حكاية ”فتاة العباسية” من الشارع إلى ”90 دقيقة”
الأكثر مشاهدة
فجأة انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا يؤكد أن شكلها "بنت ناس"، وآخر يشارك أنه يراها بنفس المكان تحت كوبري العباسية منذ مدة، حتى علق أحدهم أنه يعرفها واسمها "سلوى عرابي" وهي من عائلة ميسورة، ولها حساب على موقع فيسبوك عليه صور تدل على حياة بها قدر من الرفاهية.. فما الذي حدث للتحول لتلك القابعة على الرصيف في ثياب رثة؟.
مع تزايد أعداد "اللايك والشير" في محاولة للوصول لأهلها أو معارفها، تحركت جمعية "معانا لانقاذ إنسان" بفريق مكون من طبيبة وممرضة ومشرف و5 متطوعين منهم 3 بنات، توجهوا إلى مكان تواجدها ولكنهم اكتشفوا اصطحابها إلى قسم الوايلي، فذهبوا إليها وبعد عدة ساعات تم استصدار قرار من النيابة بإيوائها دار الرعاية.
بعدها بساعات نشرت الصفحة الرسمية لدار الرعاية تحديث عن حالة "سلوى" ذكرت فيه أنه تم التوصل لأهلها لكنها رفضت العودة إليهم وأن الدار ستتولى رعايتها، وطلبت من مستخدمين "السوشيال ميديا" الكف عن نشر صورها وروابط حساباتها على فيسبوك مراعاة لخصوصيتها.
القائمون على الدار منعوا عنها وسائل الإعلام خوفًا عليها من تدهور صحتها النفسية لأنها كانت تعاني إنهيار عصبي إثر صدمة نفسية ساقتها إلى الجلوس في الشارع دون أن تعي أي شيء. وفجأة ظهرت "سلوى" مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج 90 دقيقة عبر فضائية المحور، في حال جيد مظهريًا، وروت قصتها بشكل جعل البعض ينفي عنها الخلل النفسي واستخدمه البعض الآخر كدليل على اضطرابها نفسيًا.
روت سلوى في اللقاء تفاصيل حياتها الشخصية، بداية من فرارها من أهلها بالمحلة قبل 10 سنوات وتبنيها من قبل أسرة بمصر الجديدة، إلى تجربتها في الشارع وتعرضها لاعتداءات جنسية متكررة، وأجرى البرنامج مواجهة بين الفتاة ووالدتها التي أعلنت على الهواء تبرئها من ابنتها، وسمح كذلك بالمكالمات الهاتفية التي انتقد عدد منها ملابس الفتاة وقصتها في ترك أهلها وعيش حياة متحررة من التقاليد.
وأحدثت الحلقة ردود أفعال واسعة، وأثارت نقاشًا كبيرًا، وهاجم البعض حياة الفتاة وجهرها بعلاقتها وحياتها التي وصفها البعض بـ"المنفلتة"، بينما رأها آخرون ضحية وقاموا بمهاجمة دار الرعاية التي سمحت باستضافتها رغم ظروفها النفسية، وطال اللوم البرنامج والقائمين عليه لأنهم وضعوها تحت ضغط وعرضوها لسرد تفاصيل حياتها وهي لم تتعاف بشكل كامل لتقرر هل تريد مشاركة حكايتها مع الجمهور بالفعل أم لا.
الجدل الشديد والهجوم جعل مؤسسة "معانا لانقاذ إنسان" تقدم بيان اعتذار قالت فيه: "تعتذر مؤسسة معانا لانقاذ إنسان لكل أعضاءها الكرام عما تم تداوله في حلقة 90 دقيقة بقناة المحور لمعتز الدمرداش أثناء البث المباشر لحلقة سلوى الشهيرة بفتاة العباسية .. نظرا لتداول البرنامج حياة سلوى الخاصة والعائلية دون مراعاة لمرضها النفسي والضغوط على الرغم من تأكيد المؤسسة على عدم المساس بأي تفاصيل تخص حياتها الخاصة"، وذكر البيان أن سبب الموافقة على ظهور سلوى بالبرنامج كان لطمئنة الناس على حالتها وليس عرض تفاصيلها الشخصية.
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا