حكاية ”منار خالد” والعيش في بلد ”المليار نسمة”
الأكثر مشاهدة
شابة مصرية أتاحت لها الحياة فرصة العيش وحدها في بلد بعيد واكتساب خبرات جديدة، فقررت خوض التجربة، تركت "منار خالد"، خريجة كلية رياض الأطفال دفعة 2012، حياتها المحاطة بالأهل والأصدقاء في القاهرة وذهبت لشرق الأرض في "الجمهورية الهندية".
قبل سفرها اعتادت أن تعمل أخصائية نفسية في "حضانة" متخصصة في الحلات الخاصة كأطفال متلازمة داون والتوحد ومن يعانون من مشاكل سلوكية، وظلت في وظيفتها 5 سنوات لم تبحث عن السفر لأنها اعتقدت في نفسها صعوبة التأقلم، إلى أن عرض عليها أحد أصدقائها فرصة عمل في الهند كمدرسة للأطفال في عمر الحضانة، شجعتها تجربتها السابقة مع الأطفال على خوض المغامرة إلى جانب مرورها بفترة سيئة في العمل بمصر.
"غير شغلي كان عندي أتيليه ملابس وله صفحة معروفة على فيسبوك، سبت كل حاجة وسافرت" تشجيع أشقائها وموافقة والديها- رغم اعتراض العائلة- عوامل ساعدتها في حسم قرارها في السفر.
ذهبت إلى الهند، في قرية صغيرة تقع في "كيرلا" جنوب البلاد، لم تجد صعوبة في التعامل لأن الجميع يتحدثون الإنجليزية، فقط واجهت في البداية افتقاد العائلة واعتياد نكهة الطعام الهندي الحار لكنها تأقلمت سريعًا، "المكان اللي أنا فيه المنطقة كلها عارفاني لأني شكلي مختلف عنهم وعارفين أنا شغالة فين وبعمل إيه، والناس هنا لطيفة وسهل تتصاحبي معاهم"، لم تواجه مشكلات دينية فالبلد زاخرة بالديانات المختلفة دون أن يمس أحد عقيدة الآخر، "هنا فيه كل الأديان وفيه تسامح بين الناس كلها بطريقة غريبة مفيش عنصرية خالص كله زي بعضه".
رغم أن الفترة التي قضتها منار حتى الآن لم تتعد الـ3 شهور، إلا أنها تحولت من شخص عصبي إلى آخر هادئ إلى حد كبير "الهنود نادرًا لما تلاقي حد عصبي أو بيزعق، البلد هادية ومافيهاش غير طبيعة وبحر"، كما استطاعت أن تكون روابط قوية مع من تدرس لهم من الأطفال، فيستجيبون لها أسرع ويحترمون وجودها.
وترى الشابة العشرينية أن رفض المجتمع لسفر البنات وحدهن غير منطقي، لأنهن أصبحن يعتمدن على أنفسهن في أمور الحياة والمعيشة، حتى المتزوجات يقمن بجزء كبير من أعباء البيت، فهذه التي تستطيع تسير حياة بأكملها ستعجز عن ذلك فقط لأنها في بلد غريب؟.
"أهم نصيحة أنها توفر فلوس علشان تقدر تزور أماكن تانية ماتقعدش ثابتة في مكان واحد وخلاص" هذه هي النصيحة الأهم التي تقدمها "منار" لمن قررن السفر والحياة بمفردهن.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا