات على "سوشيال ميديا"، وذلك لأن المرض لا يناسبه العمل بساعات محددة، ونصيحتها لمن يكتشف المرض "يقتنع بقضاء الله.. ويعرف إن الاعتراض على المرض بيعيق التحسن .. واتأكد إن المرض مش هيوقفك".
عن المرض:
"مرض التصلب المتعدد من أكثر أمراض الاضطرابات العصبية شيوعًا ويمكن أن يتسبب في حدوث إعاقة لدى الشباب. يوجد 2.3 مليون شخص حول العالم مصابين بالتصلب المتعدد.
ويتم تشخيص معظم الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد في الفترة ما بين 25 و31 سنة من عمرهم، ويصل عدد النساء اللاتي يتم تشخيص المرض لديهن ضعف عدد الرجال.
لم يتم التوصل بعد إلى سبب مرض التصلب المتعدد، ومن ثم لم يتم التوصل إلى علاج له، وعلى الرغم من ذلك، فثمة بعض العلاجات التي يمكن استخدامها للمساعدة في علاج بعض أشكال التصلب المتعدد فضلاً عن أشياء أخرى عديدة يمكنك فعلها لتحسين الأعراض.
لا يوجد نمط محدد لمدى حدة التصلب العصبي المتعدد لشخص ما أو النهج الذي يتبعه أو الأعراض التي يمر بها المرضى. إذ يختلف كل شخص عن الآخر."
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا