”مروة عطية”.. مبرمجة مصرية في النصف الآخر من العالم
الأكثر مشاهدة
الساعة الواحدة صباحًا في مصر والخامسة عصرًا هناك في النصف الآخر من العالم بدأت تسرد حكايتها، من دولة كوستاريكا التي تقع في أمريكا اللاتينية تحديدًا، تعمل مروة عطية مبرمجة كمبيوتر بشركة أمريكية منذ أكثر من عام. وهي التي شبت على قراءة سلسلة "ملف المستقبل" واحتل كل ما له علاقة بالتقنية والعلوم جزءًا كبيرًا من حياتها حتى اجتازت الثانوية العامة ووضعت رغبتها الأولى كلية الحاسبات والمعلومات تليها كلية العلوم، وقد تخرجت في الثانية من قسم الفيزياء والحاسب الآلي من جامعة عين شمس.
فور تخرجها حصلت على منحة تابعة لوزارة الاتصالات، ثم درست علوم الكمبيوتر في الأكاديمية العربية، وقضت 7 سنوات تعمل كمبرمجة كمبيوتر في شركات عدة داخل مصر. خلال دربها ظل حلم السفر يراودها ككل أبناء جيلها، لكنها أحبت السفر من أجل استكشاف العالم وليس بغرض الهجرة أو العمل والدراسة، إلى أن قادتها صدفة من خلال منصة LinkedIn لفرصة عمل في شركة Ericsson بأيرلندا، قدمت عليها ونجحت في المقابلات قبل النهائية "مكنتش متخيلة إني هقبل.. بس قالولي إني أول بنت ومصرية تعدي كل المقابلات الأونلاين"، خطوة أخرى كانت تفصلها عن الوظيفة هي السفر لأيرلندا من أجل المقابلة النهائية وبعد رفض من جهة أهلها وتشبث منها نجحت في السفر لكن لم تحصل على الوظيفة.
"وقتها موضوع السفر كبر في دماغي، وقررت إني أقعد أدور لحد ما سافر" ركزت جهودها على أوروبا ومحاولة السفر إليها لكنها لم تستطع الوصول لفرصة لكونها لا تحمل تصريح عمل في الاتحاد الأوروبي. لكن الفرصة بحثت عنها بتفسها فتلقت عرض للعمل من شركة أمريكية بكوستاريكا أوائل العام 2016، وسار كل شيء بسرعة قدمت وقبلت وسافرت للعمل بذاك البلد المجهول.
اعتراضات الأهل كانت كبيرة في المرة الثانية حيث ستستقر ابنتهم الشابة غير المتزوجة ببلد لا يعرفون عنه شيئًا، لكنها واجهت كل ذلك في سبيل رغبة التجربة، "قعدت السنتين اللي كنت بدور فيهم بقنع ماما، بس وضع البلد ساعد في إقناعها ولازم دلوقتي كل يوم مكالمة فيديو علشان أطمنها".
بعد أول أسبوعين في البلد اللاتيني لم يؤثر عليها حاجز اللغة لأن شركتها تتعامل بالإنجليزية، لكن حاجز الخوف أوقفها قليلًا، فبعد أن ذهبت النشوى الأولى للمغامرة أتى الشعور بالغربة لكن ذلك لم يدم طويلًا، فخلال فترة كونت صداقات من جنسيات مختلفة، وأحبت البلد واستكشفت غناها بالحياة البرية والطبيعة المتنوعة، واستطاعت في فترة قصير أن تثبت نفسها وحصلت على جائزة أوسكار الشركة.
"الناس هنا معندهمش أي فكرة عن الدول العربية أو الإسلام" هكذا عبرت عن الشعب الكوستاريكي واصفةً إياه باللطف الشديد، وأعتبرت عدم معرفتهم بالإسلام والعرب ميزة وعيب، ميزة لأنهم بعيدون تمامًا عن العنصرية والمضايقات للفتاة التي تضع حجابًا على رأسها، وعيب لأنها تواجه صعوبة في الحصول على الطعام الحلال كما أنه يوجد مسجد واحد فقط.
- في ميامي الأمريكية
تجربة السفر ساعدتها في الاعتماد على نفسها أكثر والتمتع بحياتها من خلال زيارة الدول القريبة منها مثل أمريكا والمكسيك، "السفر لوحدك بيخليكي قادرة تعملي أي حاجة بعد كده.. ومش لازم تستني لما تتجوزي عشان تسافري مع جوزك، تقدري تسافري لوحدك وتستمتعي"، لكن الصعوبة تكمن في البعد عن الأهل الذين تتمنى لو اصطحباتهم معها جميًعا، ورغم ذلك قوى السفر علاقتها بوالدتها "هي بقت واثقة فيا أكتر إني أقدر أعتمد على نفسي وميتخافش عليا، وأنا عرفت قيمتها أكتر بكتير".
حاليًا مروة في طريقها لنقل حياتها إلى دولة بشرق أوروبا، وتخطط لدراسة الماجستير بإحدى الجامعات الأوروبية.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا