”ربى عيّاش”.. حكاية إعلامية من بلد ”الجلال والجمال”
الأكثر مشاهدة
عرفت في طفولتها الحواجز والإغلاقات التي يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عايشت الاعتقالات في شوارع بلدتها جنين كمظهر حياة يومي، وسار مع خطواتها الخوف الدائم من القصف والعدوان، لكن كل هذا جعلها أقوى وروى بذرة الكتابة بداخلها فأزهرت، وانطبق عليها قول إليزبيث كوبلر أن "الأشخاص الأجمل من بين الذين قابلتهم هم أولئك الذين عرفوا الهزيمة والكفاح".
هي "ربى عيّاش" إعلامية فلسطينية في الـ 24 من عمرها، اكتشفت بداخلها عشق الكتابة منذ طفولتها، فشبت وعينها على دراسة الإعلام لتصبح صوتًا لمن لا يملكون صوت، ووضعت تركيزها كله على التعلم وهي بسن الـ13، فحضرت دورات الإعلاميين الصغار وشاركت بكتابة موضوعات في المجلات حتى قررت أن يكون الإعلام تخصصها الجامعي، فتوجهت للدراسة بجامعة بيرزيت وتخصصت في الصحافة المكتوبة وعلم الاجتماع، ثم أكملت دراستها العليا بماجستير في الصحافة والإعلام من معهد الإعلام الأردني.
في سن العشرين أصبحت تعيش حلمها من خلال الممارسة المهنية فتدربت في البداية بمؤسسة وفا، وهي وكالة إخبارية فلسطينية، ثم أخذت فترة لدراسة الماجستير ومن بعدها بدأت عملها على شاشة التلفزيون كمقدمة برامج في قناة الفلسطينية، بعدها حصلت على تدريب بقناة العربية في دبي، ثم عادت لوطنها لتعمل ضمن فريق الموقع الإلكتروني لجريدة القدس، كمراسلة ومقدمة برامج.
تحاول التنويع في الموضوعات التي تتناولها، لكنها تركز على تقديم الحالات الإنسانية وتهوى مساعدة نساء مجتمعها بشكل خاص فتقول: "دائما بحاول اختار مواضيع إنسانية لحالات صعبة بتعيش بينا، لأحاول أساعدها وأوصل صوتها، وبركز على المشاريع خاصة للنساء لأنه أغلبهن بيبنوا البيت وبيربوا الأولاد من مشاريع التطريز وصناعة الصابون.. نساء بعمر العشرينات لحد حجات بعمر الثمانينات". أما عن التقرير الأكثر تأثيرًا بها "تقارير عن الأخطاء الطبية في فلسطين، عن أطفال وحالات ماتت ولحد اليوم ما حدا جابلهم حقهم"، تقول أن التقارير حققت نجاحًا واسعًا وشجعت عدد كبير من الناس للاحتجاج على وضع المستشفيات، "لكن للأسف الحكومة ووزارة الصحة لم تستجيب لأي شيء، واتسكرت الملفات".
تعتبر الإعلامية الشابة أن الأوضاع السياسية بفلسطين أهدأ من السنوات الماضية، "الوضع مش حرب علنية زي زمان، يعني لسه في حواجز، وفي عمليات بتصير ومواجهات بين الاحتلال والشباب لكن مش بشكل يومي". أما وضع الإعلام الفلسطيني فتعتبره صعب ويعاني حالة ركود وقلة في فرص العمل، ومع ذلك ترى أنها تضع جهدها في مكانه لأنها تحب العمل الإعلامي وتستمتع بعيش حلمها، وأنه رغم كل شيء "الشخص إذا بده ينجح بتحدا كل شيء، الناس، العادات والتقاليد، الاحتلال، والفساد".
لـ"ربى" تجربة في الكتابة الأدبية، هي كتابها الأول "مذكرات أنثى ضائعة"، الذي تعتبره مشروع عمرها، هو كتاب يتضمن نصوص نثرية بالفصحى ورسومات خطتها بيدها لتعبر عن العنوان والنصوص، "الكتاب يحمل لحظات من ضياعي، وتجاربتي الإنسانية.. فهذا هو الجزء الخفي من شخصيتي ولا أحد منا يمكن أن يكون متفائلًا وسعيدًا دائمًا"، لاقى الكتاب نجاحًا في وسط الجمهور، وتتلقى "ربى" رسائل من القراء يخبروها أنهم وجدوا أنفسهم في كلماتها.
حلمها أن تكون شخصًا مؤثرًأ له بصمة إيجابية، "إن شالله أكون عم بأدي رسالتي بالإعلام كما يجب ، وبتمنى تكون كلماتي من خلال الكتابة عم بتلامس الناس وبتساعدهم في تخطي تجاربهم بحياتهم".
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا